|
هذيان حوا 2
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 08:41
المحور:
الادب والفن
هذا فعلها الوحيد بارادتها تلك التى تتباهى بها حقا وسط بقية الفتيات ...جميعهن علقن فى الخلف رغم محبتهن لسيدتهن الجديدة وهى التى هربت من ذلك لانها نسيت !..كل ما فاتها فى الماضى حتى تلك الاحلام الصغيرة التى راودتها.. غفلتها مع الوقت وقالت لها لا لم اعد اريد رؤيتك كانت تستيقظ صباحا على سخريتهن قالوا مجنونة علاما احبتها السيدة انها تتحدث مع شياطينها فى الليل بعضهن خاف ..تراجع عنها ولم يعد يود ايذائها لاجل تلك السيدة لم يعد يتحدث عنها .. هل انت من ترسليهم لى ؟قالتها حواء بحذر مخافا ان يسمعها احدا من الخارج ..لم تجاوبها العجوز بل استمرت فى اخراج قماشها الثمين من غرفتها الخاصة فى ذلك الدكان العتيق ..طال انتظار حواءوهى تتطلع من خلفها اتدرين منذ سنوات قامت السيدة وهى صغيرة عندما اتت الى مدينتنا واعطتنى ذلك الدكان من يومها لم اتركه قط احببته اكثر من اى شىء..اكثر من الرجل والولد ... داخل كل قماشا امسكها بيدى حكاية عن صانعها انه ليس من مدينتى قالت السيدة انسوا ..لم يعد يهم من كنتم ما يهم الان هو انا ..السيدة الجديدة ستخبركم بالحكاية ..وهى الافضل فلتصدقوا لاننى لن اعود لاقصها عليكم مرة اخرى ..بل انتم انتم من ساسمعكم تقصونها فى الشوارع والبيوت حتى ساسمعها على ألسنه السكارى ..تلك المدينة بدأت معى من اليوم عليكم فقط تذكر هذا ...استدارت العجوز ترى حواء بعض من اقمشتها :انظرى ..انظرى اليها لاتخافى ..تلك القماشة انها من بلدة بعيدة هناك يقولون انها تطل على بحر كبير..لسانها غير لسانى وألبستها اخرى حتى نساءها اخريات غيرنا ..همست :يقولون ايضا اننى كنت من هناك ..من تلك المدينة التى تحرسها شياطينها مساءا...انها تاتى لى الان هنا ولكنه غير مسموح ليس على احد ان يعلم ..تراجعت حواء حملت منها بعض الاقمشة و رحلت ..لم تفهم لما ارسلتها السيدة ان لم يكن هناك اقمشة ..هل تعرف العجوز عن كوابيسها ؟.... كرهت من جديد ان تعود عبده لسيدتها ،احبت ان تكون هناك جديدة غيرها لكن السيدة عادت لطلبها من جديد... كانت ممن وقفن فى تلك الصفوف التى اكتظت بهن وهن يراقبنها تدفن الجديدة متبعة طقوسها الخاصة ،لم ترى حواء واحدة منهن تدفن من قبل ..شعرت بالخوف عندما علمت ان السيدة غضبت ..انها تغضب على واحدة منهن وتطلب لها الموت ..فتموت ..راقبنها وهى تدفن جزءمنها تحت كل شجرة من سبع اشجار حاوطن نافورتها التى تستحم فيها ..داخل بساتنها المغلق خلف الاسوار ..سر من خلفها يدفن كل جزء وترتفع اصوات النائحات منهن تردد انشودتهن الجنائزية مرتديات الزهرى !...لم تفهم حواء كانت من مدينة اخرى حينما تذكر امها المفقودة تتذكر اللون الاسود .. ضرب جراد المدينة هكذا استيقظت على صوت الصراخ الذى عم ظلام المدينة ..ابعدت نفسها عن ذلك الغطاء الخشن تعجبت حواء من اين اتى ؟...لكنها ركضت مع الهاربين من وجه الجراد تذكرت السيدة حاولت ان تتراجع ان تبحث عن وجه تعرفه لكنها لم تجد فعادت للركض مع الباقين ..من اين اتى كل هذا الشجر الذى عم تلك الاطراف من المدينة انها لم ترها من قبل كيف ذلك وهى من تتجول هاهنا كل يوم لترى البحر ..البحر الذى رحل ووجدت عوضا عنه منحدر واطراف تغمرها اشجار منكسة الراس وبعض الازهار الميتة واناسا يدهسون ما تبقى منها بالاقدام .... اين انا ؟همست كانت تدور تبحث عن دليل فلم تجد سقطت فى تلك الغابة نامت من جديد علها تستيقظ من ذلك الحلم وتعود لبيت سيدتها من جديد لكنه استيقظت ولم تجد سوى بقايا من جراد راحل واعشاب ميتة وهى عطشة تبحث عن مياه تبلل شفاها التى اصابها التشقق ...تالمت نادت على اسماء الفتيات فلم تجبهاواحدة ..فكرت هل رحلوا جميعا ؟..ولكن لماذا تركوها لمااذ لم ترحل معهم ؟..ولكن اين البحر ؟..لاول مرة تفتقد سيدتها وتشعر بالحب نحوها ..لا تدرى ان كانت تحبها ولكنها بكت بكتها بصوت مرتفع ورجتها ان تعود ...اين البحر هل رحل مع السيدة ؟!!...بالكاد سمعت صوت غراب يحلق من حولها من بعيد ..صرخ باسم سيدتها بصوتها الغاضب المرتفع انتظرت جواب فلم تسمع سوى صدى صوتها يتردد وخطوات تتقدم تكورت فى جلستها ...وانتظرت لكن احدا لم ياتى اليها ...تساقطت الامطار عليها شهقت وابتلعت منها فتحت فاها واستقبلت المطر ..تناولت من الاعشاب تعلمت ان تحب طعمها ..ظلت على حالها ..تفكر ستعود السيدة بسفينتها لقد هربت مع الفتيات ولكنها مدينتها هى من صنعتها لابد ان تعود من جديد مثلما فعلت فى السابق...
تحلقت الوجوه من حولها من جديد مثلما تفعل كل مساء على ضوء المشاعل التى يحملونها من بيوتهم الصغيرة ويخرجون من تلك المدينة الحديثة التى شهدت حواء بناءها عندما اصطدمت ذلك اليوم بتلك العيون الغريبة التى اخذت تلاحقها فى الغابة حيث وجدت نفسها وحيدة ورغم انها كانت تشعر بالخوف الا انها شعرت ببعض الراحة عندما اكتشفت ان هناك اخريين ومختلفين ليسوا مثلها وليسوا من جنس حواء ..خافت كانت تفكر بالسيدة وتشعر بتانيب الضمير ولكن بمرور الوقت نسيتها واعترفت لنفسها انها تشعر بالسعادة ربما لن تعرف السيدة طريقها الان ابدا ..وربما هى وجدت مكان اخر لها حيث لن تكون المفضلة والعبدة لدى سيدتها ...كان الجو مظلما عندما عاد الخوف اليها من جديد تذكرت النافورة وطقوس السيدة وقفت وتمايلت وكانها فى فناء السيدة وتدور من حولها ممثلما كانت تفعل فى السابق ...لاحظتها الاعين وتوقفت ..شعرت بالسرور فاكملت وحينما انتهت لم تتوقف عن فعل هذا كانت هناك ليلة حالكة تاتى اليهم فى كل شهر حيث يحضرون المشاعل بينما هى ترقص على تلك الحافة التى تركوها خارج مدينتهم الصغيرة التى قرروا بناءها ولم يطلقوا عليها اسما حتى لا تكون مثل مدنهم السابقة ...هنا لم يكن احدا يتحدث مع احد كانوا غرباء لم يتعلموا الحروف التى تعلمها الاخريين فى مدنهم ...بينما التفوا من حولها هى ..واكتشفت هناك انها لم تحب سوى سيدتها فقط ... كانت هناك فى كل ليلة تكرر رقصتها حتى احبتهم واحبوها كانوا بالنسبه لها اشباح يأتون اليها ليلا يقطعون حبال الظلام التى تكرهها كثيرا فتبتسم لقدومهم ..كانت بالنسبه لهم غجرية غريبة اتت من مدينة ربما من مدن انها لا تملك مدينة بل انها سيدة المدن بأسرها صرخ بذلك احد اشباحها فى ذات الليالى اعجبها الاسم سيدة المدن هل معنى ذلك انها ابحت افضل من سيدتها فلم تعد تملك مدينة واحدة مثلها بل مدن عدة كثيرة احبت الفكرة كثيرا ولقبت نفسها بسيدة المدن ومن خلفها قالوا غجرية ..كان للمدينة حراس تبادلوا النظرات قال قائدهم غجرية لصة ؟لم تسمع بحراس من قبل كانت من مدينة جميعهن حارسات لسيدتهن هنا كان الاشباح مختلفون عنها هل بدأت تشعر بالانقباض لم تعرف ما اسم ذلك الشعور لكنها رأته فى صغيرة هربت وتسللت ليلا لتراقبها وسط الاشباح وكانت فى عيناها تلك النظرات سمحت احد الاشباح يقول لما انت خائفة يا صغيرة ممن هاربة؟عودى من هذا الطريق وابتعدى عن تلك الغجرية انها لئيمة ولصة هيا هيااركضى من هنا ولا تعودى لرؤيتها من جديد ابدا... عرفت انها خائفة !!نطقت الكلمة وكررتها كثيرا لقد بدأت تتعلم لغتهم هل احبتها تلك اللغة ؟اعترفت لنفسها انها اشتاقت لسيدتها ولكلماتها القديمة اما هنا فهى عرفت الخوف ..كان ينظرون لها ويقتربون هناك فى المدينة لم تكن تقلل من ذلك يقولون هنا على اجسادهم ازياء ما الازياء تلك ألقوها تحت قدميها وهى ترقص فتعلمت كيف ترتديها فى السابق لم تكن السيدة لتامرهن بذلك ..شعرت بثقل على جسدها فروا لم تحب الرائحة الامفاس كريهه هل وضعوا على جسدها حيوانات ولكن ماذا انها تحب الحيوانات انها صديقتهم قتلة انهم قتله قتلوا اصدقائها والان يجبرونها على ارتدائهم ..ألقت الثقل عنها بعيدا وتقززت صرخت حتى اخافتهم فتراجعوا عنها بعيدا لم تحب ذلك فى البداية جربت كلمات خرجت من فمها بدت لهم مخيفة ..احبت ذلك !!!
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نادى النساء
-
هذيان حوا 1
-
لا اهتم لظلام الليل
-
ثورة الصعاليك 17
-
ثورة الصعاليك 18 الاخيرة
-
امراة من الشرق...انديرا
-
ثورة الصعاليك 16
-
ثورة الصعاليك 15
-
جنون الغجر
-
ثورة الصعاليك 14
-
تعلمى القتال
-
ثورة الصعاليك 13
-
نعم اشاطرك البحر هربا ركضا
-
نساء ملهمات فى حياتى ميريل ستريب
-
ثورة الصعاليك 12
-
ثورة الصعاليك 11
-
جنون غير مشروط
-
ثورة الصعاليك 10
-
عرفت الجنون ..مارجريت
-
ثورة الصعاليك 9
المزيد.....
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|