|
كلمتين وبس في الأقصى
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 4927 - 2015 / 9 / 16 - 10:28
المحور:
القضية الفلسطينية
نفتقد إلى قيادة تقود كفاحنا الوطني وهذا بيت القصيد تتعالى صيحات الناس في فلسطين : أين أمة العرب من الأقصى؟ أين أمة الإسلام من الأقصى ؟ إين السلطة الفلسطينية من الأقصى ؟ ثم يعودون للقول كما قال الجاهليون أثناء حملة أبرهة الأشرم على مكة والكعبة : يقولون " للبيت رب يحميه "! إن العبارة الأخيرة هذه هي تعبير صارخ عن اليأس والعجز معا. اليأس من الصراخ :" وا معتصماه يا عرب ويا أمة العرب والمسلمين" والعجز المطبق الذي يشعر به الناس فلا حول لهم ولا طول أمام جحافل الصهاينة التي تعتدي يوميا على الأفصى أمام مرأى ومسمع الجماهير الفلسطينية الغفيرة . العجز عن حماية الأقصى من التهويد أو الهدم أو القسمة أو أي شيء تريده إسرائيل من الأقصى ، وهي تريد من الأقصى . فقد حفرت تحت جذوره وأساساته وتطلق الحملات تلو الحملات لمداهمته والاشتباك مع الفلسطينيين فيه والإمعان فيهم قتلا وإصابات وإعتقالات عبر العقود الماضية وكانت زيارة شارون عام 2000م التعبير الأشد وضوحا عن سياسة إسرائيل تجاه الأقصى . إن هذه السياسة مستمرة وتزداد جرأة ووقاحة ، ومن جهة ثانية لم تتوقف الجماهير في القدس وغيرها عن بذل ما تستطيع وكانت إنتفاضة الأقصى عام 2000م وهي ليس البداية ولا زال زخم الفعل والرفض الجماهيري متواصلا . لكن هذا لا يضع حدا لأطماع الصهيونية في القدس كلها وفي فلسطين كلها : فالفعل الصهيوني متواصل لتهويد فلسطين في القدس وفي الجليل والنقب والخليل ونابلس وبيت لحم ورام الله وفي كل مكان من فلسطين ، والشعب الفلسطيني في كل أنحاء فلسطين يجد السبل الممكنة للمقاومة والتعبير عن رفض الصهيونية ورفض التهويد مع العلم ان قافلة التهويد تسير دون إبطاء وهي تراكم عملية التهويد وفق السياسة الإستعمارية لمراكمة التهويد منذ بداية المشروع الصهيوني . ما جدوى المناشدات ؟ في عام 1890 م توجه فريق من الشعب الفلسطيني للسلطان العثماني عبد الحميد سيّء الصيت وشكوا له عن أعمال موظفي السلطات العثمانية الذين يسربون الأراضي الفلسطينية لليهود والذين ييسروا دخول اليهود واستيطانهم من فلسطين ولا حياة لمن تنادي . وتقول الوثيقة العثمانية المترجمة بأن موظفي السلطات متآمرون ومرتشون ومتكافلون ، وأن أحد المسؤولين رفض التعاون مع الصهاينة تم فصله بأمر من السلطان .! http://www.thaqafa.org/site/pages/details.aspx?itemid=380#.Vfj4ptJViko رابط الوثيقة لاقيمة لمناشدة المعتصم إذن ومن زمان طويل فالمعتصم هذا متواطيء مع المشروع الصهيوني ويصرخ أمامنا بأنه يرفضه . وظل الحال هكذا حيث توجهت الوفود إلى فيصل بن الشريف حسين ليقف على جانب الفلسطينيين فأعطاهم كلاما معسولا بينما كان قد وقع اتفاقية مع وايزمن لتهويد فلسطين مقابل الدخول إلى مؤتمر الصلح عام 1919م . وهكذا ظل الحال : الحكام العرب ما قبل 1948 م كانوا تحت حماية الإنجليز والفرنسيين وجميعهم متواطئين مع المشروع الصهيوني . وكان الفلسطينيون من خلال هيئاتهم ووفودهم وكتاباتهم وأشعارهم وبكل الوسائل يناشدونهم لحماية فلسطين من التهويد ولكن المعتصم قد مات فيهم . أما الدول الإسلامية في ذلك الوقت فهي تركيا المتواطئة أصلاا كما حالها اليوم. إن حال النظم العربية اليوم ونحن في عام 2015 م هو شبيه جدا بحال الحكام العرب سابقا : السعودية التي تتزعم العرب اليوم هي متواطئة ومؤيدة للمشروع الصهيوني والصهيونية وكذلك الحال في كل دول الخليج والأردن ومصر وليبيا والعراق والمغرب العراب الأكبر فلا معتصم فيهم . إن هذا مفهوم للجماهير الفلسطينية حتى وهي تناشد حكام هذه الدول . أما حركات الإسلام السياسي اليوم : فهي جميعها موظفة عند أمريكا وهي جميعها اليوم مشغولة في محاربة وتدمير البلاد العربية والأمة العربية وتمزيقها بما يخدم السياسة الأمريكية والصهيونية وعملائهم واعوانهم . إنها موظفة بأجر وفي مقاولات مستمرة لتدمير العراق وسوريا وليبيا وانهاك مصر ... كما أن السعودية اليوم تتزعم حلفا لتدمير اليمن ودعم كل الحركات التدميرية في الوطن العربي تحت عنوان الدين ونشر الدين وتطبيق الدين وتمزيق المجتمعات ومؤسساتها وجيوشها من أجل سيادة أمريكا والصهيونية وباسم المصلحة الدينية. أما فلسطينيا : فإن كل الناس يعرفون ان السلطة غير قادرة على الدفاع عن الأقصى بل هي اداة من أدوات إجهاض الحركة الفلسطينية وتمارس " التنسيق الأمني" المعروف . فالمناشدة للسلطة تقف عند حدود مطالبتها بوقف التنسيق الأمني أو مطالبتها بالشكوى ضد إسرائيل لأمريكا والأمم المتحدة . أمريكا وهي وريثة التاج البريطاني في زعامة الدول الإستعمارية : تشعر بالبهجة كلما تقدم المشروع الصهيوني في فلسطين وراكم خطوة جديدة ، كلما استولت إسرائيل على شبر إضافي من الأرض وكلما بنت مستوطنة جديدة أو شقت شارعا جديدا أو أقامت مؤسسة جديدة أو طردت عائلة أخرى من أرضها أو من مسكنها . لمن تكون المناشدة إذن ؟! حينها يقول لسان حال الناسس : " للبيت رب يحميه " ولكن البيت تحت الإحتلال منذ عام 1967م ويتعرض للتهويد المتراكم منذ ذلك الوقت ولم يحصل على أية حماية من الرب . أليس الإحتلال عدوانا يتطلب الحماية ؟ أليس الحفريات عدوانا ؟ وسياسة التقسيم أليست عدوانا هي الأخرى كذلك ؟ إذن هي عبارات للعزاء اليائس والعاجز ليس إلاّ
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الضفة والقطاع حِتّة وَحَدَة؟
-
لينا زهر الدين تقترح تحديد مدة الزواج
-
جند الله بدأوا غزوة غزة !!
-
عود على الإتفاق الأمريكي الإيراني بشأن الملف النووي
-
ما حقيقة الإتفاق الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي؟
-
تصريح هنية والعرابين
-
مساهمة في نشر الخزعبلات
-
ما هي الهدنة وما هي التهدئة
-
يا رفيقة ميسر : لا تخطئي
-
اليوم ذكرى حرب حزيران
-
هؤلاء الشيوخ هم أعداء حقا فاحذروهم
-
عيد العمال
-
علي جبر ابو ناصر
-
الإعتراف بإسرائيل
-
الإحتلال يكرر التجربة ويغير الأدوات
-
الإستعمار يكرر التجربة ويغير الأدوات
-
يريطانيا والخطأ التاريخي بحق الفلسطينيين
-
روسيا لاحول ولا طول في اكذوبة محاربة داعش
-
يجب ان نستمع لتصريحات العدو
-
يفجر اطفال حمص كي يدخل الجنة
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|