بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 19:27
المحور:
الادب والفن
رولا بائعة ... الابتسامة
قبل العقد الثاني من القرن 21 عاش أصحاب السوق التجاري وموظّفو الدرجة الأولى في مدينة راميتا في بحبوبة من الرفاه ... وفي جو من الراحة توحي بالثقة والهدوء والاستقرار، والامن والامان والاطمئنان على أسرهم وحياتهم . وكانت رولاتعمل في السوق التجاري بائعة للأحذية الرجّاليّة من العاشرة صباحاً إلى العاشرة ليلاً ... أمّا رصيدها البنكي فكان يزداد بازدياد مبيعاتها من الأحذية. وعندما تحوّل " الربيع العربي " من طابعه السلمي إلى طابع مسلّح وتكفيريّ وإرهابيّ خلال العقد الثاني من القرن 21... تناقصت مبيعاتها ... وبالتالي تناقص رصيدها البنكي بسبب هبوط أسعار العملة الوطنية في اسواق الصرف ... العالميّة . وكي تُحافظ على رصيدها وروّادها ومبيعاتِها كما كانوا أيّام السلم قررت رولا أثناء الحرب أن تستقبل الفتيان الذين يشترون الأحذية ... بالابتسامات .... وتودعهم .... بالابتسامات . توقّع الفتى ... أحمد أنّ رولا وقعت في شباك حبّه. وتمت الخطوبة بينهما على عجل .وفي زيارته المتكررة إلى خطيبته بائعة الأحذية تبيّن له ان نظراتها وابتساماتها تجاهه لا تختلف عن نظراتها وابتساماتها تجاه بقيّة الفتيان الذين يشترون الأحذية من محلّها . وعندما عرِف أحمد أنّ ابتسامة رولا كانت لعبة مهنيّة تجارية رابحة... ولا علاقة لها بالمشاعر والعواطف ... أعلن فسخ ... الخطوبة ورغم الكارثة التي ألمّت بالبلد استمرّت رولا تبتسم لروّادها الذين يشترون الاحذية ... لكن بقيت هي وبنات جيلها ... عانسات ... لأنّ جيل الشباب من اعمار العشرين إلى الاربعين قد التحقوا بجبهات القتال ... وخلت شوارع المدينة وساحاتها من ... العشّاق .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟