|
باسم الدين سرقونا الحرامية، ابرز شعارات العراقيين المتظاهرين وطموحاتهم في التغير
فواد الكنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 04:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
"باسم الدين سرقونا الحرامية" و"كلهم حرامية" و" يا مواطن يا مسكين ضحكوا عليك باسم الدين" و" تكول اصلي ..تكول اصوم ..تكول ما عوفن قيامي.. بس سؤال بروح ابوك..ليش تزعل من يسبون الحرامي..؟ نسخه الى الأحزاب الإسلامية" و" من سياستكم الطائفية.. فقدت حبيبتي .. ذنبنا انا شيعي وهي سنيه " و" لا سكوت بعد اليوم " و " اسم العراق القديم ما بين نهرين.. واسم العراق اليوم ما بين الخونه والمفسدين" و" اوقفوا سرقة المليارات وتفريخ الميزانيات" و " اين ذهبت المليارات يا مسؤولين"و" ميزانية انفجاريه في جيوب الحراميه" و" الى متى يعيش بلد الخيرات في متاهة الازمات " و" فاتورة الكهرباء خياليه والكهرباء معدومه" و" لاننا للعراق .. بيعتنا للعراق.. نرفض حكومة السراق" و" سرقة المليارات وكثرة الصفقات الفساد وانعدام الخدمات" و" يبقى العراق جريح بوجود الساسة التماسيح" و" بلد النهرين يعاني شحة المياه" و" العراق يستغيث من كثرة الازمات والسرقات " و"شباب ينتحرون بسبب البطاله والفقر" و"المساومات بين الكتل السياسية دليل واضح على استخفاف بمطالب الشعب" و" البرلمان العراقي نايم .. ساكت .. اطرش .. اعمى .. فاسد .. سارق ....." و" العراق يحتل المركز الأول بالاوساخ والنفايات" و " بلد المليارات والخيرات تملؤه الاوساخ والنفايات" و " المواطن يرفض ان يتحمل تبعات سياستكم الفاشله" و" لا لحكومة الفوضى والدماء" و" الحكومة الموقرة الأولى في سرقة الثروات.. والأخيرة في تقديم الخدمات" و " انا عراقي أوالي العراق وارفض حكومة الازمات" و"حكمت فظلمت..وليت فافسدت..فارحل فلا بارك الله فيك" و" تلوث ارض وسماء العراق بسبب ساسة وقادة العراق" و" فوك داعش والبلاء انوب ماكو كهرباء" و" داعش والبرلمان وجهان لعملة واحدة" و" نحن في قرن واحد والعشرين وبيوت العراقيين من طين " و" الخريجون على الارصفه واعضاء البرلمان في المصايف والمنتجعات " و" تايبين ولا مره بحزبكم .. فاسدين وعمت عين الينتخبتكم .. غلطه مرت وانتهت .. زمرة الغش فرهدت .. والخمط هو خمطكم " و" البرلمان باع الشعب من الدنكه للدنكه" و "الاحزاب تؤيد التظاهرات.. طالعين على خالتكم الشكره" و...و...و... الاف الشعارات رفعتها الجماهير المتظاهرة مستهزئة بالبرلمانين ورجال الحكومة والقضاء ومغتاظة بما ألت إليه أوضاع البلد بانتشار البطالة بين شريحة واسعة من الشباب وتفشي ظاهرة الفساد والمفسدين وانهار الخدمات العامة، من انقطاع الماء والكهرباء وانتشار الأوساخ والنفايات في الإحياء وأزقة المدن وسوء الإدارة وانتشار الجريمة والإرهابيين لدرجة التي احتلوا هؤلاء الإرهابيين أكثر من مدينة عراقية والذين هم أيضا اخذوا ينهبون اثأر العراق ويدمرونها ويسرقون ثروات الدولة...كل هذا يحدث في كل مدينه من مدن العراق والبرلمان والحكومة العراقية تنظر إلى المشهد بدم بارد، بعد إن أصبحت تلك المدن خارج سيادة وسيطرة الدولة...! إضافة إلى ذلك نلاحظ تفشي ظاهرة الفساد في سلطة القضاء، وإهمال واضح في مؤوسسات التربية والتعليم وتدمير الاقتصاد والصناعة وغيرها من القضايا السلبية التي تضرب في عموم مفاصل الحياة في العراق...! والتي سلطت الجماهير الضوء عنها عبر لافتات رفعتها في تظاهراتهم وهتافاتهم في بغداد وبقية المحافظات حاملين الأعلام العراقية، ورافعين صورا لعدد من السياسيين الذين يتهمونهم بالفساد وقد رسمت بشكل كاريكاتير ساخر معبره عن كل شخصية بما يسرق ويعبث ليثيروا رأي العام عليهم بالسخرية والسخط وإضافة إلى ذلك حيث رسمت على صورهم علامة (في) ورميت في الشوارع لتداس تحت إقدام الجماهير .... وهذا ما جعل بعض من الأحزاب الدينية وكعادتها، ان توجه اتهامها الى اليساريين والحزب الشيوعي بادعاء كونه هو من يقف وراء هذه التظاهرات تغطية للموقف الذي ألت سمعتهم في البلد وبما لا يحسد عليه، بعد ان تعرى وكشف القناع عن وجوههم الكالحة بالعبث والفساد ونهب أموال ألعامه ... فهذا الشعارات لم يرفعها شيوعي العراق او اليساريين بل رفعها الشعب العراقي برمته الذي خرج بالملاين إلى شوارع المدن منددا بسياسة الأحزاب الدينية التي تقود الدولة العراقية، هذه الأحزاب التي أرادت ان تصطاد في المياه العكرة، فيشيع أعلامها إخبار كاذبة مفادها بان اليسار هو من يقف خلف هذه الشعارات المغرضة والتي تحمل في طياتها نقدا حاد لدين الإسلامي تحديدا وهو اتهام باطل معروف سلافا نواياه ولم يعد يخفي على احد ...! فالجماهير المتظاهرة خرجت الى الشارع وهي مستاءة غاضبه من سياسة الأحزاب الدينية الحاكمة، ومن الفساد المستشري في جسد أجهزة الدولة والتي تديرها هذه الأحزاب الدينية بشكل علني ومن نهب المال العام وسوء إدارة الخدمات العامة...الخ، وبالتالي فان الجماهير رفعت شعاراتها بما تلتمسه من وقائع على ارض الواقع وتطالب الاقتصاص من اللصوص والسراق والخونة والمتلاعبين بقوة الشعب وبدماء الأبرياء . فهؤلاء الفاسدون الذين يديرون الدولة العراقية اليوم هم سراق بامتياز استغلوا الدين لسرقة أموال الشعب، ومن هنا يجب ان يفهم شعار الجماهير " باسم الدين سرقونا الحراميه "او" باسم الدين باكونا الحراميه " على انه شعار لا ينقد الدين بقدر ما هو إيضاح لمن يتاجر بالدين ، فالدين - أي دين سماوي- يدين السارق ومن يتلاعب بقوة الشعب، لان التجارة بالدين هم أعداء الدين وهذه الحقيقة ، وان الجماهير العراقية إيمانها راسخ بالدين وهم في وقت ذاته علمانيون بامتياز وعندهم مبدأ بان لكل شيء له وقت ، وان شعارهم " باسم الدين سرقونا الحراميه " سواء رفع من قبل اليسار او من الشيوعيين او من الجماهير الغاضبة التي تجتاح شوارع بغداد والمحافظات، هو شعار راسخ بالحقيقة و بروح الدين وليس نقده ، ومن هنا نلاحظ ان من استغل الدين وراح يعبث بخيرات الدولة ويسرق مال الشعب هم أنفسهم من يستغلون الدين مجددا لضرب الشيوعيين واليسار العراقي ورغبة لإثارة الرجعية الدينية والخبث اليميني عليهم ..! ولكن الشعب العراق لا تمرر عليه مثل هكذا الأعيب بكونه يدرك حقيقة اليسار الذي همه مع هموم العمال والفلاحين والطلبة، وما أنجزه اليسار في نهاية العقد الخمسينيات من القرن الماضي من توزيع أراضي للفقراء وبناء المساكن وإقامة مشاريع مازال ماثلا إمام أعين الشعب العراقي وقانون رقم 80 مازال خير شاهد على ذلك والذي مازال نافذا المفعول تعمل الدولة العراقية بموجبه حتى في زمن العفالقه . وعليه فاليسار هو فكر تنظيمي ونضالي راسخ في تحرير الإنسان من العبودية والاستغلال، ويشرع قوانين لخدم الإنسان والدولة، فان كان يسار العراق يدين ويحتج على تصرف الأحزاب الإسلامية الحاكمة في العراق والتي تعبث بخيرات وامن البلاد، والتي طوال( اثني عشر عام) لم تستطع بناء الدولة بشكل سليم وبسط الأمن وسيادة الدولة على كافة أراضيه، إذ اليوم أكثر من مدينة عراقية يحتلها الإرهاب الدولي (داعش) وأذياله وان الاقتصاد العراقي تدهور إلى مستويات خطيرة جدا، نتيجة استشراء الفساد ..ونهب أموال العامة .. وسوء الخدمات .. وقل ما شئت .. ! فان التدهور يسود اليوم في العراق ويضرب بمصراعيه على بنيته التحتية والفوقية . ومن هذه الحقائق المأساوية يأتي حرص اليسار لينطلق مع هموم الجماهير المطالبة بحقوق الشعب التي تهدر بالسرقات والفساد، فالشعب العراقي بجميع أطيافه وألوانه يقف اليوم بجانب اليسار العراقي بكون أهدافه نبيلة واضحة وضوح الشمس في الدفاع عن حقوق الكادحين وإنصاف المظلومين وترسيخ القيم العادلة والأخلاق وصيانة الشعب من الانحراف، وعدم التميز و التفرقة الدينية والقومية والمذهبية، لان أساس نظرتهم إلى المجتمع قائم وفق قياس المواطنة والانتماء لشعب العراقي، وهي اقرب إلى طموحات الشعب، ومن هذه الحقيقة فان الشعب يقف الى جانب اليسار، واليسار يقف إلى جانب الشعب ويعاضد مطالبيهم بكونها مطالب مشروعة، ويخرج الى الشارع كجزء من المتظاهرين بكون معانات اليسار هي من معانات الشعب وهذا ما غاص منها الأحزاب الإسلامية الحاكمة العراق فأردوا تشوه صورة اليسار عند العراقيين بأكاذيب لا أساس لها . وما يشهده العراق خلال هذه الأسابيع من موجة عاصفة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الحاشدة ما هي الا حاله طبيعية عادلة لقوى الجماهير ومن اليسار والشيوعيين والتقدميين الذين يريدون خيرا للعراق وشعبه وتحريره من الفاسدين والمفسدين وقوى الشر والظلام (الدواعش) وأذياله التي تعبث وتحتل البلاد ، فخروج الأغلبية الصامتة من الشعب العراقي الأبي إلى الشارع يطالب باقتلاع الفساد ومعاقبة الفاسدين ما هي إلا مطالب عادلة تتعلق بقضايا الشعب الأساسية من الخدمات العامة، من الماء والكهرباء ومشتقات النفط والغاز و إدارة ملفات الأمن وسلامة البلاد واستبداد الاستقرار والحد من النزوح والهجرة واستهداف الأبرياء والتميز والتفرقة بين مكونات الشعب العراقي . فالتظاهرات العراقية تتصاعد.. وستتصاعد يوم بعد الأخر، وأسبوع بعد الأخر.... نعم ان موجة الاحتجاجات الشعب ألمطالبة بالتغير والإصلاحات ستتصاعد ، بكون كل مؤشرات على ارض الواقع لحد الآن لم يلتمس الشعب من الحكومة والبرلمان سوى وعود وهي وعود تخديرية كاذبة لتبلغ ذروتها في الالتفاف على مطالب الشعب التي تتمثل بمحاكمة فورية للمفسدين كما نادت (منابر الجمعة) وعلى لسان (المرجعيات الدينية) ، بـ((ضرورة التغيير وحل البرلمان وتشكيل حكومة مدنية وغيرها، حينما طالبت في خطبة الجمعة بتاريخ 28/8/2015 من الفاسدين تفهم أحقية مطالب المتظاهرين والقيام بخطوات أساسية تعيد ثقة الشعب بهم ..)) ولكن من المؤسف حقا، حينما نعلل ما يورد في هذه الخطب بـ(عدم ثقة الشعب بالمفسدين) بأن الشعب اختبرهم لأكثر من مرة فلم يجد إلا نقض وخلف للعهود والوعود، التي أطلقها نفس الفاسدون لتهدئة الشارع العراقي الذي يغلي ، ومن خلال ما يورد في (خطب الجمعة) نستشف بحقيقة دامغة ومفادها ( بان المرجعية تقر وتعترف بأن هؤلاء الساسة الذين يديرون ملفات شؤون الدولة – وهم محسوبين على مذاهبهم - هم منافقون وانتهازيون يستخفون بآلام الشعب، ومع ذلك تطلب المرجعية الدينية منهم تفهم مطالب المتظاهرين وتريد الإبقاء عليهم، وتطلب من الشعب المعاني إعطائهم فرصة إثبات حسن النية ووقت لتنفيذ الإصلاحات المزعومة )، وهو الأمر الذي أدى بالشعب العراقي إلى سخطهم من رجال الدين والمرجعية بكونهم يسيرون جميعا في فلك واحد - جهة تغطي على جهة - وهذا ما أدى إلى رفع شعارات و هتفات مناوئة لهم لتقول: "باسم الدين سرقونا الحرامية" في هذه المعادلة برهن الشعب العراقي زيف ادعاءات هؤلاء الساسة العراق الذين يحتمون بالمرجعية الدينية بكون من يخرج الى التظاهرات - كما حدث في التظاهرات السابقة – هم( أعوان البعث و زمر النظام السابق ) والى أخره من الاتهامات التي قيلت بحق المتظاهرين العراقيين الذين خرجوا بتظاهرات مماثله في السابق ومنذ أمد ليس بالبعيد، وهنا السؤال يطرح نفسه .. يا ترى ماذا يقول هؤلاء الساسة ومن هو الآن في سلطة الحكم التنفيذية والتشريعية والقضائية وهم من الأحزاب ذاتها- لم يتغيروا رغم تغير أسماء وعناوين وظائفهم ومناصبهم في إدارة شؤون الدولة العراقية- عن هذه التظاهرات التي تعصف في شوارع بغداد والمحافظات الجنوبية وهي من الغالبية الشيعية - رغم إننا لا نرغب استخدام هذه التسمية الطائفية ولكن لضرورة إحكام - فهل هؤلاء المتظاهرون المطالبون بتغير وحل البرلمان وتشكيل حكومة مدنية وغيرها هم من فلول النظام السابق او من العفالقه و.. و ...؟ فالتظاهرات اليوم تخرج من بغداد ومن النجف وكربلاء والبصرة والناصرية وعماره وحله ومدن أخرى والغالبية المتظاهرون هم من أهل الشيعة ، وهذا ما يميز مظاهرات العراق الحالية هو أنها تحدث في مناطق شيعية، معقل تيارات وأحزاب الإسلام السياسي الشيعي ورموزه الطائفية في العراق، ومنهم كتلة الإتلاف الحاكم، المتظاهرون هم منتفضون العراقيون يشاركهم إخوتهم من السنة والمسيحيين وكل أطياف الشعب العراقي دون تميز رغم كون المناطق السنية والمسيحيين قد احتلت من قبل تنظيم الدولة الإسلامية داعش وأذياله، كما كانت كل التظاهرات التي تخرج في العراق منذ 2003 والى يومنا هذا، ولكن هؤلاء الفاسدين الذين يديرون الدولة ظلوا على طول الخط ينادونا بالطائفية لتمزيق وحدة الشعب. فيا ترى ما سيقولون الآن والتظاهرات تخرج من وسط مراكز نفوذهم، وهم يطالبون بحل البرلمان وإلغاء الدستور الذي افرز بنتائج المحاصصة السياسية المقيتة التي أقعدت البلد في درك الفشل وشغلت الناس بحزازات طائفية على حساب الحرية والعدل والأمن والاستقرار والرخاء....؟ مظاهرات اليوم ترفع شعارات تتجاوز الطائفية وتأشر إلى فشل الدولة، وتوغل الدين في السياسة، وحماية اللصوص المتنفذين، وسوء الخدمات، وسرقة المال العام . فالتظاهرات عبرت عن غضبها من نهب أموال من خزائن الدولة، من بينها - على سبيل المثال وليس الحصر - ثلاثين مليار دولار صرفت على ملف (الطاقة الكهربائية) وحدها فيما لا يزال العراق يتخبط في الظلام، وشوارعه وأزقته تتشوه مظهرها بما تم من مد خطوط لا حصر لها بأسلاك مولدات كهربائية يمينا ويسار وبشكل عشوائي لا مثيل له الا في لوحات سرياليه...! وبما تشكل من ظاهره غير حضارية لا تليق بعاصمة أغنى دولة نفطية في العالم وبما تمثل هذه الشبكات من خطرا على حياة الناس...! ولهذا أحست الحكومة والبرلمانين من الكتل الشيعية - ذات الغالبية المقاعد في البرلمان العراقي - بحرج كبير لان الاسطوانة المشروخة السابقة لم تعد تنفع لان القناع سقط عن وجوهم، ولهذا لجئوا الساسة وأعوان السلطة - كما لاحظنا في تظاهرة الجمعة الرابعة والخامسة من تظاهرات العراقية - من اندساس مخربين بين المتظاهرين من ميلشيات موالية لرموز الحاكمة لإعطاء لتظاهرة صبغة أخرى مؤيدة لإصلاحات السلطة وهي إصلاحات وهمية لا تقدم ولا تأخر من شيء ، ولكن الجماهير أدركت ما تنوي سلطات الحاكمة القيام به عبر ميلشياتها ....! لذا عزم الناشطون الاستمرار في الاحتجاج وعدم الرضوخ لمنطق الترهيب، وهو الأمر الذي اقره المتظاهرون بان تظاهرتهم ستظل مفتوحة وستتوج في المراحل القادمة في حالة عدم التماس أي إصلاح او تغير في شكل الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية او تحقيق المطالب المشروعة التي رفعتها الجماهير، الى (الاعتصام )... والى( العصيان المدني) ... ومن ثم الى (انتفاضة شعبية) ساحقة لانتشال البلد من الغرق في الفساد وتردي الخدمات وسرقة أموال الشعب بكون المتظاهرون يواجهون تحديا قويا بحكم وطنية شعاراتهم وتحررها من إكراه السياسة والدين وتميز المذهبي والطائفي والديني والقومي . ومن هنا فان قراءة للمشهد العراقي يوحي نحو التصاعد فان (الانتفاضة) قادمة لا محال لان كما قالت العرب قديما ((آخر العلاج هو الكي)) فالانتفاضة قادمة في أخر المرحلة كوسيلة ثورية للتعبير عن إرادة الشعب في (التغير) لتنتقل التظاهرات من (لغة الاحتجاج) لسوء الخدمات وتذمر المواطنين من انقطاع الكهرباء والماء وعموم الخدمات في ظل طقس مناخي درجات الحرارة ارتفعت عن معدلاتها بشكل ملحوظ ودون اكتراث الدولة بهمومهم، الى (محاكمة النظام)، نظام فاسد برمته، والذي أنتجه المحتل (الأمريكي) وفرضه على أردة الشعب بدستور أعرج افرز عنه تكرس الطائفية في عموم المجتمع العراقي و (شرعن ) الطائفية في جميع مفاصل السلطات الثلاث ، التي ضلعت في سرقة ونهب أموال الدولة ليشيع الدمار و الخراب والتخلف والفقر في عموم البلد وبما لا يحتملها الواقع المزري والتدهور المريع في مستوى حياة الشعب . فالشعب العراقي المتظاهر اليوم يواجه معاناته من خلال حكومة فاشلة وعاجزة تنخر بالفساد والمفسدين وفاقدة للشرعية، تحكم الدولة بقوة ميلشياتها وتفرض السلطة بقوة السلاح لا بقوة الإصلاحات والبناء وتطوير البلد وبناء الصناعة وتطوير الإنتاج وبناء مؤسسات أمنية قادرة على بسط سلطة الدولة على كافة أراضي الدولة العراقية وحماية امن واستقرار المواطنين، لنرى الحكومة تتخبط في دهليز لا يحسد عليها، فتوهم الشعب بحزمة ضبابية من الإجراءات الإصلاحية الكاذبة وهي إجراءات كلامية ولتسويق إعلامي ليس الا .. و كامتصاص لنقمة الجماهير المنتفضة ولتمرير الأزمة كسابقاتها من الأزمات ....! ولكن الجماهير العراقية- سلفا- تدرك بهذه الحقائق ولكن سلمية ألتظاهره تحتم على الجماهير التريث والتمهل وان لم تلتمس – وهي يقينا لا تلتمس – أي تغير على الأرض فلن يكون إمامها سوى (الانتفاضة)، انتفاضة على كل شيء بدا بالدستور بكونه بني أساسه على الباطل فهو يدمر الدولة ولا يصلها، وهذا ما التمسناه خلال اثني عشر عام الماضية، إذ يجب البدء بـ(التغير)، فالدستور الذي لا يبني ولا يصلح أحوال المجتمع والدولة ما جدوى التمسك به سيغدو كجرثومة ما لم تبيد ويقضي عليها ستلوث كل الجسد، ونحن يجب ان لا ننتظر لنرى جسد العراق ينخر جزءا بعد جزء...! يجب أن نبادر بالحل، والحل لا يأتي الا بإلغاء الدستور والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية له، ليتم تشكيل (مجلس ثوري) مؤقت يقوم بتنفيذ إجراءات ثورية وطنية لتطهير البلاد من زمر الفساد والمفسدين والدواعش وأذياله وتحرير أراضيه وبناء مؤسسات دولة دون تميز مذهبي وطائفي وديني وقومي ليتم بناء البنى التحتية والفوقية لدولة العراقية بناءا سليما وكما يطالب الشعب والجماهير المتظاهرة لنهضة العراق والحفاظ على أمنه وسيادته ووحدته وبناء اقتصاده وأمنه و بما يحقق رفاهية لأبناء الشعب دون تميز .
#فواد_الكنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغضب
-
مشاركة المرأة العراقية في التظاهرات دليل وعيها
-
التظاهرات والحراك الثوري في الشارع العراقي من اجل التغير وال
...
-
صباح الخير يا دمشق
-
كوسرت رسول أكثر حظوظا لرئاسة الإقليم
-
ليعمل اليسار من اجل علمانية الدستور في إقليم كردستان
-
ليكن دستور إقليم كردستان نوعيا لا تقليدا
-
سلاما يا عراق ...
-
متى أعود إلى العراق....؟
-
عيناك بلون قهوتي ..عيناك
-
الإحساس بالجمال عند جورج سانتيانا
-
مفهوم التعبير والرمز الفني في المنحوتات الأشورية
-
بيكاسو الفنان الملتزم رائد الفن التكعيبي
-
الساعة الخامسة والعشرون رواية العصر
-
نقطة نظام .. التربية والتعليم ركيزة الأمن وتطور المجتمع
-
عام على احتلال موصل، عام على النزوح
-
نقطة نظام .. سلطة القوانين أولا
-
نقطة نظام ...
-
الأشورية اسم لمقومات وجودنا
-
البحث عن الزمن المفقود رواية العصر لمارسيل بروست
المزيد.....
-
الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر
...
-
لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح
...
-
مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع
...
-
-حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم
...
-
هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
-
فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون
...
-
ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن
...
-
محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|