|
السيسي وعبد الناصر
احمد كمال عباس
الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 16:59
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
بعد انتهاء مولد 23 يوليو السيسي وعبد الناصر لم أشأ ان اكتب إثناء هوجة الاحتفال بانقلاب يوليو، عندما حاولت وسائل الإعلام بكل الطرق إثبات التشابه بين الرئيسين الحالي والأسبق، واثبات ان الرئيس السيسي علي خطي عبد الناصر، بل ان بعضهم تمادي ووصف السيسي وكأنه نسخة كربونية من عبد الناصر، حتى أنهم استمروا في إذاعة الأغاني الناصرية القديمة مع استبدال صور ناصر بصورالزعيم الجديد. وسنتحدث عن أوجه الشبه والاختلاف بين الرئيسين: 1) كلاهما من المؤسسة العسكرية، وان كان ناصر بكباشي والسيسي فريق. 2) كلاهما قادا انقلابين بعد تردي وتدهور الأنظمة السابقة لهما فالملكية بدأت في الانهيار بعد حرب 48 ثم حريق القاهرة ونظام مرسي لم يقم أساسا وبدا في الانتحار بعد الإعلان الدستوري، وبعد قيام حركة تمرد، بالإضافة الي خطاب الشرعية الشهير. 3) كلاهما حازا تأييد شعبي حتى ولو اختلفت درجة التأييد، فلم يعارض ناصر سوي بعض النخب السياسية وكان هناك شبه إجماع عليه، اما السيسي فجعل الشعب ينقسم ( وساعده الإخوان في ذلك ) إلي مع أو ضد السيسي. 4) كلاهما هادن الإخوان في أول طريقهما السياسي ثم انقلب عليهم، ناصر نفسه كان يعتبره كثير من الإخوان ابنا بارا لهم، والسيسي اختاره مرسي لتدينه حتى إن الإشاعات انطلقت علي الفيس بوك بعد إقالة طنطاوي بان السيسي إخوان. 5) كلاهما يقود نظام قمعي، ليس ضد الإخوان بل ضد جميع القوي الثورية، فناصر بحجة أعداء الثورة كان يجمع الجميع في السجون، وفد مع أحزاب قديمة، شيوعيين مع أخوان، وطال التعذيب الجميع ولعلنا نذكر استشهاد شهدي عطية علي أيدي جلاد النظام، وفي سجون السيسي عدد اليساريين والثوريين أكثر من عدد الأخوان وكلنا نتذكر استشهاد الرفيقة شيماء الصباغ وهي تحمل وردة في وجوه جيش الأمن. 6) كلاهما أسس أو أعاد تأسيس الدولة البوليسية، فناصر هو من خلق الأمن المركزي بعد مظاهرات 68، كما بدل القلم السياسي إلي المباحث ثم اوجد امن الدولة إلي تغيرت في عهد مرسي إلي الأمن الوطني ثم تقويته في عهد السيسي ، وللرئيسان أجهزة أمنيه غير عسكرية مثل البوليس الحربي أيام ناصر، واستخدام معسكرات الأمن المركزي كسجون أيام السيسي بالإضافة الي وجود سجون سرية تحت اشرف غير قضائي. 7) استخدام القضاء في تثبيت الحكم، استعان ناصر في أول حكمه بالقضاء العسكري، تارة يسميه محكمة الثورة، وأخري محكمة الشعب، وان لم ينفذ حكم الإعدام في احد باستثناء الشابين خميس وبقري، هذه بالإضافة إلي مذ بحة القضاء والتي تمت تصفية المعرضين له، أما السيسي فيستخدم القضاء العسكري بكثرة دون إعلان أو تسمية، هذا بالإضافة إلي وقوف القضاء معه بعد منحهم مزيد من الامتيازات المادية وبعد الحالة الفريق الإخواني منهم إلي المعاش. 8) إعلام الصوت الواحد، فإذا لم تكن مع ناصر فأنت من أعداء الثورة من الرجعيين وخلافه، وإذا لم توافق علي كل أخطاء السيسي فأنت ضد الدولة أو موتور أو إرهابي، أيام ناصر كانت وسائل الإعلام يمكن السيطرة عليها وقليلة سواء المرئية أو المسموعة أو المقرؤة،فكانت الرقابة علي الإعلام موجودة، أما أيام السيسي، فوجود كثير من القنوات والصحف لا يمكن السيطرة عليها، هذا بالإضافة إلي وسائل الاتصال الاجتماعية بالنت، أدي إلي ظهور ظواهر إعلامية مثل احمد موسي ومصطفي بكري مهمتهم الدفاع عن السيسي وتخوين المختلفين معه. 9) رجال الرئيس، يعرف المرء باصدقاءه، ويعرف الرئيس بمن حوله،كان اهم رجل في فترة ناصر – بعد ناصر نفسه – هو المشير عبد الحكيم عامر، وكانا شخصيتان مختلفتان، ناصر يعشق السلطة وعامر يحب الحياة، كان ناصر يتحمل أخطاء عامر من اجل دوره الرئيسي ألا وهو منع أي انقلابات او تمرد داخل الجيش إلي ان تمت تصفيته بعد كارثة 67، أما السيسي فلم يظهر للان من هو الرجل الثاني في الدولة، وان تحدث كثيرون بأنهم مقربون من الرجل الاول وهو مفوضهم للكلام نيابة عنهم، المدهش أنهم نماذج كاريكاتورية مثل مصطفي بكري رجل كل العصور، مرتض منصور الذي يطيح في الجميع سبابا ولا يستطيع احد إيقافه، والطبع احمد موسي الذي سافر مع الرئيس إلي الخارج وهو عليه حكم قضائي. 10) الكاريزمة : لا تقارن كاريزمة ناصر بأحد فهو الزعيم الوحيد في التاريخ الذي يخرج الشعب للمطالبة ببقاؤه بعد فضيحة عسكرية، كما كانت جنازته وصوره المرفوعة في ثورة يناير دليل علي حب الناس له، أما السيسي فهد بطل في نظر مؤيديه، خائن وعميل في نظر معارضيه وتكاد تكون النسبة واحدة بين مؤيدي وعارضي السيسي. 11) الظروف المحيطة: كان الظروف الدولية أيام ناصر تساعده علي العداء اللفظي لأمريكا مما ساعد علي زيادة شعبيته أما الآن فأمريكا لا تقبل إلا بالإذعان التام، كما ان مشكلة الديمقراطية لم تكن ذات أهمية أيام ناصر مدام يؤدي ما عليه،أما الآن فضغط المجتمع المدني والشارع الأمريكي يجعلها قضية مهمة. 12) كلاهما نظام فاشي قضي علي بوادر ثورة شعبية، الأولي كانت ضد نظام ملكي فاسد،في طريقه إلي الزوال، منتظرا اللحظة المناسبة للتدخل الثوري الشعبي والثانية أجهض ثورتي يناير ويونيو بحجة المحافظة علي الدولة وبحجة القضاء علي والقضاء علي الفاشية الدينية المتمثلة في الإخوان المسلمين. معا (1) معا ضد العنصرية بسبب: 1- الجنس 2- اللون 3- الدين (2) معا ضد الفاشية: 1- الدينية 2- العسكرية 3- القومية (3) معا من اجل حرية: 1- الرأي والفكر والمعتقد 2- التغيير بالوسائل الديمقراطية 3- المظاهرات والإضرابات 4- التنظيم (4) معا من اجل الإنسان آيا كان في كل زمان ومكان عاش كفاح الإنسان
#احمد_كمال_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
بعد عزل الرئيس.. برلمان كوريا الجنوبية يصوت لصالح عزل الرئيس
...
-
8 أمور تعهد ترامب بتنفيذها في اليوم الأول له بعد التنصيب.. إ
...
-
خبير لـCNN: كل الأدلة تشير إلى خطأ في تحديد هوية الطائرة الأ
...
-
دبي تحبط مخططين إجراميين بشبكة دولية تضم إماراتيا وآخرين من
...
-
-ديالوغ- ترفع دعوى ضد وزارة العدل الأمريكية
-
ما علاقة ترامب بقناة بنما؟
-
الاستخبارات الكورية الجنوبية تعلن عن أسر مقاتل كوري شمالي عل
...
-
شاهد كيف يستعد الروس لموسم رأس السنة في ظل ارتفاع أسعار شجرة
...
-
قطاع الحرف اليدوية في ألمانيا يأمل بقاء عامليه السوريين
-
الأمن الروسي: تحييد 4 إرهابيين من -داعش- كانوا يستعدون لتفجي
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|