كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 08:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت وما زالت ليالي ونهارات الآلام والأحزان والعذابات المريرة، ليالي القهر السياسي والاجتماعي، ليالي السجن والتعذيب والاغتيال، ليالي الحرب والحصار والخراب، ليالي الاحتلال والسبي والاغتصاب والموت بالجملة، هي الرفيق المصاحب دوماً لشعب العراق منذ عقود حتى الآن تستنزف هذا الشعب وتستهلكه وتدفع بشبابه إلى الهجرة الأبدية بعيداً عن الوطن الحبيب ينشدون الأمن والسلامة والكرامة، بدلاً من التمييز والتهديد والاعتقال والقتل على الهوية أو بتفجيرات يومية. ويبدو إن الكثير من حكام الرثاثة الطائفية والأثنية يعملون بإصرار على إدامة الليالي والنهارات السوداء الحالكة الظلام التي بدونها يستحيل عليهم الاستمرار بنهب ثروات الوطن وإفقار الغالبية العظمى من الشعب لصالح حفنة ضئيلة ولكنها مُتجّبِرة لا تريد الخير لهذا الشعب. لم تمض 24 ساعة على حديث رئيس الوزراء العراقي مع ضباط الجيش والشرطة والأمن الداخلي واعتبار الاختطاف جريمة من جرائم الإرهاب، حتى جاء التحدي باختراق نقاط التفتيش الأمنية بشكل غير مسبوق وتفجير 14 سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين في أنحا ء متفرقة من بغداد وفي ساحة التحرير التي يتجمع فيها المتظاهرون المطالبون بالتغيير. وكانت الحصيلة مأساوية حقاً، استشهاد 47 شهيداً وعشرات الجرحى والمعوقين ودمار واسع النطاق.
كانت أم عراقية تلك التي صاحت بصوت موجوع، حين عاد البعث ثانية إلى السلطة في العام 1968، وحين تسلط صدام حسين عليها: لماذا عدت يا حجاج؟ وحين بدأ نوري المالكي ولايته الثانية في العام 2010 سمعت صوتاً عراقياً مقهوراً وموجوعاً يصرخ: أعاد الحجاج ثالثة ليمرغ كرامة الإنسان العراقي بالتراب ويغرق البلد بمستنقع الطائفية والفساد والخراب والموت!!وهكذا كان ولم يخطئ ذلك الصوت الحزين! إن كل ما جرى ويجري بالعراق يعتبر نتيجة منطقية لخمسة عوامل جوهرية: 1) الاحتلال الأمريكي للعراق وفرض النظام الطائفي المحاصصيي؛ 2) ممارسة الطائفية السياسية في الحكم والمجتمع والتمييز الديني من جانب الأحزاب الطائفية الحاكمة؛ 3) التدخل الخارجي ودول الجوار ونقل صراعاتهم الطائفية إلى العراق بدعم من قوى داخلية؛
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟