نوار أحمد شريقة
الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 00:33
المحور:
الادب والفن
قبل ستمئة عام أنهى نوستراداموس نبوءاته الاخيرة برباعيات غير مفهومة وتفرغ لمعالجة حالات الطاعون في اوروبا,بعد أن وثق بغموض أحداث العالم المستقبلية,ومنذ عشرين عام قابلت عجوزا فقيرا قرب أحد المقاهي يصرخ بهوس: من يشتري نبوءة بدرهم,اقتربت منه مندهشا ورميت درهمين, تحرك من مكانه وصرخ بصوت وجل :
سيأتيكم عما قريب ثلج أسود وورد أسود وفجر أسود
ستحلمون بلمس من تحبون وتفشلون فتنعزلون معا في بيوت مطلية بدهان المجاملات والنفاق
ستبنون بيوتا لا تخلق سوى سجانين ولا تبني سوى اقفال
ستمنحون القوة فتتباهون:من يفرغها سهما بقلب الضحية أولا
ستطاردون خروفا يدعى العدل,وستصلبون غزالا يدعى التحرر
ستأكلون الخبز اليابس سنينا حتى تروا الطازج ترفا لا تستحقوه
ستؤلفون كتبا لتشعلوا بها مواقدكم بعد أن نفذت مخازن وقودكم من دماء المؤلفين
ستسجنون جيادا تصهل بالحرية لعجزكم عن فهم أناشيد التحرر بنغمة صهيلها
ستتوسلون سياطا تخاطب جلودكم الصماء
ستركعون حامدين نعمة توافر مياه المزاريب وسترقصون على نغمة وداع الشهيد الجديد
ستبتلعكم الثقوب الفكرية وتشققكم الإيدلوجيات,وتشقفكم التابوهات,وتبري عقولكم العنعنة
ستقرأون كلاما لحكيم:العمالقة وحدهم الذين ينقذون العالم من نكسة كاملة,فتحمدون الله لتوافر نعمة الخبز والماء
سترون الإمبراطور رغم عريه مسكوكا بأجمل الأثواب,وسترون الثائر رغم خشبيته وبلادته بطلا حيويا منتظر
ستدققون بمدة صلاحية علبة السردين الموجهة لبطونكم,وستتغافلون عن صلاحية أفكار تفتك بعقولكم
ستبنون عاصفة تحرر الأشجار من غصونها المستعارة ثم تحملون الغصون عصيا تجلد جذوع الأشجار
ستركضون بالصحاري باحثين عن أثار غزال يدعى الحرية,وسترجعون بجثته خائبين متبحرين بأرضكم باحثين بين ذرات التراب عن جواهر اضعتموها
سيأتيكم ثلج أسود وفكر أسود وفجر أسود
صمت العجوز بعد موجته الهستيرية ورمى عكازه أمامي راكضا نحو الشرق بخطى جبارة..
قبل البركان بعشرين عام تسكعت في شوارع المدينة متكئا على عكاز صلب حفر عليه بعنف:(لكل نبوء أسباب يكشفها التبصر)نوستراداموس
#نوار_أحمد_شريقة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟