أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين














المزيد.....

الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية حسب الفهم الشرقي لها تتناقض بين اعتباراتها السياسية وبين مدلولات واقعها الفعلي في البلدان الشرقية التي تتبعها كنظام، مثل العراق ولبنان، فالمعنى الحرفي للكلمة يشير الى حكم الشعب، على افتراض كون الشعب واعيا سياسيا وثقافيا ومؤهل لتحمل مسؤلية الاختيار وقادرا ايضا على تصحيح الاختيارات الخاطئة، فالديمقراطي الحقيقي لا يمكن ان يلدغ من نفس الجحر مرتين.
الديمقراطية بمعناها السياسي تعني الوصول الى السلطة بنزاع سلمي غير انقلابي وغير تناحري وعبر صناديق الانتخاب، واذا كانت هذه الفرضية صحيحة عند الغرب، فان صناديق الانتخابات في دول الشرق هي من مستلزات الـعرض show)) وليس الفاصل، فالحسم دائما ما يكون خلف الكواليس.
في الغرب عادة ما يتناوب الحكم حزبان يكادان لا يتغيران، وان اختلفا هذان الحزبان في سياسة فرض الضرائب وطرق وسبل تخفيف معدلات البطالة، فهما غالبا لا يختلفان في ادارة سياستهما الخارجية، اذ ان المصالح interests هي التي تحدد نوع العلاقات وليس المبادئ principles،
ان المصالح التي تحظى بالاولية عند الحكومات الغربية، بقدر ما يتعلق الامر بالسياسية الخارجية هي المصالح الاقتصادية. بينما على الصعيد السياسي الخارجي لا يكترث كثيرا بمصالح الشعوب وان تناقضت المصالح مع مبادئها، او حتى لو تناقضت مع الشعارات والمباديء السياسية العامة للدولة، لذلك قالوا، لا توجد صداقات دائمة، انما مصالح دائمة.
وكمثال على التناقض بين الحكومات الغربية مع شعوبها هو استمرار بيع الاسلحة لتركيا وللسعودية ولدول الخليج رغم العدوانية السافرة لهذه الدول، او التناقض الفاضح بين مبادئ الحزب الاشتراكي الفرنسي المعلنة وسياسته في السعي الحثيث لتعزيز العلاقات مع دول لا تحترم حقوق الانسان ومتورطة في الارهاب مثل امارة قطر لقاء استثمارت قطرية في فرنسا تقدر بمليارات الدولارات. وكذلك التناقض المخزي بين سياسة الادارة الامريكية المعلنة ضد الارهاب وبين تدريبها وتمويلها وتسليحها للفرق والجماعات الارهابية كما كان الحال في افغانستان وفي سوريا اليوم.
بينما الديمقراطية الداخلية، وهي منظومة علاقات ومباديء الاجتماعية وسياسة وقانونية وثقافية، لا يمكن المس بها دون عواقب غير مسرة، ذلك انها تمثل كرامة الانسان التي يجب ان لا تخدش، ولا يمكن لأي ادارة حكومية غربية، ان تتناقض بشكل سافر مع مباديء الديمقراطية الداخلية، لأن ذلك يعني المغامرة بخسارة الانتخابات المقبلة، فالشعوب الديمقراطية مؤهلة لحسن الاختيار ولها القابلية الفكرية والثقافية على تصويب اختياراتها وتصحيح اخطائها.
الديمقراطية في الشرق من حيث الشكل لا تختلف كثيرا عن عن تلك الموجودة في الغرب، فالشكل يبدو متناغما مع شعارات مصلحة وحقوق الانسان ، لكنه شكلا مخادعا، اذ انه يغطي على تشويه يتناقض معه، ذلك ان جوهر الديمقراطية في الدول الاسلامية مبني على المبدأ المخادع ( امرهم شورى بينهم) وهو مبدأ راسخ في ذهنية الاسلامي الشرقي الخاضع فكريا وروحيا لرجال الدين وشويخ العشائر ورجال السياسة المتنفذين.
الديمقراطية الشرقية في حقيقتها نزاع تناحري عدائي وحرب غير معلنة بين اطراف همها الوصول للسلطة للانتقام والتشفي والتآمر والسرقة وخداع الناس والضحك على ذقونهم والتنصل من الوعود والعهود. ذلك وفي كل متغيرات الظروف والشروط يبقى حزب الحكومة هو الغالب دائما. هذه الغلبة قد تكون عن طريق التلاعب والتزوير او غلبة صحيحة، ففي مجتمعات التخلف تطغى الروح الانتهازية بقوة على اختيارات اغلب الشرائح الاجتماعية، ونعني بالروح الانتهازية هنا، روح الرضوخ لاغراءات الحكومة وضغوط كهنوت الدين وشيوخ العشائر.
ننائج الديمقراطية في الشرق غالبا ما تكون لصالح حزب الحكومة ، وتعني ايضا انعدام أي فرصة لفوز المعارضة في الانتخابات حتى لو كانت كل التوقعات تشير لصالح فوزها. لذلك جاءت المحاصصة الممكيجة بديمقراطية التوافق كأختراع لايهام الناس بتحقق الاجماع العام.
الديمقراطية السياسية حتى وان تحققت، لا تهم الناس كثيرا، اذ ان الالية التي تدار بها الدولة هي آلية فاسدة.
نقول آلية فاسدة، ذلك ان في الدول العربية والاسلامية، وعندما يدور الحديث عن الديمقراطية، فان المقصود دائما معناها السياسي وليس الاجتماعي او الحقوقي، لان معناها الاجتماعي والحقوقي يتعارضان مع مباديء الاسلام وجوهره المبني على مبدأ الخير ما اختاره الله.
الديمقراطية السياسية تصبح ليس ذات معنى اذا لم تتحق الديمقراطية الاجتماعية والحقوقية، ذلك ان اهم مباديء الديمقراطية هي الحرية الشخصية والحريات العامة وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، فــ بدون الحرية الشخصية والعامة وبدون المساواة وبدون العدالة الاجتماعية سيكون الشعب غير قادرعلى حسن الاختيار الذي يمثل حجر الزاوية في البناء الديمقراطي، فالشعوب التي لا تحسن الاختيار هي شعوب غير مؤهلة للديمقراطية بعد، لانها ستلدغ من نفس الجحر عشرات المرات ولنا في تجربة العراق دليلا على ما نقول.
الديمقراطية السياسية هي لعبة الاحزاب للوصول للثروة والنفوذ والسيطرة على السلطة، فاذا كانت الاحزاب وخاصة الدينية في الشرق عصابات ومافيات ووكالات للدول الاجنبية وواجهات لغسيل وتهريب الاموال، فاي نفع واي انجاز قد تحقق للشعب في العمل بها؟ الا تصبح الديمقراطية فخا لاصطياد المغفلين؟



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين