ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 01:47
المحور:
الادب والفن
سواء عليّ إن صدق الخبر أو كذب..
فهذا الرجل-الجثة مات من زمان بعيد بعيد .. من أواخر السبعينات بالتحديد..
كلما أبصرت وجهه الصلصالي تذكرت أخوي الشهيدين وأصدقائي ورفاقي وأبناء شعبي وهم يعذَبون ويقتَلون ويدفَنون أحياء ويختنقون بالأسلحة الكيميائية وتتطاير أشلاؤهم في الحروب المجنونة وهذا الشيء يفتح عينيه الجاحظتين ويحرك يديه بحركات ممسرحة مادحاً سيده القذر لاعقاً أحذيته الملطخة بدمائنا..
لا تقولوا إنه شاعر كبير.. ربما كان ناظما محترفاً لكنه أبداً لن يكون شاعراً لا كبيرا ولا صغيراً لأنه وببساطة شديدة يفتقر الى ذرة من شعور تسمح له على الأقل بالاعتذار لدموع الأمهات التي كان يرقص على وقع أنينهن..
ولا تقولوا إنه نظم قصيدة عن الحسين فهذا عذر أتفه من التفاهة..
ولا تقولوا إن آخرين مدحوا الطغاة فمن قال إنهم محل احترامي (رغم علمي أن الكثير منهم محل رثاء قبل كل شيء..)
ولا تقولوا اذكروا محاسن موتاكم فهذا لم ولن يكون من موتانا ..
أحترم كل مؤمن بدين أو مذهب أو اتجاه سياسي حتى إذا كنت وإياه على طرفي نقيض، لكن هذا الشيء لم يكن له شيء من ذلك.. لم يكن حتى شاعراً بعثياً كي نقول إنه حر في الدفاع عن معتقداته.. لم يكن غير شاعر صدام.. وصدام فقط!
لست داعية انتقام ولا أطالب الناس بأن يكونوا كلهم أبطالاً، لكنني أؤمن أن الفن والعلم والثقافة والدين مواقف أخلاقية وإنسانية قبل كل شيء ..
لهذا لا أحترم مهندساً يؤجر خبرته لبناء الزنازين التي يعلم علم اليقين أن إخوته سيتعفنون فيها..
لا أحترم عالماً يوظف علمه في صنع الأسلحة الفتاكة..
لا أحترم طبيبا يتاجر بأعضاء الأطفال..
لا أحترم أما تترك رضيعها على باب ماخور وتدوس على رأسه
لا أحترم موظفاً يبيع نزاهته بحفنة دولارات
لا أحترم رجل دين يغتصب الأطفال
لا أحترم جندياً يخون بلاده
ولا .. لا أحترم "شاعراً" لاعقاً لأحذية الطغاة .. وليغضب من يغضب!
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟