أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - ذكرى11 -9-














المزيد.....

ذكرى11 -9-


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 11 - 16:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أنكر مطلقا أن أحداث 11-9- أو كما نسميه 11 أيلول أثرت بي بشكل كبير جدا ..ٍقبل 14 عشر عاما وفي مثل هذا اليوم من السنة, عُدت من عملي منهك القوى لا أستطيع أن أفتح عيوني من شدة النعاس والتعب حيث أمضيت يوما شاقا ومتعبا جدا, المهم في مثل هذا اليوم وجدت التلفاز مفتوحا على قناة أو محطة عمان ومن دون أن أدري كبست على محطة إسرائيل الثانية فشاهدت برج التجارة العالمي يحترق اثر ارتطام طائرة مدنية به, وكانت هنالك في البداية شبهة حول مرتكبي العمل هل هم إسلاميون أم غير ذلك, وبعد قليل جاءت طائرة أخرى وضربت البرج التوأم المجاور لأخيه المصاب, بعد 15 دقيقة تقريبا, المهم أن كل أوصالي ارتعدت, وأصابتني قشعريرة في دمي وبالذات في رأسي وفي ظهري دامت أكثر من 3 ثلاثة أشهر وأنا أشعر بها, تألمت جدا على مصير الضحايا وعلى العمل الإرهابي الجبان, وقلت في نفسي: كيف بهؤلاء تستقبلهم أمريكيا وتحتضنهم وتطعمهم وتوفر لهم عملا براتب شهري مغري وحياة كريمة وتسمح لهم ببناء معابد دينية يصلون فيها وفي النهاية يقابلون الإحسان بالإساءة على عكس المجتمعات المسيحية.!!.

المسيحية تقابل الإساءة لها بالإحسان لمن يسيء لها, تحسن إلى أعدائها وتحسن إلى منافسيها ومتهميها بالفجور وبالانحلال, المسيحية تُحسن إلى المسلمين الذين يقولون عن دينها بأنه دين مزور...مزيف...مُحرف,تستقبل المسلمين في كل الدول الأوروبية وتسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية ولا تجبرهم على الدخول في المسيحية, حينما تعطي للمسلم لا تقل له عليك بترك الإسلام أولا لكي أعطيك, المسيحية لا تقل للمسلم عليك بترك المسجد والدخول إلى الكنيسة لكي تسمح له بالعمل على أراضيها, هي تعطي للمسلم وتمنحه العمل والحياة الكريمة وحق اللجوء الديني والسياسي غير المشروط نهائيا, وتفتح مدارسها لأبناء المسلمين لكي يتعلموا وفق أحدث وسائل التعليم الممنهجة.

وبمقابل ذلك يقابل المسلمون الإحسان لهم بالإساءة, بينما تقابل المسيحية الإساءة لها بالإحسان, وهذا هو الفرق بين الدين المعتدل والدين المتطرف, هذا هو الفرق بين الدين الذي ينشد العدل والسلام وبين الدين الذي يبحث عن الحرب والدمار, لو أن الإسلام يتخلى عن التطرف وعن الإساءة إلى الأديان الأخرى لكان عبارة عن أفضل دين على وجه الأرض أو لنقل لكان مثله مثل المسيحية المعتدلة التي تحترم من يسيء لها بتوجيه الإحسان إليه على عكس الإسلام الذي يفجر نفسه في البلدان التي تستضيفه وتأويه وتؤمنه من الهلع ومن الخوف وتعطيه حياة كريمة, يحرق علم وأعلام الدول التي تستضيفه يغلق الشوارع من أجل الصلاة, حين يصلي يريد من كل العالم أن يرى دينه وشعائره بينما المسيحي يغلق الباب على نفسه ويصلي دون أن يراه أحد.

متى سيتوقف المسلمون عن توجيه الإساءة لمن يحسنون إليهم؟ متى ستتغير مناهج التربية والتعليم التي تصنع المزيد من الإرهابيين الذين لا يحترمون الديانات الأخرى ولا حتى المعتقدات الأخرى؟ متى سيؤمن المسلمون بأن لكل إنسان مزاجه الخاص وطريقة تفكيره الخاصة وبأنه لا يمكن ومن عاشر المستحيلات جمع الناس كلهم على دين واحد وفكر واحد وعقيدة واحدة نظرا لأن الأمزجة مختلفة والقناعات مختلفة وبالتالي الاختلاف هو سنة الحياة الطبيعية ويجب علينا أن لا نجبر الآخرين بأن يعيشوا حياتهم كما نعيشها نحن, أو بأن يصلوا لنفس الإله الذي نصلي له نحن, الناس أمزجة مختلفة وقناعات مختلفة والتغيير والاختلاف يجب أن نحافظ عليه في وسط مجتمع متعدد الأفكار, يجب أن نتوقف عن مطاردة الآخرين ومحاولة الانتقام منهم لمجرد أن دينهم يختلف عن ديننا أو لمجرد أن يكون مذهبهم الديني مختلفٌ عن مذهبنا, يجب أن تتوقف سلسلة الكوارث من الحرب والدمار وأن يؤمن الجميع بحق الجميع بأن يعيشوا حياتهم كيفما أرادوا, يجب أن نُربي كمسلمين أنفسنا وأولادنا على تقبل الآخرين مهما اختلفت ديانتهم ومهما اختلفت عقيدتهم ومذهبهم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصنعوا السلام
- أحترم الإسلام وكل الأديان
- شكرا لك يا سيد
- ما حدى بعرف يكمل سولافته
- اللي خربوا البلد
- الشخصية المبادرة
- الإسلام يثير أعصابي
- الرجل في الإسلام ناقص عقل
- معنى الخلاص الأبدي
- لي يا يسوع في هذا العالم ضيق شديد
- إذا كان الدين الإسلامي دين العدل والمساواة
- أخي في الإنسانية
- الحرب 2
- السعادة بالعطاء وليس بالأخذ
- سوء حظ دافنشي
- الصناعة والأخلاق2
- الصناعة والأخلاق1
- الحياة العامة في الأردن-1978-1988
- مصر الملكية
- مافيش بالفلسفة فكر صحيح وفكر غير صحيح


المزيد.....




- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - ذكرى11 -9-