أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقاسم بن علي - مواجهة بين الهامش والمركز.














المزيد.....

مواجهة بين الهامش والمركز.


بلقاسم بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4925 - 2015 / 9 / 14 - 20:32
المحور: الادب والفن
    


مواجهة بين الهامش والمركز.


يمضي الزمان, وتمضي معهُ سنوات عمرنا كأنها شمعة الشتاء المضيئة لليالي الحالكة والقاتمة. وبدون شك, سنموت ميتة واحدة, كممات من تمر عليه السنوات العجاف, او من يمر على السنوات كأنه الجفافْ.
نعم ايها الرايس, تمر علينا السنوات بجفائها دون رحمة او شفقة. ولأنكم الجراد الواعي بما تقترفونه, _جراد من صنف اخر_ فإننا لم نكتشف بعد المبيد المناسب لإبادتكم من هذا الوجود.
نعم ايها الرايس, نحن قوم يزرع ويحرث لأننا فلاحون, لكن ولسوء الحظ لا نأكل مما نزرع, لان زيارة المطر لنا غير منتظمة, فمرة نحظّر لزيارته قبل مجيئه بكثير, ومرة يدق ابوابنا قبل التحظير له بكثير.
نعم ايها الرايس, نحن اناس بسطاء ومحتاجون. أتدري لماذا؟ لأننا بكل بساطة فلاحون, فلطالما لازم الفقر والاحتياج والبساطة حياة الفلاح.
نعم سيدي الرايس, الفقر والاحتياج والبساطة من سيماتي, لأن سياستكم نجحت. فقد أفقرتمونا وبالتالي اصبحنا محتاجين. وبطبيعة الحال, ارضختنا تكاليف العيش حتى اصبحنا كما تريدون. بسطاء نكتفي فقط بالضروريات, ونتيجة لهذا تقولون: اه, كم انتم متخلفون, لكن مع هذا نحن متشبثون ولأظافرنا غارزون. فلطالما نشرب كؤوس الشاي في العلن وتتناوبون على زجاجات الفودكا والشامبانيا في السر والخفاء. لكن لن اسمح لتفكيركم ان يتقوقع حولكم, فنحن ايضا لنا مشروبنا الكحولي الذي نفتخر به: " الماحيا ".
نعم ايها الرايس, سركم علني رغم محاولاتكم المتكررة إخفاءه. تماما كمفاتن نسائكم الرخيصة, فالسر في حدوده خاص لكن اثناء سكركم وثمالتكم تبيعون البلد في الليل, لنجد انفسنا في الصباح ننقاد الى غياهيب البحور.
نعم ايها الرايس, بقينا نقاتل في الجبال لعل وعسى نصحح أخطاء اقلامكم, فالعيون إذا ما سهرت الليالي الحمراء يصعب عليها ضبت باقي الالوان فما بالك بوضع النقاط على الكلمات وكتابة تاريخ المجتمعات.
نعم ايها الرايس, استغلاليون انتم! لأنكم غيرتم مفهوم القيم العليا لتناسبكم ولتتلاءم مع متطلباتكم. وبالتالي انتم سفسطائيون, فالقضاء عادل ومستقل عندما يحكم لصالحكم, والتاريخ مزور عندما لا يمجدكم, والهوية هوة عندما تفتح ابوابها على الاخر. المهم عندكم ان يكون كل شيء لصالحكم حتى تبتسموا, لكن في واقع الحال, الدنيا بكاملها تضحك عليكم وعلى الاصفار التي تحوم على رؤوسكم حتى اصبحت من نصيبكم.
نعم ايها الرايس, هناك الامريكي رأسمالي, السوفياتي اشتراكي, الالماني نازي, والايطالي فاشي, وهناك وهناك ... وهناك العربي حربائي. في بلد التعددات الحزبية والخيارات المتناقضة والسياسات المتناحرة هناك خياران لا اكثر, اما اكون معك او تكون معي, فعندما ننقاد لبريق الشموع, وننسى القضية بفعل الخمر والخمول, ونجعل من افواهنا براكين الدخان يكون حزبنا الحقيقي هو حزب " اتباع الليل ".
ببساطة, ما اريد الوصول اليه هنا سيدي الرايس, انه ذات يوم, بعدما حل المساء على ارضنا الطاهرة كعادته, دخل علينا عملاق اسود دون ان تكتشفه عيون المخبرين, فلما أصبحنا في اليوم الموالي, وجدناه يخطب في منابرنا دون ان يعرفنا بهويته وعن اصله وعن المصطبة التي ترعرع فيها طيلة هذه المدة, فلما سأله وطني عن مراده, اخد يضحك كنهيق الحمير, فأجابه---;--- انا هنا لأحكم بينكم بالعدل من اجل بقائكم وفقط! فمرت الايام وامرنا بصقل الاحجار لبناء اكبر القصور واحد في الريف واخر في شاطئ البحر والثالث في العاصمة, الرابع للصيف, والخامس للشتاء. فلما كشفت اسرائيل عن منشأتنا العظيمة والتي ما زالت في طور النمو, راسلتنا الامم المتحدة وأخدت افواه المدافع الامريكية تنتظر شرارة الدمار إن لم نلبي امر التفتيش سريعا, ولكن لأن الكلب العقور ما يزال يغوص في نومه الثقيل سارعنا بالرد : اللهم عفوكم يا هذا, فتلك قصور مولانا, نعم هي واسعة وعريضة على منشأتكم النووية وهي شامخة على مصانعكم الأخطبوطية والحركة بداخلها تكاد لا تتوقف فيها والحراسة فيها مشددة اكثر من بيوتكم البيضاء. ولكن كي لا نجعل حياتنا في مهب الريح, فإننا نأخذ مجرى مغاير عن باقي البشر, فأنا نموذجا يومياتي اكتبها منذ الصباح كي لا تفاجئني في المساء وقائع واحداث لم تكن في حسباني, هذا الحزم كله لأنني تعلمت من الماضي _ الملتهم لطفولتي والمحرف لشخصيتي _ انني في وطن وضعت الخطوط الحمراء على معظم المقاليد كما توضع القبة على شمعة الأمل. فمتى ستزول الحواجز ؟ او بالأحرى متى سنزيل حاجز إزالة الحواجز؟؟؟
لقد توصلت اخيرا, ان الحاجز وبحكم اجماع الجميع وبمباركة التاريخ خط احمر في عوالم الثالث. فبمجرد النية في إزالته, يعتبر انتهاكا مدبرا ومخططا له لبنية تشكلنا من فوق, والذي يعتبر ثورة وانتهاكا للذات الاميرية, وبالتالي عدم الاعتراف بالامتداد الإلهي على الارض.



#بلقاسم_بن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهر العنف كثيرة، فهو يمارس بأشكال متنوعة.
- عندما يكون اللا موقف موقفا !!
- لأنها للجميع, فهي ليست لأحد !!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقاسم بن علي - مواجهة بين الهامش والمركز.