أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - لا يعني شيئاً














المزيد.....

لا يعني شيئاً


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


لا يعني شيئاً أن لا نرى النور... لا يعني شيئاً أبداً... ولا يعني كذلك أن نقف بعيداً عن الشمس ونقول أنها غير موجودة، أيضاً ذاك لا يعني شيئاً... لا يعني شيئاً أن نحاول اخفاء الضوء بأيدينا، ونتبجح بأنه لا يُرى، وبأن العتمة هي سحر الأشياء... فمهما قلنا.. الحقيقة لا تقبل الشك... أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً أن نقف بصمت في وجه وسط يتكلم، لإننا لن نستطيع سماعهم، في حالنا هذه، وهم لن يتوقفوا عن الكلام، وما حالنا هذه؟ إنعدام الثقة بين الداخل والخارج، بين فسيفساء روحك، والأنغام الخارجية لها... مزج الشيئين ببعض ينتج أنت، وتمزقهما... يخلق مسخاً... أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً أن نستيقظ في الصباح، ونقول لم يأتي يومٌ جديد، والفجر لم يظهر ههنا، الفجر خرج منذ وقتٍ بعيد، لم يعد لعندنا، لأننا لم نرد...بعد... الذنب ليس ذنبه أبداً... الذنب ذنب من؟ سؤال فلسفي... والجواب.. للأسف الجواب جداً منطقي... أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً أن تكفر بأفكارك، وتعود للإيمان بها مدعياً اختبارك لصحتها ومتانتها، لماذا كفرت بها إذا؟ أنت عدت لها لأنك لم تجد أفضل، لا لأنها تريحك، ولكن لأنها أفضل السيء... ولأن اختياراتك الباقية محكومة إما بالفشل... أو الضياع... أليس ممكناً؟ أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً، أن تغير عاداتك وصفات روحك... لا يعني شيئاً، لأنك -وبكل هدوء أقولها- لن تحرز شيئاً، فروحك لا تغير، هي كبصمتك الجينية، غير قابلة للنسخ أو التطابق مع غيرها، ثم إن عاداتك، هي نتاج عشرات السنين، وحتى مئاتها، منذ زمن جدك الأكبر وحتى يومنا هذا... لا يعني شيئاً... أبداً... أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً، أن تقول لا يضايقني شيء، فأنت كذاب، ولكي أكون لطيفاً، قد تكون واهماً، لأنك بطبيعة الأحوال متضايق، من حياتك، من بيئتك، من ظروفك... فحتى الأغنياء، ليسوا بسعداء، وسواء بعدت الأسباب أو قربت من بعضها... فالنتيجة واحدة... الإنزعاج والحزن... هما من صفات الكائن البشري... وليس اختياراً... فلا يمكنك بالتالي... رفضه... أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً أن ترى خطأً فتهز برأسك ساخراً، فأنت لم تغير شيئاً، لم تحدد مساراً ليمشي عليه أحد، ولم تقف معارضاً، ولم تقبل. باختصار، كنت لا شيء.. أجل لاشيء... لم تقف مكان الأبيض أو الأسود، حتى لم تكن حجر شطرنج قديم... فأنت لم تمثل دوراً حتى... باختصار شديد... لم تكن شيئاً... أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً، أن تخبر أشخاصاً لا يريدون أن يعرفوا، بأنهم لا يعرفون، تلك مهاترة، فأنت تجهد نفسك، وتتعبها، وتتعبهم، وعقولهم الصغير... فلا أنت تحرز تقدماً، ولا هم يتغير فيهم شيء، النتيجة المؤثرة، تعبٌ وأرق يصيبانك، وملل وكراهية يصيبانهم.. أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً، أن تفلسف كل الأمور، وتتحدث كما لو أنك تفهم في كل الحقول، فأنت تعرف أن هذا غير صحيح، وأنك لا تعرف كل شيء، ولا حتى الأشياء التي تتباهى بمعرفتها، هي معارف كلية، فمهما تطورت معرفتك، لا يزال علمك قليلاً، فلا يعني شيئاً تباهيك بمعرفة... فمن يعرف... يعرف أنك تكذب... أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً، أن تحول أن تعود للطبيعة، وتجعل من نفسك نباتياً، وتحدث الناس بفوائد العودة والرجوع، مع أنك تعرف أنه حتى الطبيعة اليوم، هي ليست طبيعية، وبأنه حتى النباتات تأكل المواد الكيماوية التي تأكلها أنت، إن لم تأخذها من المزارع أخذتها من المستهلك مباشرةً... فتخيل أن تتحدث عن النباتية وأنت تستهلك تفاحاً، أكل البارحة "همبرغر"... أو لربما غداً...
لا يعني شيئاً، أن تعلن رفضك للإيمان، فأنت تعرف أنه لابد من خالق، أو صانع، أو مبدع... يمكنك أن تنكر كي تتحداه، كي تريه بأنك موجود، ويمكنك القيام بذلك، يمكنك لكن لا يعني شيئاً، فهو إما لا تعنيه، فهو لا ينظر إليك أبداً، كما تعتقد، إما لأنك لا تهمه، لأنه –ببساطة- لو اهتم لأمرك، لتصرف... يضايقك الأمر، لكن لا يعني شيئاً... أو لربما غداً...





#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن البمقراطية
- عن البيمقراطية
- وقلت أعود بانتظاري القمر
- خوف موج - مهداة إلى روح حافظ الشيرازي
- ماذا سيأتي غداً
- لكن مثلي لا يذاع له سر...
- المقطع الثالث من الفصل الأول من رواية ينال نور
- الجزء الثاني من الفصل الأول من رواية - ينال نور
- مقاطع من رواية ينال ونور
- حينما كنت عميلاً
- لدي ما يكفي من الحزن
- بلا أسماء
- رواية مطولة...(تنشر على حلقات)
- أكتب لنفسي...
- أنتظره
- تلفزيون، كثيراً وللغاية...
- لا أريد أن أجوع
- سأخون وطني
- لغة الخطاب


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - لا يعني شيئاً