أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.














المزيد.....

دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتباين المواقف من الدكتور العبادي. بعضها يراهن عليه بشكل مفتوح, يأمل منه كل خير. وهنا المراهنة متأسسة على حسن النوايا. نوايا المُراهِن لا نوايا المُراهَن عليه. بعضها الآخر يدعونا إلى النقيض من ذلك تماما, أي أن نغسل أيدينا منه, عذره في ذلك أن الرجل من حزب الدعوة, وهذا الحزب هو اس البلاء, وللرجل فيه عمر طويل ومواقف تجعل المراهنة عليه كفعل الغريق الذي يتعلق بقشة.
ليس مطلوبا من الناس أن يكونوا فقهاء لكي يرشد الواحد منهم نفسه تلقائيا, لكن المطلوب من الفقهاء الحقيقيين أن يساعدوا الناس على تبين الطريق السليم. وأجزم أن ما من شعب قتلته الدوخة مثل شعبنا العراقي. هل تتذكرون قصة الفئران التي وضعوها في كيس, ثم خضوه وخضوه, حتى إذا ما فتحوه مرة أخرى فإن الفئران التي إعتادت الزوغان على طريقة توم آند جيري (بالمناسبة لا أدري لحد الآن من هو القط بينهما ومن هو الفأر, وأصارحكم إنني لم أعد أريد أن أدري لأن ذلك لن يغير من أصل الحكاية ومن القصد)) هذه الفئران, التي هي نحن, وجدت نفسها غير قادرة على الحركة مثل سكران أفرغ توا لترا ونصف من عرق هبهب في جوفه سريعا ثم أراد أن يرقص الروك أند رول.
طيلة النصف الأخير من القرن الماضي, ومضافا عليه العقد ونصف العقد من القرن الحالي, ونحن كفئران الكيس. هذه المرة حينما خرجنا منه صرنا في مواجهة العبادي, وشئنا ونحن نعاني من دوار الكيس أن نتعرف عليه وكأننا نحاول أن نكتشفه لأول مرة.
ما هو التفسير الحقيقي لمعنى الإحباط ؟. في رأي أنه حالة من الإنتكاسة النفسية الشديدة التي يصاب بها المرء حينما يراهن بكل أمواله على الورقة الخطأ. أن تظن أن الواقف أمامك ملاكا ثم تكتشف أنه شيطان. في حين أنه لم يكن ملاكا إلا في مخيلتك, ولم يصبح شيطانا إلا في مخيلتك , ولو أنك لم ترسم له رسما بهيئة المطلق , شيطانا كان أم ملاك, لما وضعت نفسك ,بنفسك, على طريق الإحباط الذي يقودك إلى الياس من كل شيء, بعد أن تكتشف أن الملاك الذي راهنت عليه لم يكن سوى شيطان أمرد.
كيف تؤدي المراهنة على العبادي إلى الإحباط .. إنها تفعل ذلك حينما نعتقد أن بإمكان الرجل أن يصلح (دولتنا). أي أنه ينوي أن يصلح (دولته) على مقاسنا لا على مقاسه. ثم أننا قد نكون في مواجهة النوع الثاني من الإحباط حينما نعتقد أن العبادي غير قادر أبدا على إصلاح أي شيء. والصحيح أن الرجل قادر على إصلاح (دولته), اي (دولتهم), وليس إصلاح (دولتنا) لأن الفرق بين دولتنا ودولتهم هو فرق كبير. دولتنا التي نريد أن يتناولها الإصلاح هي غير موجودة أصلا, وهي غير دولة العملية السياسية التي يريد العبادي إصلاحها من داخلها, اي تعديل بعض تفاصيلها وليس تغييرها من نواح مبدئية متعددة, كما نطمح وكما نتخيل.
النسبة العظمى من شعبنا تفاجئت تماما بسلوك الوزراء والنواب حينا راح هؤلاء يؤيدون إصلاحات العبادي المقترحة, أبسط ما قيل في وصفهم أنهم إنتهازيون وكاذبون ودجالون, وقيل عنهم أيضا انهم يحاولون ركوب الموجة وإحتواء خطة الإصلاح التي إقترحها العبادي لغرض إفراغها من مضامينها الحقيقية ثم الإنقضاض عليها بعد ذلك.
وما أعتقده هو عكس ذلك تماما. النواب والوزراء ومجالس المحافظات لم يكن فيها كاذب او دجال أو منافق, وإنما نحن الذين نعاني من دوار الفئران, ولذلك تصورناهم كذلك, أي تصورناهم منافقين ودجالين .. كيف, الجواب سهل وبسيط.: هؤلاء كانوا صادقين لأن ما يريدون إصلاحه هو دولتهم لا دولة ساحة التحرير. لقد وجدوا في النهاية أن دولتهم تتحرك على حافة الهاوية, وما لم يتفقوا على إصلاحها فإن الجميع سيقع في الهاوية لا محالة, لذلك صاروا جميعا مع إصلاح (دولتهم) لا مع إصلاح دولتنا. هم يعلمون تماما أن نهاية دولتهم ستكون حتمية ما لم يذهبوا إلى إصلاحها فورا, لأن بقاء دولتهم لم يعد مخالفا لأحكام السياسة فقط وإنما صار مخالفا لأحكام الطبيعة أيضا. وهم ليسوا أغبياء لكي لا يدركوا ذلك, ولذلك هم جادون في إصلاح دولتهم لكي لا تقوم دولة ساحة التحرير.

لكي لا نصاب بالإحباط, علينا, نحن فئران الكيس, أن نعطي لأنفسنا الراحة التي تعيننا على أن نفهم أن لعبة الإصلاح التي صرنا في مواجهتها هي موجودة فعلا, وأن العبادي هو مصلح حقيقي, وإن وزراءه ومجلس نوابه ومجلس قضائه يؤمنون حقا بالإصلاح وليسوا كاذبين أو منافقين أو دجالين. موفق الربيعي يؤمن بالإصلاح وكذلك علي الأديب وحتى المالكي. مجلس القضاء يؤمن بالإصلاح وكذلك هيئة النزاهة. مديرية الوقف السني تؤمن بالإصلاح وكذلك مديرية الوقف الشيعي وكذلك هيئة الحج أيضا.
إنما المهم, قبل كل ذلك, أن نتعرف على الدولة التي نريد لها الإصلاح : دولتنا أم دولتهم.
ولكي نتمكن على الإجابة علينا أن نتخلص من دوار الفئران أولا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد الجرف المالح
- الدعوة لتشكيل قيادة موحدة وعلنية للتظاهرات
- علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد
- في الدين والسياسة والميكافيلية
- تقرير لجنة الزاملي الخاص بضياع نينوى
- رسالة من الجماهير العراقية في فرجينيا وواشنطن العاصمة
- المالكي في ضيافة خامنئي
- الإصلاح , إيمان به أم من أجل منع الإنفجار.
- حينما يدخل الميل في المكحلة ستثبت الرؤيا ويقوم الدليل
- أزمة الكهرباء هل هي أزمة تقنية أم أزمة سياسية
- الطائفية الرقمية
- المالكي والسعودية
- العدو الآجل والعدو العاجل .. تركيا وداعش إنموذجا
- نووية إيران
- الصفوية إيرانيا .. الصفوية عراقيا
- الصفوية .. فارسية المولد عراقية بالتبني
- علي غيدان وتبرئة المالكي من وزر إحتلال نينوى .. (عصفور كفل ز ...
- البحث عن قاتل علي بن أبي طالب
- علي بن أبي طالب .. شر القتلتين هي الثانية
- مصطفى الصوفي في رحلتة الى ايران .. قراءة أولى


المزيد.....




- تحليل لـCNN يُظهر كيف تحولت الاحتجاجات السلمية في بنغلاديش إ ...
- محمود عباس أمام البرلمان التركي: قررت الذهاب إلى غزة مع جميع ...
- أوكرانيا تنفذ هجوما جريئا على كورسك.. اختراق استراتيجي قد يغ ...
- ثقة الديمقراطيين في هاريس تتفوق على بايدن في ملف المناخ والش ...
- أسوأ نتيجة منذ إعادة التوحيد.. ما أسباب تراجع ألمانيا في الأ ...
- مطالبة أممية بضرورة تحسين ظروف الاحتجاز في سجن -جو- في البحر ...
- ذكرى عودة طالبان.. آلاف الأفغان المهددين في انتظار دورهم للج ...
- لوكاشينكو: هدف الغرب إسقاط أكبر عدد من الضحايا بين الأوكراني ...
- مطار مدريد يعزز الإجراءات الوقائية من جدري القردة
- لوكاشينكو: روسيا لن تتأخر في إرسال قواتها إلى بيلاروس إن تعر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.