أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - التعايش الديني














المزيد.....

التعايش الديني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 22:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في هذا الزمن زمن التعصب الأعمى للدين, نريد أناسا يكونوا أصحاء عقليا لا يتعصبون لدينهم أو قبيلتهم أو عشيرتهم, نريد مسلمين يبكون على آلام المسيحيين ومسيحيين يبكون على آلام اليهود والمسلمين, نريد شعبا إسرائيليا يفتح بيته للمسلم ونريد مسلمين يقبلوا بأن يتقاسموا لقمة الخبز مع اليهود, فطالما أنك تقبل بأن نتقاسم أنا وأنت لقمة الخبز فهذا معناه أنك تقبل بأن نتقاسم أنا وأنت المسجد الأقصى, بأن يكون نصفه لك ونصفه الآخر لي, كحبة القمح المفصومة إلى حزين وهذا معناه أن نصفها لك ونصفها الآخر لأخيك في الإنسانية سواء أكان شرقيا أم غربيا مسلما أم يهوديا.

في هذا الزمن الذي يقود فيه الرجل الأعمى رجل أعمى آخر, أعمى منه بصرا وبصيرة, في هذا الزمن زمن التصادم مع الآخر والسعي لقتله لكي يحظى القاتل بالجنة ولكي يدخل المقتول في النار في هذا الزمن ندعو إلى احترام بعضنا البعض مسلمين ومسيحيين ويهود وأن نقبل بالتعايش مع كل الأديان والمذاهب والمعتقدات وأن تزخر بلداننا بظاهرة التعددية من شتى الأصول والمنابت والأديان والمعتقدات, ندعو بأن تزخر بلداننا بظاهرة التنوع لننهض من نومنا لنجد في حارتنا المسلم والمسيحي واليهودي يعيشون جيران متحابون في الله متفقون على خدمة بيوت الله التي يأوي إليها المعذبون في هذه الحياة, إننا نسعى لإقامة مجتمع متجانس ومتعدد الثقافات بدل لغة الانجماد والانغلاق والتقوقع.

حين أكتب عن المسيحية وأنا مسلم فهذا لا يعني أنني لا أحترم الاسلام أو أزدري الأديان كما يعتقد الغالبية وهم يرسلون لي برسائلهم عن المسنجر معتقدين أنني أسيء للاسلام, وحين أقرئ لمسيحي وهو يكتب كلاما علميا عن الاسلام سواء أحبه أو كرهه فهذا لا يعني أن المسيحي أصبح مسلما, بل أخلاقه جعلته يقبل بمفهوم التعايش الديني المسيحي الاسلامي اليهودي, نحن كلنا على وجه الكرة الأرضية أحباب متحابون في الله همنا واحد وهو خدمة الإنسانية والبشرية, نسعى لأن يخدم المسيحي المسلم وبأن يخدم المسلم المسيحي, كان في قريتنا كنيسة ما زالت أطلالها قائمة إلى اليوم صلى فيها المسلمون كثيرا وتوضئوا فيها للصلاة وتناولوا فيها وجبات الافطار في رمضان, وحين كان أهل حارتنا في رمضان يذبحون الأضحيات كان يأكل منها المسيحي في عيد الأضحى قبل المسلم, وكان المسيحيون يطبخوا في بيوتهم وجبات افطار للمسلمين الصائمين, لم يكن جدي كما كانت تقول جدتي يشعر بالفرق أو بالفارق الكبير بينه وبين المسيحي وكانوا أيضا يجصدوا هم ونساءهم مع بعضهن البعض وينام المسيحيون مع العائلات المسلمة في فناء الدار..وهذا لا يعني أن الكنيسة أصبحت مسجدا بل أن الكنيسة تقبلت وجود الآخر بفنائها تدافع عن حق مليار مسلم بأن يقيموا شعائرهم الدينية في كل الأمكنة, إنها سياسة الإحتواء, إحتواء الآخر والأخذ بيده والسماح له بممارسة حرية العبادة لكي يسمح هو لي بأن أمارس أنا أيضا حرية العبادة, أنا أسمح للمسلم بأن يمارس حرية العبادة وبأن يبشر بدينه لكي يسمح هو لي بأن أمارس حرية العبادة وأبشر بديني حتى لو كان هندوسيا يهدف إلى عبادة البقر.

أنا احترم كل الأديان وكل المعتقدات وكل المذاهب وأكتب عن المسيحية وأنا مسلم لأثبت للجميع بأنني محب للتعايش الديني مع كافة الأديان والمعتقدات, أعيش لحظات التجلي مع يسوع تماما وكأنني أحد الرهبان أو القساوسة,وهنالك ايضا مسيحيون يكتبون أشياء جميلة عن الاسلام وهم متمسكون بديانتهم المسيحية, أدعو الجميع للتعلم من سلوك المسيح ومحبته وتعاطفه مع المعذبين في الأرض, لقد كان المسيح يشعر مع عذاب وآلام أهل السامرة وأهل يهوذى والناصرة, كان أيضا يشعر مع الجنود الرومان, كان محبا للفقراء وللمعذبين في الأرض بكى على آلام الملايين ولم يبكِ أحد عليه, هدر دمه على الصليب وهو يحاول أن ينقذ ما تبقى من رماد البشرية, أيقظ في الناس الحس الإنساني والوجداني دافع عن المعذبين والمهمشين في الأرض, دافع عن المظلومين والمغفلين الذين لا يوفر لهم القانون أي نوع من أنواع الحماية, كان يمشي جافيا ورآه الكثيرون يبكي ولم يره أحدٌ يضحك.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب الذي بيني وبين يسوع
- ذكرى11 -9-
- اصنعوا السلام
- أحترم الإسلام وكل الأديان
- شكرا لك يا سيد
- ما حدى بعرف يكمل سولافته
- اللي خربوا البلد
- الشخصية المبادرة
- الإسلام يثير أعصابي
- الرجل في الإسلام ناقص عقل
- معنى الخلاص الأبدي
- لي يا يسوع في هذا العالم ضيق شديد
- إذا كان الدين الإسلامي دين العدل والمساواة
- أخي في الإنسانية
- الحرب 2
- السعادة بالعطاء وليس بالأخذ
- سوء حظ دافنشي
- الصناعة والأخلاق2
- الصناعة والأخلاق1
- الحياة العامة في الأردن-1978-1988


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - التعايش الديني