نسرين البخشونجى
الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 19:00
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
منذ عدة أيام دخلت دخلت الصيدلية لاشترى دواء, لكنى وجدت على الجانب الأيمن من ماكينة الدفع كتيبات توزع للراغبين فيها. جاء عنوانه " التحذير من الدين..." رغم أن ما يتحدث عنه الكاتب ليس دينا منفصلا بل هو أحد الطوائف الإسلامية. حمدت الله بعدما حصلت على نسخة للإطلاع ,لأن اسم الكاتب موجود ,على الرغم من أن صفته العلمية التى تدفع المهتمين بالمعرفة لإعتبار المادة المطروحة موثوق بها غير موجودة. حمدت الله لأن معظم الكتيبات المجهولة تصدر أصلا من دون اسم أو جهة تنسب لها.
لا أعرف كيف يثق القارئ بمحتوى مجهول المصدر و الهوية؟ ربما لكون المادة المطروحة تتفق مع أفكارهم أو انتماءاتهم التى ليست بالضرورة صحيحة. لذلك علينا أن نكف عن طرح أسئلة تدور حول الآراء الدينية لبعض الناس و كيف أنها رغم هشاشتها تحولت داخلهم إلى يقين صعب أن يتغير.
لا تسألوا إذا عن العنصرية أو الطائفية التى برزت فى الأونة الأخيرة و لا تسألوا عن الدور الرقابى للمؤسسات الدينية على المطبوعات التى تحتوى على أفكار دينية خطيرة, لأن شيخ الأزهر لن يفكر أبدا فى إرسال مندوب إلى صيدلية أو محل ملابس؟ لن يفكر أحد من المسؤولين أن الخطر يأتى من إستقطاب المختلين و المهووسين و إلا ما الذى يدفع كاتب الكتيب الذى وجدته لوضع آراء تخاطب الغرائز قبل العقول؟ حيث طبع على الغلاف الخلفي لكتابه آراء مريبة منسوبة للطائفة الدينيه عن الجنس. فى ظل غياب تجديد الخطاب الدينى و مادامت خطب الجمعة تناقش نفس الموضوعات التى أسمعها لسنوات تخطت الثلاثين و بنفس الأسلوب و المنطق.
تذكروا أن الكتيبات الصغيرة فى حجم كف اليد, تلك التى تحتوى على صفحات قليله لا تتخطى العشرين و المنتشرة منذ عدة سنوات, تطرح أفكارا تتحول فجأة إلى قنابل تنفجر فى وجه المجتمع بأكمله. يطرحها أعداء الإنسانية و يستقبلها التطرف بصدر رحب لينفذ مهمته التى لم تعد مستحيلة.
#نسرين_البخشونجى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟