أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساكري البشير - السيدة ميركل: عندما تخبري أبناءكم














المزيد.....

السيدة ميركل: عندما تخبري أبناءكم


ساكري البشير

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 20:51
المحور: كتابات ساخرة
    


كتمت خطابي داخلي عندما قام العرب بالتلويح والهتاف يمجدون السيدة ميركل- السيدة التي تصنف من أقوى النساء عالميا- خوفا لإعتراض مشاعر مجتمعنا، كيف لي أن أقنعهم وهم مقتنعين بأن السيدة ميركل صانعة الإنسانية، كيف أقنعهم وهم أصلا مقتنعين بأن مستشارة ألمانيا أعطت للسوريين إنسانيتهم التي خلعناها منهم بأيدينا، الإنسانية التي ظل الفلاسفة باحثين عنها طوال آلاف السنين، هذه السيدة التي تذرف دموعها أمام لاجئين سوريين، ليبكي العالم في حضنها في لحظات هي ثواني معدودة.
سقطت العرب في ثواني يا صديقي، ولا أحد يخجل من ذلك، بل يتفاخرون بينهم، نعم هي السيدة التي تصنف من أقوى النساء في العالم، أنقذت أرواح السوريين.
لا أعلم أضحك تارة لغبائنا، وأبكي تارة أخرى لكتماننا سر كل حركة يقوم بها العالم ضدنا، نعم ضدنا نحن المسلمين، ولكن البكاء لا ينفع ولا يغني عنا شيئا.
قم يارجل وتحرى، إبحث عن مكامن وسر هذه الحكاية التي يسردها لنا الإعلام كل يوم، ماذا وراء هذه القصة، سأخبركم بكل ذلك، ولكن لنسألها كما سألها أخينا المناظل الفلسطيني سميح خلف، أين أنتي يا ميركل؟
فلسطين منذ زمن وهي تعاني، لا ماء ولا أكل فإن لم يمت شعبها بالرصاص فقد يموت بالجوع والعطش، والصحراء الغربية يقتل شعبها ويعذب نساؤها، ويشرد أطفالها، ولكن لم أسمع عنكم في هذه المنطقة ولو بكلمة واحدة، وأين أنتي وحكومتكي من قضية بورما "ماينمار" التي لاقى شعبها إلى اليوم الويلات والويلات، لم يعد يقتل كل فرد لوحده في هذه المنطقة البائسة، بل أصبح القتل فيها بالمجموعات، إبادات وحرق، وتقطيع، وأبشع أنواع العذاب، أين أنتي من اليمن، وأين أنتي إفريقيا الوسطى ومالي ووو.
لم نسمع حس أقدامكم في ذلك المكان، عفوا في العالم الإسلامي غير سورية، لماذا؟ ماذا يميز هذه المنطقة بالذات عن المناطق الأخرى؟
أنصحكي سيدتي عندما تخبرين أبناءكم أن اللاجئين السوريين كنت السعودية أقرب إليهم ولكنهم لجؤوا إليكم أن تخبريهم حقيقة إستقبالكم لهم، أخبريهم أنكم لم تنقذوا فلسطين الأبية، وأنكم لم تدافعوا عن حق الإنسانية في البوسنة والهرسك، وبورما وإفريقيا، وأنكم إتبعتم أهواءكم.
أخبريهم أن العرب بعد أن ضعفوا تكالبنا عليهم، إما بالمدفع كما فعل هتلر أو بالعاطفة كما تفعلين أنتي، نعم سيسجل التاريخ كل ذرة، وسيعلم أطفالكم حقيقة ما كان، ويعلم أطافالنا حقيقة ما سيكون.
سجل يا تاريخ هذا الحدث الرهيب، سجل أن دول مجلس التعاون الخليجيالتي صدعت رؤوسنا عبر امبراطورياتها الإعلامية والتلفزيونية الجبارة بدعمها للشعب السوري، وحرصها على تحريره من الطاغية، وتوفير الاستقرار والرخاء له، وتنفق مليارات الدولارات على تسليح معارضته، هذه الدول لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا، وأغلقت حدودها في وجههم، نعم لم يستقبل اللاجئين السوريين ولا الفلسطينيين، ولا اليمنيين، وأنهم طردوهم ليس لأنهم لاجئين بل لأنهم حقا مسلمين، سجل أن الجزائر إستقبلت كل لاجئ سوري ويميني وفلسطيني ومالي وليبي وتونسي، بروح الأخوة التي غابت عن العرب، رغم ما تعانيه.
سجل يا تاريخ أن العالم أجمع تكالب على المسلمين، فقسموهم، وشتتوهم، فقتلوا رجالهم، وأرملوا نسائهم، وشردوا أطفالهم، فلم يبقى غير القليل يكافح ليحقق عيشه لا لينصر شعبه، فسكت الجميع، وخابت أمة سكت الحق فيها، وضاعت يوم ضيعت أمانتها.
فأخبروا السيدة ميركل أنني مازلت على ديني، وأنني مازلت أحمل بذور الإسلام حفظا لأمانة عهدناها، لكن إياك أن تقولي أننا ضيعناها، لأنني سأظل أخبر العالم أن التاريخ يسجل، وأن الليل وإن طال فلا بد للصبح أن يتنفس، وأن العرب وإن ضعفوا لن يخسروا أمام مؤامراتكم.




#ساكري_البشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساكري البشير - السيدة ميركل: عندما تخبري أبناءكم