|
أيامٌ في براغ : مدينة الجواهري
سميح مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 10:25
المحور:
الادب والفن
زرت مدينة براغ في زمن مضى ، كنت وقتذاك طالبا في جامعة بلغراد اليوغسلافية ... جئتها مع زملاء لي ، وقضيت فيها لحظات جميلة ، لقطات صور كثيرة منها لا تزال عالقة في ذاكرتي ، تُجسد في مجملها ملامح حمولات حضارية لبراغ وجمالياتها تركت فيّ أثراً كبيراً .
وتشاء الصدف ان ازور براغ من جديد في مطلع شهر تموز الماضي ، و منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدمي أرض المطار ، دفع بي الخيال إلى أيام زيارتي الأولى ، أطياف غير مرئية مرت أمام ناظري من تلك الأيام الجميلة ، لم تدم تخيلاتي طويلاً ، كسر خطها سائق السيارة التي اقلتني من المطار ، ردد على مسمعي كلمات كثيرة بلغته التشيكية ، وشاركته الحديث باللغة الصربية القريبة من لغته ، انصب حديثي معه حول مدينة براغ ، ووجدته يحن إلى ماضي أيامها، وإلى المكانة المرموقة التي احتلتها من قبل ، قبل طغيان القيم المادية ، وانتشار نزعة القيم الإستهلاكية.
وصلت وسط المدينة ، واخترت الإقامة في فندق على مقربة من الساحة القديمة ، وما أن وضعت حقيبتي في الغرفة التي خصصت لي ، حتى خرجت قاصداً نهر الفلتافا ، لأبدأ به استئناف صلتي بالمدينة ، بعد أن فارقتها قبل فترة طويلة من الزمن ، فهالني منظره الساحر ، تأملته عن قرب وهو يعبر المدينة ويشطرها إلى نصفين منذ آلاف السنين ... مشيت سيراً على الأقدام في شارع مجاور له ، وسرعان ما وجدتني على مقربة من جسر تشارلز الذي يربط ضفتي النهر , و يعتبر اهم جسر في براغ ، بالنظر إلى جمال تماثيلة المكسوة بزخارف فنية مرهفة التصميم بطراز النحت الباروكي القديم ، وثراء تراثه الأثري الذي يعزز قيمته الحضارية.
سرت فيه باتجاه ساحة مالا سترانا ، ومنها صعدت إلى قلعة براغ ، التي بُنيت في القرن التاسع الميلادي ، كمقر للملوك والأمراء ورجال الدين ، وهي موجودة في الزمن الراهن على لوائح اليونسكو كجزء من التراث الإنساني ، وتُعتبر حسب مختلف المصادر أكبر قلاع العالم على الاطلاق ... تجولت فيها ، في وقت توافدت فيه جموع غفيرة من السياح ، وبسبب الزحام اكتفيت بمشاهدة بعض أجزائها الرئيسية ... وجدتها تمتد على مساحة كبيرة على هيئة قصور وأبنية كثيرة تزدان بزخارف الفن القوطي ، وتتشابك مع حدائق ونوافير جميلة ، من اهم معالمها القصر الملكي القديم ، وكاتدرائية القديس فيتوس .
من القلعة اتجهت ثانية نحو جسر تشارلز ، ومن ثم اتجهت إلى ساحة المدينة القديمة قاصداً دار البلدية ، حيث يوجد على جدارها ثالث أقدم ساعة فلكية في العالم ، تتكون من اجزاء كثيرة وتماثيل خشبية ، تعمل بانتظام منذ القرن الخامس عشر وفق دورات فلكية ضمن دائرة الابراج المعروفة ، وقد اصبحت مع الأيام جزءاً أصيلاً من هوية براغ التاريخية ... وقفت مع مجموعة من السياح أمام برجها العالي بتكويناته المعمارية القوطية المزينة بزخارف دقيقة ، انتظرت معهم سماع دقاتها التي تتردد كل ساعة من ساعات النهار والليل بصورة متكررة وتُسمع في كل أرجاء المدينة ، ورأيت أيضا التماثيل المثبتة على جانبي الساعة وهي تقومُ بحركات جذابة ، وتُخرج أصواتاً وانغاماً مثيرة ، يتردد صداها على اتساع المكان.
جلست في مقهى على بعد مسافة قصيرة من برج الساعة ، كانت الشمس تُرسل أشعتها الناعمة الدافئة على البرج فتحيله إلى أطياف وردية وأرجوانية ، تملّيت برهة طويلة بجمال الساعة ، ومن ثم فردت أمامي مجموعة من النشرات السياحية ، للتعرف على معالم براغ المهمة ، عكفت عليها لكي أعرف ماذا ينبغي أن أشاهد من معالم وآثار ، اهتممت بقراءة معلومات عن متحف الاديب التشيكي العالمي فرانز كافكا ، استمتعت أجمل متعة بما جاء فيها ، وقررت أن أزور هذا المتحف ، لأنه لأديب يُعد واحداً من الشخصيات الأكثر اهمية في القرن العشرين ، أصداء أعماله الروائية والقصصية تدوي في العالم كله ، ويتردد اسمه في بلده بالزهو والافتخار كرائد للكتابة المأساوية .
مضيت في اليوم التالي إلى شارع تسيهيلنا القريب من جسر تشارلز ، لزيارة متحف كافكا ، وجدت مقتنياته تتضمن جوانب كثيرة تتصل بطفولته وحياته الشخصية وقسوة والده ، وسيرته الشخصية مع عدد من النساء ، إضافة إلى نماذج من أعماله وكتاباته الأدبية بما فيها مخطوطات خطها بخط يده ، ولوحات فنية انطباعيه من رسمه ، وصور كثيرة له من مراحل حياته المختلفة ، وكذلك مراسلاته ومذكراته في اثناء مرضه ، كلها معروضة في أجواء خاصة ، بفعل الأضواء والموسيقى التي تعطي الزائر صورة قريبة من حياة كافكا الحقيقية .
إلى جانب هذا الفيض الزاخر من المقتنيات ، يوجد في باحة المتحف مجسم كبير لحرف " K " باللغة التشيكية ، الذي أطلقه على شخوص بعض أعماله الإبداعية ، وعبر به عن تصرفاتهم وسلوكهم ومعاملاتهم مع الآخرين ، ورسم به الخطوط الأولى والأساسية لمفهومه عن الحياة في مجتمع أوروبا القاسي الذي عاش فيه في النصف الأول من القرن العشرين .
توقفت مطولاً في ساحة المتحف أمام تمثال كبير لكافكا من البرونز ، تذكرت في تلك اللحظة ما عاناه في حياته من تمزقات ومآسي عديدة ، عبر عنها في كتاباته ، وتمكن فيها من تصوير الظلام النفسي الذي يمزق الناس في المجتمع الرأسمالي القاسي الذي عاش فيه ، و أصبحت بهذا أعماله من أبرز الشواهد وأصدقها على ما يعانيه الإنسان من آلام وضياع في الحياة ، ولهذا وضع النقاد أدب كافكا في دائرة الأدب الأسود، أدب التشاؤم والحزن والآسى ، علماً أنه كان إنسانيا ، شامل النظرة ، ويحمل أفكاراً اشتراكية ناضجة حكيمة ، جعلت صلته بالعالم عميقة ، واحساسه بالناس والوجود رحيبا .
في اليوم التالي لزيارة متحف كافكا ، التقيت بالصديق أسعد فوزي شبيب الذي يقم في مدينة براغ منذ عام 1983، حدثني عن تجربته فيها ، وشيئاً فشيئاً اتسع الحديث وشمل اتحاد الطلاب العالمي ، ومجلة قضايا السلم والإشتراكية ، و شخصيات عربية أقامت في براغ لفترات قصيرة كممثلين لأحزابهم في هيئة تحريرالمجلة ، منهم إميل حبيبي وتوفيق زياد ، وشخصيات أخرى أقامت لفترات طويلة في مقدمتهم شاعر العرب الأكبرمحمد مهدي الجواهري ، الذي أقام في براغ نحو ثلاثة عقود بشكل متقطع ومتصل من عام 1961 حتى عام 1991، و نظم فيها مجموعة من قصائده الرائعة .
تحدثنا مطولاًعن الشاعر الكبير، وتطرق أسعد في حديثه إلى مقهى " سلافيا " الذي تعود الجواهري الجلوس فيه بشكل شبه يومي أثناء اقامته في براغ ، وهو مقهى رواده في الغالب من الأدباء والشعراء و المثقفين والرسامين والفنانين، يعتبر الأشهر والأعرق بين عدد كبير من المقاهي الآخرى ، يقع في وسط المدينة ، على مقربة من بناية المسرح الوطني وجسر تشارلز، ويتميز باطلالته على نهرالفلتافا وقلعة براغ ، وقد تردد عليه في الماضي مشاهير كثر من الأدباء والشعراء ، مثل فرانز كافكا السابق كره ، وراينر ماريا ريلكه الشاعر الالماني الشهير المولود بمدينة براغ ، والشاعر ياروسلاف سيفرت ، الذي يعتبره النقاد أكبر شاعر وجداني في الأدب التشيكي ، وقد فاز بجائزة نوبل للأداب في عام 1984، كما تردد على نفس المقهى بابلو نورودا وناظم حكمت ، و الموسيقار أنطونين دفورشاك ، وغيرهم من المشاهير .
امتلأت نفسي برغبة عارمة لزيارة مقهى " سلافيا " ، وتم لي ذلك في مساء اليوم التالي ، اتجهت مع أسعد نحو شارع سميتانوفو ، و سرعان ما بلغنا بناية المسرح الوطني ، ثم انحرفنا نحو الجهة المقابلة ، وبعد خطوات معدودة دخلنا مقهى "سلافيا " الشهير ... أول ما شد انتباهي وجود مجموعة كبيرة من الصور ، معلقة بشكل مميز على الجدران لعدد كبير من مشاهير رواد المقهى من أزمنة مختلفة ، منها صورة للشاعر محمد مهدي الجواهري وأخرى لناظم حكمت ، جلت بنظري في كل الجهات ، أعجبني كل ما في المكان ، السقف العالي المليء بالثريات البوهمية ، الشبابيك الطويلة ، الستائرالمغضّنة ، والمقاعد والطاولات الموزعة على اتساع المكان بطابع خاص وأخاذ .
في لحظة توقفت أمام لوحة معلقة في صدر المقهى ، استرعى نظري تماوج خطوطها التشكيلية ... أعلمني أسعد بأنها للرسام التشيكي فيكتور أوليفا ، اسمها " شارب الابسنث " ، رسمها بملامح شفيفة تُبينه نفسه جالساً إلى طاولة في نفس المقهى ، وأمامه شبح امرأة عارية ، تخيلها وكأنها تسبح داخل كأسه ، ورسم إلى جانبه أحد الندلاء وكراسي تظهر في أحد اطراف المقهى .
اخترنا طاولة قريبة من اللوحة ، مقابل شباك يُرى منه سلسلة مدهشة من المشاهد تمتزج في الليل بألوان أضواء جميلة ، وفيما كنا نتأمل انعكاسات الأضواء على تلك المشاهد ، استئنفنا الحديث عن مشاهير رواد المقهى ، وعن جلوسهم ساعات وساعات وسط أجواء خلوة إبداعية لها تاثيرها الكبيرعلى تأجيج الرغبة في الكتابة السردية ونظم الشعر، والتحليق في أفاق ثقافية معرفية متعددة .
تملكتني فجاة الرغبة بمعرفة القصائد التي نظمها الجواهري في مقهى سلافيا ، او على الأقل في مدينة براغ ، وشعرت بالحاجة إلى معرفة قصائده التي أهداها لهذه المدينة ، لكونها إحدى محطات حياته المهمة . قبل أن نفترق في تلك الليلة ، أعلمني أسعد عن وجود مركز للجواهري في براغ ، أسسه ويديره ابن شقيقته الإعلامي رواء الجصاني ، وهو على معرفة به ، ووعدني بأن يحدد لي موعداً لزيارته في المركز ، لمعرفة المزيد عن مسيرة الجواهري الشعرية في براغ ودلالاتها الإبداعية .
بعد ذلك بيومين مضيت مع أسعد الى شارع كونيفوفا حيث مقر مركز الجواهري ، التقينا برواء الجصاني ، وكان اللقاء طيباً بكل المقاييس ، استهل حديثه بتعريف المركز كمؤسسة مدنية للتبادل العربي التشيكي ، أسسه في عام 2002 بهدف حفظ أدب الجواهري والتعريف بالثقافة العربية ، وردد بعبارات متصلة نماذج من انجازات المركز ونشاطاته ، ووضع أمامنا عدة نشرات ودراسات ، وعدة أعداد من جريدة بابيلون التي أسسها في براغ عام 1990 ، كان حديثه حافلاً بالشواهد على حيوية وتنوع عمل المركز، وعلى دوره في الإنفتاح والتواصل مع المؤسسات الثقافية التشيكية .
تأكد لي مما سمعته من محدثنا أنه أفضل من يتحدث عن شاعرنا الكبير ، ليس فقط لأنه ابن شقيقته وامينه الشخصي لسنوات طويلة ، بل لأنه كاتب وباحث متميز في تراث الجواهري وشعره وتاريخه ، كتب عنه عشرات المقالات والدراسات المنشورة ، كما أصدر مع ابن خاله الدكتور كفاح الجواهري كتاباً بعنوان " الجواهري ... قصائد وتأريخ ومواقف " يعطي صورة شاملة عن مسيرة الشاعر العظيم الشعرية ومواقفه الوطنية. طاف بنا الحديث في مدارات كثيرة ، ومن ثم طلبت من رواء أن يحدثنا عن علاقة شاعرنا الكبير بمقهى " سلافيا " وأفادني بأنه كان مقهاه المفضل ، تردد عليه طيلة فترة إقامته في براغ ، و حرص دائما على الجلوس في زاوية ، يمكنه منها رؤية نهر فلتافا والقلعة المشرفة على براغ ، وكثيرا ما أتاه الوحي الشعري في تلك الجلسات ، وسجل بقلمة بدايات بعض القصائد ، ولهذا تم تكريمه بإضافة صورته في المقهى بين صور كبار المثقفين والأدباء والسياسيين الذين كانوا يترددون على المقهى منذ افتتاحه في عام 1884 .
بعد هذا الاستطراد ، تابع رواء حبل السرد حول علاقة الجواهري بمدينة براغ ، وبين أنه أحبها " وظل هائما بها ، مؤرخاً لها ، وعنها ، في خمس عشرة قصيدة تفيض بالحب والوفاء " وقد عبر عن محبته لها في إحدى قصائده بقوله : " أطلت الشوط من عمري / أطال الله من عمرك " وفي قصيدة أخرى تساءل فيها عن براغ : " أعلى الحسن ازدهاء وقعت / أم عليها الحسن زهواً وقعا / وسل الجمال هل في وسعه / فوق ما أبدعه أن يبدعا " ، ومن أبرز قصائده عنها التي يستشف منها أكثر من ملمح يعكس حبه لها : " بائعة السمك " و " ياغادة التشيك " و " آهات " و " براها " .
في براغ واصل الشاعر الكبير مسيرته الشعرية ، كتب أروع قصائده ، ومنها قصيدته الشهيرة " دجلة الخير " و " لمن أغني " و " لا درّ درك " وغيرها... استغل وقته طوال تلك العقود الثلاثة في براغ ، في ضبط إيقاع قلمه ونظم الشعر في شتى المناسبات العراقية والعربية ، لم يغب عنه الوطن وهمومه ونضال شعبه، وعبر عن هذا رواء بقوله : " كان في عز هنا ولكن في قلبه يئز جرح الشريد ... وكم أرِق وسهر وطال شوقه للعراق ... واستمر يناجي بغداد ، دارة المجد ودار السلام ، ومقهى يصطفيه نصف قرن ، ويتذكر أبناء وده ، واخواناً إذا الدنيا دجت كانوا لها الفجرا " .
وفي براغ التقى الشاعر الكبير بعشرات الأدباء والشعراء ، تحدث رواء عن واحد منهم وهو الشاعر الفلسطيني سميح القاسم ، الذي التقى به الجواهري أكثر من مرة ، وسهر معه عام 1973 في مرقص " كاسكادا " الشهير وسط براغ ، ونظم قصيدة غزل وهو يجالسه في المرقص بعنوان " يا بنت شيطان " ومن أبياتها : " يا بنتَ شَيطانٍ كَفاهُ / أن يكونَ أباكِ فَخرا / كانَ التقربُ مِنهُ كُفرا / وأرَى التَغَربَ عَنكِ كُفرا / لَمّا استحَرَ بكِ الوَغى / وأردْتِه أن يَستَحِرّا / وأشَعتِ كالطاعون ِ صَدراً / وأدَرتِ كالإعصارِ ظَهْدرا / قالتْ جُفونُكَ خولِطَتْ /عَسلاً وزَيتوناً وخَمْرا /ما أسْخفَ " العُذرِيّ " / يسحقُ جَمرة ويمُصّ جَمْرا "
وبينتُ لمحدثي أن سميح القاسم كتب عن علاقته بالجواهري في مذكراته التي نشرها قبل رحيله بعنوان " إنها مُجرد مِنفضة " ، وتطرق إلى تلك السهرة ، وذكر نفس القصيدة ، كما ذكر قصيدة له نظمها رداً عليها ، من أبياتها : أمهِلْ فديت أبا الفرات / لأنت بالحسناء أحرى / هي لحظة متعتُها منها / وقد مُتعت َ دهرا / نلتُ الهوى كراً وفراً / وتنالهُ كراً وكراً / نحن المُريد وشيخه / وهي المراد لك استقرا / أغريتُها رقصاً وتغريها / شؤون منك أخرى / سحر لعمري ما صنعتَ / وكان بعض القول سحرا / دارٍ بأسرار النساء أنا / وإنك ألف ادرى / فارفق فديت أبا الفرات / لأنت بالحسناء أحرى .
وذكر القاسم في كتابه أن الجواهري رد على قصيدته ببيتين من الشعرقال فيهما : أسميحُ أنت أعزَ نصرا / الغادة الحسناء حرّى / ناما معاً ذكراً وأنثى / ولنا بحمد الله ذكرى .
ومجمل القول ، استمتعت بأحاديث رواء الجصاني عن خاله ، وهو يستحضر فيها أجزاء مفصلية من شعاب حياة الشاعر الكبير في براغ من زمن آخر ، يمضي فيها متنقلاً بأحاسيس وجدانية من قصة إلى أخرى ، يرسم فيها ما يمكن رسمه من بشر وموجودات عالم براغ من قديم ماضيها ، يُصغي إلى نبض تلك الأيام ، ويُظهرفيها براغ مرصعة بقوافي الجواهري ، وشعرت فجأة على إيقاع تلك الاحاديث ، بأن الشاعر الكبير قد قدم لها من شعره مالم يقدمه شعرائها التشيك .
ولهذا لا أستطيع التحرر من إحساسي بالمرارة لعدم تكريم الجواهري من قبل مدينة براغ ، بإطلاق اسمه على شارع من شوارعها ، أوحديقة من حدائقها ، فكل ما حصل عليه حتى الآن هو وضع صورته في مقهى "سلافيا " فقط ، علماً بأن شعراء وأدباء عرب كثر نالوا ما يستحقون من تكريم من قبل مدن غير عربية ، فباريس أطلقت اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على إحدى أهم ساحاتها في باريس تخليدا لذكراه ، وتم تكريم جبران خليل جبران بتخصيص نصب تذكاري له في مدينة نيويورك احتفاءً به وبتراثه الأدبي ، وبنُصُب تذكارية اخرى في مدينتي بوسطن وواشنطن .
ولا أظنني أجاري صرعة إعلامية ظرفية حين أطالب المؤسسات الثقافية التشيكية بضرورة تكريم الجواهري ... أملي كبير بأن تقوم براغ التي أحبها بإحياء ذكراه ، وجعله في مصاف أهم أعلامها .
#سميح_مسعود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شباك غرفة نومي
-
الأزهر وداعش وما بينهما
-
مخطوطات عربية مسروقة
-
البنوك الاسلامية بنوك ربوية بامتياز
-
مقتنيات تراثية حيفاوية
-
قراءة في كتاب - إنها مجرد منفضة -
-
ايام في اسطنبول
-
منْ مِثلُكِ
-
الكلمة الصادقة
-
الأوزون وظِلال الحُروب الموحِشة
-
مقتل فنان في بغداد
-
مَقاطعٌ لها
-
أمة إقرأ لا تقرأ
-
عن مصر وأقباطها
-
المرأة الحديدية
-
أشهر فضيحة ثقافية في القرن العشرين
-
عيد الميلاد
-
نقولا زيادة الحاضر الغائب
-
لماذا يسرقون أرضنا ؟
-
العشق في مصادر التراث
المزيد.....
-
بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص
...
-
ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
-
جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون
...
-
لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل
...
-
-حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث
...
-
سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
-
نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية
...
-
الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات
...
-
لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ
...
-
فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور
المزيد.....
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|