|
اقرا باسم ربك
هيثم بن محمد شطورو
الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 04:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
" و الشمس و ضحاها، و القمر اذا تلاها، و النهار اذا جلاها". ( سورة الشمس من 1 الى 3). كان الناس يتخيلون عبر التاريخ ان الشمس هي التي تجلي النهار، و القرآن يقول ان النهار هو الذي يجلي الشمس. فضوء الشمس لا يرى بهذا الابهار و بهذا النور إلا في الطبقة الرقـيقة المواجهة للشمس من غلاف الارض. فضوء الشمس بعد 200 كلم لا يكاد يرى، و تصبح الشمس قـرصا ازرقا في صفحة سوداء بل كالحة الظلمة بأشد مما نعـرف من ظـلمة الارض. ذاك ان ضوء النجوم كذلك يصلنا بفضل هذه الطبقة الجوية من الغبار و الغازات التي تحيط بالأرض و التي تظهر ذاك الضوء و تحوله الى نور. فلا عجب اذن من قول ربك سبحانه في قرآنه انه جعل القمر سراجا منيرا. فإذا تخلينا عن الطبقة الغبارية المحيطة بالأرض و التي لا يتعدى سمكها 200 كلم، فحتى هذه النجوم لا يرى لها هذا الضوء المبهر. و يمكن لأي بحث بسيط جدا ان يتأكد من صحة هذه المعلومة العلمية التي اوردناها نقلا عن كتاب " الاعجاز العلمي في ألقرآن" للدكتور المصري "زغـلول النجار"، الذي أورد عـديد النظريات العلمية الحديثة و وجد اشارات قرآنية واضحة عليها. و هو يتسائل بين الفينة و الاخرى عن مدى قـدرة الرسول محمد على تخيل هذه الحقائق التي لم يصل اليها العلم إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، و لماذا وردت هذه الاشارات العلمية التي من غير الممكن إلا ان تعجز العقل البشري قبل ورود الحقائق العلمية بشأنها و لذلك يصبح من المنطقي الاقرار ان القرآن ليس كتابة محمدية و انما وحي الاهي و تـنـزيـل من رب العالمين. فمن الواضح اذن ان الله بما هو الله يعلم بان الانسانية ستصل الى عصر العلم و التكنولوجية المتطورة، التي ستجعله يفـتـقـد الايمان بغير الانسان. لذلك اورد هذه الاشارات العلمية ليخاطب هذا العصر بمسلميه و غير مسلميه بان القرآن وحي منه و بالتالي هو موجود. " افلا يتدبرون القرآن" ( سورة محمد اية 24)، و قال الله تعالى: " كتاب انزلناه اليك مباركا ليدبروا آياته و ليتذكر اولو الألباب". فمن الواضح ان الارادة الالاهية واضحة و هي الحث على التـفكير في القرآن و ليس الحفظ الآلي الاعمى او الترتيل فقط. من الواضح بما انه موجه اساسا الى "اولو الألباب". ان الارادة الالاهية واضحة في الارتفاع بالبشر الى مملكة العقل و الادراك و الفهم المنطقي العلمي و ليس الخرافة و الشعوذة. من المنطقي كذلك ان نستمر على اثر هذه الخطى لنقول ان حال المسلمين و الاسلام هو ابعد ما يكون عن الارادة الربانية. الارادة التي تـتـفـق تماما مع رغبة الفلاسفة و المفكرين و العلماء و المثـقـفـين اي "اولو الألباب" اي اللذين يعـقلون او لهم عقل يفكرون به.. من هنا و استـتباعا فان التـناقض بين الفكر الحر و الفلسفة و بين القرآن هو تـناقـض مصطنع اختـرعه الاغبياء الفاشلين في تملك الالباب التـفكرية العقلانية الفلسفية. من هنا كذلك فان تدبر القرآن هو ما يناقض بالتمام و الكمال الاتباع الاعمى للقرآن في ذاته فما بالك بشيوخ الجهالة و كهنة العار التاريخي امام الانسان الاخير و امام الرب الجليل. فمحال ان يتـفـق التـفكير او التـدبر مع التسليم المباشر بالأشياء. محال كذلك ان يصطبغ لون البشرة بالكآبة و الحزن حين تـفكر فالفكر بهجة الروح، و انما التسليم لكائن بشري حقير دون تـفكير و كسر الذاتية لأجل الخضوع لما يقوله هو الذي يصبغ لون الوجه بالظلمة و الكآبة و الحزن. من المحال ان يتـفق التـفكير مع القـتل و سفك الدماء و الخوف و الطمع و ربط كلمة لا الاه الا الله بالسيف. جل تلك الاشياء صنع بشري و تاريخ بشري ارتدى ثوب الاسلام بصدق او بغير صدق، بغباء او ذكاء تاريخي آني و لكن غباء الغباء ان يتأبد الآني.. هناك واقع الهزيمة و الاحباط و البؤس و الالم و الاستبداد السياسي هو الذي انتج هذا المشهد المشوه. اللذين يبحثون عن الانتماء و صياغة المسالة فكرويا. اللذين يبحثون عن المناجاة لذواتهم التي يشفـقون عليها بعدما ادمنوا الهرب من مواجهتها. من الاجدر للجميع مواجهة الذات و ضعفها، بدل البحث عن الغرور الكاذب في الاصطفاف الاعمى. فعلا. فالبشرية تحتاج الى الايمان بالله و الوثوق به. ها هو القرآن بقراءة علمية له يوفر لك تلك الوثوقية. الله الذي خلق هذه الارض بل ربما الكون بمجمله من اجل الانسان. لنا ان نتساءل لماذا؟ يكون هذا التساؤل افضل بكثير من المضي في عبث التـقـديس او التـفاهة الفـكرية في التـقـاط اي مغالطة تـنـتـهك القرآن و حقائقه و الروح الجميلة التي يبعـثها فينا.
#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشروع قانون للمصالحة ام للقمع في تونس ؟
-
الدماء المراقة بين ارسطو و ابن رشد
-
تساؤلات الى العراقيين
-
مدينة العشق
-
اليسار بين الانساني و السياسي
-
الإشفاق على الذات
-
نسبية القرآن
-
ما اروعك يا ناري المقدسة
-
مطرقة النقد لفتح ابواب المستقبل العربي
-
الجسد المقبور
-
رؤية في تحديد مسار الثورة
-
إنتصار الموت في تطاحن الأموات
-
المفكر التونسي -يوسف صديق- يدعو الى الغاء وزارة الشئون الدين
...
-
حديث الباب
-
مقهى الشعب
-
في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-
-
المنبتون يهددون الثورة
-
السؤال النووي
-
الله و الانسان
-
الموت المعقول
المزيد.....
-
المغرب.. كشف تفاصيل ضبط خلية -الاشقاء-
-
الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ-
...
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
-
مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان
...
-
ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
-
روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد
...
-
واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا
...
-
المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم
...
-
الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات
...
-
روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|