أزمة الكنيسة القبطية 2

باهر عادل نادى

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 02:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

البعد التاريخى :
استعرضنا فى المقال السابق الأزمة اللاهوتية فى الكنيسة القبطية ووضحنا "أرتباك الهوية" الحادث داخل الكنيسة والسبب -كما أوضحنا -الصراع حول تقليدين : تقليد شرقى ابائى وتقليد اللاهوت المدرسى الغربى .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=480082

وهنا نستعرض الأسباب التاريخية التى أدت إلى هذا الصراع
أولا:مجمع خلقدونية :بعد مجمع خلقدونية تم انفصال الكنيسة وانحسرت الكنيسة على نفسها .
ثانيا : اللغة اليونانية وحركة التأقبط : الأنبا شنودة رئيس المتوحدين قاد حركة تأقبط ولغى التكلم بالغة اليونانية داخل الاديرة ،ومن ثم أنفصل الاقباط عن لغة اللاهوت ! (اللغه اليونانية التى كتب بها التراث اللاهوتى )
ثالثا: الفتح العربى لمصر :واتى الغزو العربى وفرض على الاقباط لغه الجزيرة العربية ومن ثم أنفصل الاقباط عن تاريخهم (اليونانى – القبطى ) وبين ليله وضحها وجد الأقباط نفسهم يتكلمون بلغة غير لغة تراثهم !
رابعا : الصراع المسيحى –الإسلامى :حدث جدل لاهوتى دينى عقيدى بين الاقباط والمسلمين ونشأت كتابات باللغه العربية للرد على اتهامات المسلمين الدينية ! فأهتمت هذه الكتابات بالجانب العقلى والدفاعى ،وكان الاعتماد على التقليد المكتوب باليونانى والقبطى ضئيل حسب المصادر المتاحه انذاك !
خامسا: الرحلات التبشيرية الكاثولوكية –البروتستانتية :فى مقدمات القرن التاسع عشر جائت الى مصر رحلات تبشيرية غربية هدفها نشر المذاهب الكاثوليكى او البروتستناتى على حسب عقيدة الكنيسة القبطية ! هنا افاة الكنيسة وجدت نفسها مطلوب منها الدفاع عن عقيدتها والحفاظ على شعبها . فهب الكثير من ابنائها الاتقياء بالكتابة والرد – حسب المتاح اليه – فجاءت هذه الكتابات بعيدة فى روحها عن روح التقليد الابائى السكندرية لأختلاف اللغه وقلة الترجمة !
لهذه الأسباب التاريخية حدث الإنفصال اللاهوتى بين كنيسة الاسكندرية وتقليدها التراثى اليونانى القبطى !
وبإختصار علينا الآن –إذا أردنا نهضة كنيستنا – أن نشجع حركات الترجمة لكتابات الآباء كخطوة أولى !(يجب أن نُشيد بمجهود المركز الارثوذكسى لدراسات الآباء والأب الروحى له د.نصحى عبد الشهيد وكل تلاميذه من الدارسين والباحثين ونصلى أن يجعل الله مجهوداتهم سبب بركة ونهضة فى حياتنا الكنسية ).

الحق يحرركم
وسلام على الصادقين ......

#باهر_عادل_نادى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات