كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 13:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وداعاً علي سالم المفكر والإنسان. . وداعاً الرجل الجميل الشجاع. . وداعاً للرجل الفرد الذي واجه منفرداً الغوغاء والكراهية وثقافة الموت. . وداعاً علي سالم الجسد، والخلود علي سالم الفكر والفكرة. . المجد والنصر لعالم الحب والسلام والحضارة، الذي كرس علي سالم حياته لدفعنا باتجاهه.
عرفت حتى الآن عن قرب رجلين يستحقان عن جدارة لقب "إنسان". أولهما د. فرج فودة، والثاني العظيم علي سالم. . وداعاً يا صديقي ويا رائد الإنسانية، التي أرجو أن أنفق ما تبقى لي من العمر متمسحاً في أهدابها. . وداعاً يا خالد الفكر ومشعل النور. . وداعاً علي سالم!!
لا أنسى يوم أصدر ما يسمى "اتحاد كتاب مصر" قراراً، يعلن فيه للعالم أنه "اتحاد مواش" أو "شِلَّة غوغاء"، واستثنى فيه منارة النور والسلام "علي سالم"، بأن فصله من الاتحاد. عاد "علي سالم" بحكم قضائي، لا لكي يكون ضمن حظيرة الذين يصرون على العيش وسط روث الشعارات البائدة والنفاق والكراهية الأبدية، ولكن ليثبت أن بمصر رجلاً يستطيع أن يواجهة قطعاناً من الدواب ذات الحوافر الغليطة، وهو ثابت في مواقفه كطود شامخ. . وداعاً للرجل الذي يُشَرِّف أمة أن ينتسب إليها، ويشرف الإنسانية أن يكون ابناً باراً لها.
علي سالم لم يكن مجرد شخص. كان إنساناً بمعنى الكلمة، كما كان قضية حب وسلام وتنوير. لابأس بمن يصطنعون الإنسانية اليوم، ويترحمون على الرجل، ملمحين إلى أنهم هكذا "يتسامحون" مع "خطيئته" بالدعوة للسلام، وإن كان الأجدر بهم أن يترحموا على أنفسهم، فهم الموتى بمظهر الأحياء. هم الجامدون والمتيبسون المستكينون لهيمنة الظلمة على عقولهم، التي فقدت القدرة على أداء وظيفتها. يمكن أيضاً لهؤلاء أن يوفروا على أنفسهم عناء "التسامح" والترحم على الراحل العظيم، فإن كان "علي سالم" الشخص قدر رحل، فإن "على سالم" الفكر والفكرة والقضية باقية، لتشير إلى نور لابد وأن ينبثق هناك عند خط الأفق.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟