|
هل تشفع العلاقات الطائفية والعشائرية والمناطقية الشللية لجرذان البعث المنهار وتنقذهم من مصيرهم المحتوم ؟
سلام ابراهيم عطوف كبة
الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 10:44
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هذه الدراسة لا تتناول الطاغية ومجموعة ال 55 ... قائمة كبار البعثيين المطلوبة للعدالة ... انما تتطرق الى الاختراق البعثي الصدامي لمؤسسات الدولة العراقية الجديدة والهيكلية الاجتماعية في بلادنا لأنه يخطيء من يظن ان البعثيين قد انتهوا كحزب او تجمعات او مؤسسات او فكر ، فلا الأحتلال الأمريكي ولاهيئة اجتثاث البعث استطاعتا القضاء على وجودهم وقوتهم في العراق .! وليس من حق أحد أن يخفف من جرائم البعثيين ووطأتها على الشعب العراقي لأسباب سياسية أو بسبب صراعات دولية. البعثيون الذين ساهموا في التجسس علينا داخل عوائلنا وفي محلاتنا وفي غربتنا وفي اقصى منافينا بالتقارير وبالملاحقة وبالمعلومات ، لم يزلوا يكتبون المقالات بصلافة ضدنا ويرتكبون المجازر بحق ابناء شعبنا ومحرضين مرة اخرى على قتلنا ومحاربتنا! وتحاول قوات الأحتلال اشاعة أنه لا حياة مستقرة لنا بدون البعثيين ، وأن لا دولة ولا سلطة تضمن بقاء وجودها في العراق دونهم فهم ملح العراق ، وهم أيضاً صمام الأمان الذي يردع الأنفلات ويحول دون انتشار شرار النار والحريق الكبير . أنهم يعودون تحت شتى المزاعم ... انهم يملكون الخسة وأنعدام الضمير والتلون كالحرباء وصمت الجبناء فيندسون بيننا بعمائم وبمسابح ودشاديش قصيرة ولحى مصبوغة وضحكات صفراء ، انهم يندسون بيننا بشتى الصور والأشكال يريدون بنا السوء ويزينون وجودهم ويندسون بيننا يريدون خراب بيوتنا وحياتنا ، ويجدون من يناصرهم ويتستر عليهم . يريدوننا الوقود لنارهم والزيت الذي يحترق به مرجلهم. انهم ينافسون الشهداء في راحتهم فيقلقونهم ، ويدنسون قبورهم وبصلافة العاهرة التي تعير الناس بالشرف يتحدون العراقيين . انهم يعودون بصلافة ويخربون بيوتنا ويفجرون انابيب النفط ، ويضعون المتفجرات والسيارات المفخخة بيننا ووسط اسواقنا الشعبية ، وامام مراكز تطوع اولادنا للجيش والشرطة ، وامام مدارس اطفالنا !!! ان مؤشرات استمرارية الاختراق البعثي الصدامي لمؤسسات الدولة العراقية الجديدة والهيكلية الاجتماعية في بلادنا تتجسد في دخول مسلسل الارهاب والتخريب والجريمة المنظمة في سياق نوعي جديد.. ضد الكيان العراقي باكمله ومظاهر وجود الدولة الاساسية ، وبالذات المؤسسات الفتية لدولة القانون السياسية والامنية، وصولا الى تحطيم ارادة الشعب وحركته الاجتماعية والديمقراطية ،وفي عمليات التخريب والتفخيخ الاجرامي والقتل الجماعي الوحشي والقمع الفكري التي تتسم بالعبثية والعدمية والساعية الى تدمير الحرث والنسل والتي تدل على الافلاس السياسي والاخلاقي التام، وفي اتساع عمليات التخريب التي تستهدف المنشآت والمؤسسات الخدمية والاقتصادية، ولاسيما تلك التي تطال منشآت النفط والكهرباء وما تسببه من خسائر كبيرة وحرمان شعبنا من موارد هو بأمس الحاجة لها لإنعاش الاقتصاد العراقي وإعادة إعمار البلاد، وفي بطء وتيرة بناء مؤسسات الدولة وأجهزتها وضعف أدائها وتفشي مظاهر الرشوة والفساد. مجاميع لا تزال مخلصة لصدام حسين ونظامه وتعمل من أجل عودة الوضع السابق جهارا وتساهم بصورة مسلحة وسرية في العمليات الإرهابية الجارية في البلاد ، وهي تتعاون وتنسق مع الاسلام الاصولي الجديد وعصابات الاجرام المنظم والطائفية السياسية. والمجاميع الصامتة تماماً والتي تحن للفترة المنصرمة الا أنها غير مستعدة للعمل المباشر ضد الوضع القائم لكنها مستعدة لتقديم الدعم للزمر الارهابية تطوعاً أو تحت التهديد والابتزاز. والمجاميع التي انخرطت في حزب البعث و ارتبطت بمنظماته المختلفة وعملت في مراكز وظيفية مختلفة لكنها تمنت الخلاص من صدام حسين ونظامه وعاشت العقد الأخير تحت كابوس خيم عليها وأرهق أعصابها ونغص حياتها. وتحصل فلول النظام البائد وقوى الإسلام السياسي المتطرفة المتعاونة معها على المعلومات القيمة عن أجهزة الدولة ونشاطها وأوقات عملها وفترات وجود المسؤولين وكل ما يفيدهم في تنفيذ عمليات الاختطاف والقتل أو التخريب أو العمليات الانتحارية. لقد تحول أعضاء ومؤيدي حزب البعث ومنظماته الشعبية وأجهزته المختصة بالأمن الداخلي والقومي والقوات الخاصة الى العمل في الأحزاب الأخرى أو بصورة مستقلة بعد أن توفرت لهم الفرصة للخلاص من كابوس النظام الثقيل. ولا يتورع هؤلاء في حالة الخضوع للضغط والابتزاز والتهديد عن التعامل مع قوى البعث الارهابية القديمة فهم يشكلون بعض اعمدة الطبقة الوسطى وينحدرون من فئات اجتماعية مختلفة وبشكل خاص من موظفي الدولة والبورجوازية الصغيرة. كما أن الكثير من أئمة المساجد والحسينيات وبعض الجماعات الدينية وبعض القوى القومية تعمل مع هؤلاء رغم أنهم ليسوا بالضرورة كانوا منتسبين إلى حزب البعث...لكنهم كانوا متعاونين معهم وحصلوا على الكثير من المكاسب أثناء وجود النظام. الشعب يعرف المجاميع البعثية التي تكون قاعدة الجماعات "النائمة" ويستطيع تشخيصهم بسهولة إن قرر التعاون الجاد والفعلي مع مؤسسات الدولة العراقية الجديدة. الجماعات "النائمة" تكون القاعدة العريضة للاسلام الاصولي الجديد وعصابات الاجرام المنظم والطائفية السياسية وبالاخص الطائفية السياسية الشيعية ! فلول البعث العراقي المنهار اخترقت مؤسسات الدولة العراقية الجديدة عبر القوى السياسية الطائفية ومنها التيار الصدري وليس غريبا ان يجد الاطباء و الممرضون الذين يعالجون بعض ابناء هذا التيار وشم فدائيي صدام على ابدانهم ! فلول البعث العراقي المنهار اخترقت مؤسسات الدولة العراقية الجديدة والقوات المسلحة العراقية بالمال والسلاح والسطوة التي امتدت عشرات السنين على المواطن العراقي ، وبالرهبة الممتدة على العقل العراقي المبتلي بالخوف منهم وخشيتهم ، وبالخسة والدناءة التي اتصفوا بها وبجبنهم المعهود في التلون كالحرباء وبفسادهم. ان 60% من عناصر ما يدعى بجيش المهدي هم من "شيعة" اجهزة المخابرات والامن الصدامي وهم معروفون لاهالي النجف المقدسة والثورة . وليس من قبيل الصدفة ان تخرج المظاهرات في بعقوبة وهي ترفع صور صدام حسين الى جانب صور مقتدى الصدر الذي يساهم ممثليه في الوزارة الانتقالية الحالية. ومن المفارقة ان الميليشيات المسلحة لمقتدى الصدر هي التي اوكل اليها مهمة حراسة الطريق الواصل ين بغداد وكربلاء اثناء مراسم الزيارة الاخيرة!!،ولا ندري لماذا هذا الصرف على شرطة الداخلية والجيش. ولا تخرج منظمة بدر المسلحة غريمة جيش المهدي عن هذا السياق المحير حيث انها تشكلت بالاساس من "التوابين" من اسرى الحرب العراقيين في ايران من "صناديد صدام" و "جيشه الشعبي" وبمباركة وتمويل وتدريب من قبل المخابرات الايرانية. فأي بناء عسكري هذا الذي تشكل من عناصر تربت في احضان صدام واكملت تربيتها في ظل دولة الاستبداد الدينية الايرانية. يصعب على المرء التفريق بين من هم الأكثر شرعية في القتل : عصابات الحكيم والصدر أم التحالف البعثسلفي ؟ تكفيريون ، صدريون ، حكيميون يسفكون الدم لأجل السلطة وإرضاءا لتنفيذ التعاليم حرفيا حتى يلجهم الفردوس ! المهزلة – المأساة – الملهاة ! وتعود اليوم الجزم العسكرية ( المعتقة ) بمراتبها وأوسمتها ونياشينها العسكرية ( البطولية ما شاء الله! ) وما أغدق عليها الطاغية من إمتيازات خيالية في حروبه المجنونة ، تعود لتستعيد بريقها من جديد !عبر الفوضى السياسية والتزكيات المشبوهة التي أوصلتها الى مناصبها الجديدة ، كي تقول كلمتها و سطوتها على أرض الواقع من جديد وبزي مدني تفوح منه رائحة نفس الثقافة التي إبتلى بها الوطن في سنوات الدكتاتورية المنهارة ! المهانة والإذلال ومظاهر الإستغلال والإستعباد والتصفيات الجسدية للجنود العراقيين الأبرياء الذين سيقوا عنوة لحروب الطاغية ، وعذابات الأمهات والزوجات والآيتام والآرامل .. يراد لها الآن تطمس وتنسى شيئاً فشيئاً عبر تهيئة الساحة والأجواء من جديد في ظل سياسة ما يجري الآن ، وتجاوز كل المصائب والآلام عبر غسل الأيــــــادي الملطخة بالدماء وإلباس أصحابها ثيابــــاً جديدة أكثر عصرية ، غير تلك التي خدشت أنظار الإنسان العراقي على مرّ عقود طويلة ! ان التصعيد الطائفي لم يكن مصدره التصعيد الطائفي الاصولي الاسلامي السياسي فقط ، وعملياته الإرهابية المدانة ، إنما هناك تصعيد آخر خططت له التنظيمات الطائفية الشيعية البعثية وتنفذه بتسارع واستفزاز عبر تنسيق وزارتي الدفاع والداخلية مع قيادات الكتل الشيعية لإضفاء الطابع الرسمي على التنظيمات السكانية الطائفية المسلحة ، بتعليمات من رئيس الوزراء ، وعبر ممارسة النشاط غير المعلن لميليشيات " جيش المهدي وقوات بدر " في مناطق مختلفة من العراق بعلم وتجاهل الحكومة بالرغم من أن الحكومة وقيادات المليشيات قد أعلنوا، في وقت سابق ، نزع الأسلحة والدخول في العمل السياسي ، كما أن الكثير من منتسبي هاتين المنظمتين قد تم استيعابهم في قوات الأمن ، من شرطة وجيش . ان استدعاء الكثير من القوى السياسية العراقية وبالاخص الطائفية السياسية الشيعية ! للعشائرية وتركيب قوائم مهجنة بين العشائري و الطائفي والحزبي يكشف لنا عن هشاشة الحركة السياسية وعن اختلال الانتماء او عن براغماتية من المستوى الأدنى. وهذا يكشف ان الطائفية السياسية تقوم عن قصد بإنعاش العشائرية بإخراجها من كمونها للاستفادة منها لتلبية مصلحة طائفية ضيقة . بسلوك كهذا يتم في الحقيقة او في النهاية توظيف السياسي لخدمة العشائري و الطائفي وليس العكس... في هذا المستنقع تلوذ المجاميع البعثية وخفافيش الظلام من اولاد صبحة الذين ينهبون العراق واولاد فضيلة الذين ينهبون البصرة! ويبقى السؤال هل تشفع العلاقات الطائفية والعشائرية والمناطقية الشللية لجرذان البعث المنهار وتنقذهم من مصيرهم المحتوم ؟
#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإرهاب الحكومي والإرهاب غيرالحكومي
-
الوقفة الشامخة في محاكم الجلادين
-
العراق لا يقبل ان يعلمه روزخون حرامي او ما شاكل يلطم بالساطو
...
-
اداء القوات المسلحة العراقية لا ينال رضا شعبنا العراقي
-
الدجيلي في وجدان الشعب العراقي
-
اكتوبر والحروب العادلة والشيوعية
-
معركة الكهرباء مع الارهاب والفساد والفرهود والميكافيلية في ا
...
-
علوية الدستور الشهرستاني والغاء الاعتراف بالشرعية الدولية لح
...
-
يوم السلام العالمي
-
دفاع سلام ابراهيم كبة امام الحنقبازيات الطائفية الشيعية
-
الدولة التسلطية والاقتصاديات الشيعية
-
تسويق بضاعة الطائفية في العراق
-
لا تقسروا اولادكم على آدابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم
-
الشيعية الطائفية وشفافية الديكور المقنع في العراق-الجعفري نم
...
-
الارهاب الفكري والفساد في الجمعية الوطنية
-
الجمعية الوطنية والجمعية اللاوطنية
-
الاصولية الشيعية في العراق والأحتضار السياسي
-
هذه فيدراليتك الشيعية يا عبد العزيز... الحكيم
-
فوضى الكهرباء البناءة في العراق
-
جرائم الفساد في العراق
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|