داود روفائيل خشبة
الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 22:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نـُشِر أن الرئيس السيسى قال ما معناه إن الستور كـُتِب بتوايا حسنة وأن الدول لا تبنى باللنوايا الحسنة. وهذا، إن نفهمه، كلام خطير جدا. معناه فى المكان الأول أن السيسى يرى أن دستور مصر الحالى، والذى انتـًخِب هو على أساسه، لا يتيح له أن يقوم بواجبه فى بناء الدولة. وقد يرى البغض أنه إن كان برى ذلك حقا فالمنطق – إن لم نقل الأمانة – يقتضى أن يستقيل، لكن ليس ثمة بادرة على أن السيسى يفكر قى ذلك الاتجاه.
ما الذى يترتب غلى اقتناع الرئيس بأن الدستور لا يتيح له أن يعمل كما ينبغى مقترنا بإصراره على الاسنمرار فى العمل خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار توكيده المتكرر والواثق يأنه سينجز ما يصبو إليه؟ لن يترتب على ذلك – إ‘ن كان الرجل يعى ما يقول – غير شىء واحد: أن يبيح لنفسه أن يتغاضى عن مبادئ الدستور وأن يتجاوز أحكام الدستور. ولن يكون هذا شيئا غير مسبوق، لا فى ماضينا ولا فى حاضرنا، لكن الجديد أن يكون مؤسسا مبرّرا معلنا بغير مداراة وبغير حياء.
تـُرى أى مبادئ الدستور وأى أحكام الدستور تلك التى يراها السيسى تعوق بناء الدولة على ما يشتهى؟ أغلب الظن أنها تتمركز فى مجموعتين: الأولى الخاصة بالحرّيات والحقوق المدنية، حرية الفكر والإبداع والنشر والتظاهر وتلإضراب إلى آخره. والمجموعة الثانية ىلك التى تتعلق بتحديد سلطات واختصاصات وصلاحيات الرئيس.
إذا سمحنا للرئيس بأن يتحرّر من "مضايقات" الدستور فى هذين الاتجاهين، فمرحبا بدولة الاستبداد!!!
القاهرة، 13 سبتمبر 2015
#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟