بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 13:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
..نسخة سيئة من صكوك الغفران الكنسية.
كتبت صحيفة القدس العربي في صفحتها الفيسبوكية يوم أمس 18/6/2014 مقالاً تحت عنوان ((داعش سيطرت على تلعفر ومصفاة بيجي وتصدر «بطاقات توبة» في الموصل… والسعودية تحذر من «حرب اهلية»)) تذكر فيه وذلك جملة عدد من المواضيع؛ بأن ((..قالت تقارير امس ان داعش تصدر «بطاقات توبة» في الموصل، وسرد شرطي عراقي، أحمد العباسي، معاناته للحصول على «بطاقة التوبة» من قبل «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) للعفو عنه وعدم المساس به. وأضاف العباسي، وهو شرطي تابع لمديرية شرطة محافظة نينوى (شمال)، ومركزها الموصل: "كما ترى يقف المئات من أفراد الجيش والشرطة بالزي المدني أمام المسجد للحصول على بطاقة التوبة التي أعلن عنها تنظيم داعش للإعفاء عنا وعدم قتلنا". ومضى قائلا: «بعد سقوط الموصل، أعلنت الدولة الإسلامية الإعفاء عن أفراد الجيش والشرطة وعدم المساس بهم شريطة إعلان التوبة والحصول على ما يسمى بطاقة التوبة التي تصدرها الهيئة الشرعية للدولة الإسلامية".
إن بطاقات التوبة هذه تذكرنا بصكوك الغفران الكنسية في القرون الوسطى والتي كانت تبيع التوبة والغفران في سبيل جمع المال وذلك من أجل بناء كنيسة القديس بطرس بروما مما دفع بأحد رموز الكنيسة وهو المصلح الديني مارتن لوثر إلى الاحتجاج والدعوة إلى الإصلاح والتمرد وذلك من خلال وثيقته الشهيرة والتي علقها على باب الكنيسة عام 1517 وحيث كانت بداية المواجهة بينه وبين البابا والكنيسة والتي أدت فيما بعد إلى عدد من الثورات والحروب والعديد من الضحايا والقرابين في أوروبا وبالتالي فصل الدين عن الدولة والتأسيس للحداثة والفكر الليبرالي الحر ومجتمعات مدنية ديمقراطية وذلك بعد مخاض عسير ومؤلم لكل الشعوب الأوربية، وها نحن وللأسف وبعد خمسة قرون نمر بالتجربة الأوربية فكم قرن يلزمنا لنؤسس لمجتمعات مدنية ديمقراطية في بلداننا وكم تلزمنا من ثورات ليكون الدين لله والوطن للجميع.. أم ما زال الحديث عن ذلك مبكراً ويجلب قطعاً للرأس.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟