أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ديبان - محاكمة صدام...والعرب














المزيد.....


محاكمة صدام...والعرب


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لي في هذا اليوم ما لأخوتي العراقيين من غبطة وسرور,و كثيرا من الشماتة والتشفي,مع بدء محاكمة ديكتاتور زمانه وكل الأزمان..المسخ العروبي الشعوبي صدام حسين..حيث اليوم لا يتشابه مع سوابقه من ماضي الأيام..اليوم يحاكم القاتل على ماإقترفت يداه من قتل تعذيب وتشريد ونفي وهتك للأعراض والحرمات,وسلب للأموال والممتلكات في سالف الأيام..اليوم يخضع المجرم ذليلا في قفصه..عيونه لا تجرأ أن تواجه عيون ضحاياه وآهاليهم الذين لم يمنحهم الديكتاتور أبدا حق المحاكمة الذي يتنعم بها اليوم..وهو الحق الذي لا وجود له في دساتير الطغاة ومصطلحاتهم..اليوم موعد المحاكمة وحتى تاريخ إعدام الديكتاتور الذي أتمنى أن يكون قريبا جدا...ستبقى أرواح الضحايا قلقة..الضحايا الذين عثر على رفاتهم في مقابر الديكتاتور التي غطت أرجاء الوطن العراقي...وأرواح أولئك الذين لم يعثر على رفاتهم الطاهر بعد...منهم في أرض العراق قتلوا غيلة بأيدي الديكتاتور وأزلامه..ومنهم من يرقد رفاته الطاهر في مكان ما من هذه الأرض..من أقصاها الى أقصاها..ممن قضوا نفيا وقهرا..

اليوم وإلى حين موعد تنفيذ القصاص ستبقى روح صديقي العراقي(الشيعي الشيوعي المستقيل)تسائلني هل آن لي أن أرتاح أم بعد؟...صديقي الذي كنت وإياه نحتفل سنويا بميلاد ابنته ولمدة تجاوزت العشر سنوات هي عمر صداقتنا حتى فارقني قهرا... ابنته التي لم تمكنه أفعال الديكتاتور وأزلامه من أن يراها..حيث غادر وطنه وهي لم تزل بعد في بطن أمها...صديقي الذي فارقني ولم يجد قبرا له, ذلك أن الإسلاميين قالوا شيوعيا والشيوعيون قالوا لقد استقال,مم اضطرني بعد هذا الفصل المؤلم حتى النزيف أن أزوَر بعض الأوراق حتى أتمكن من أن أواريه الثرى كشهيد(وهو من يستحق صفة الشهادة بكل جدارة) في مقبرة شهدائنا في مخيم اليرموك...ذلك الصديق الذي فارقني وتركني وحيدا أضيئ شمعة بمناسبة غيابه وشمعات بعيد ميلاد ابنته التي لم يراها ولا أنا رأيتها.


صديقي هذا واحدا من ملايين ضحايا الديكتاتور الذي يحاكم اليوم, هذا الديكتاتور الذي مازال يجد من يصفق ويطبل ويزمر ويسبح بحمده من الكثير الكثير من العروبيين,ولأسفي الشديد من هؤلاء الكثير من أبناء جلدتي الفلسطينيون...وهم الذين يفترض بهم أن يكونوا الأكثر احساسا بمعاناة إخوتهم العراقيين..لأنهم ولدوا من رحم الألام والمعاناة..ولكنهم لم يفعلوا..وكان المنطقي أن يكونوا هم قبل غيرهم ضد الديكتاتور وأفعاله الإجرامية ومنها إحتلاله لدولة الكويت...لأنهم عرفوا وعايشوا الإحتلال وقسوته..ولكنهم لم يفعلوا..ولافرق بين احتلال واحتلال...والسكوت والرضا عن احتلال الصداميون للكويت يقدم للإسرائيليين مبررا ذهبيا لأن يشرَعوا إحتلالهم لبلدنا...ولماذا كان هذا الموقف الغريب ومازال؟ ولم يجني الفلسطينيون حقيقة من الدكتاتور غير الدمار والقتل وشق صفوفهم وصفوف منظماتهم وإطالة أمد معاناتهم...بينما قد نجد تبريرا(مصلحيا رخيصا وطائفيا ضيقا) لهؤلاء الذين يطلقوا على أنفسهم مثقفين وهم الذين باعوا بقية ضمائرهم وأقلامهم الموبوءة في سبيل كوبونات النفط,وهدايا الديكتاتور الثمينة المسلوبة من خيرات وأموال العراق والعراقيين,ومنهم من وقف مع الديكتاتور لأن أغلب ضحاياه من الشيعة(الروافض الكافرين).


بالأمس صوت العراقيون على دستورهم الجديد وبغض النظر عن النتيجة فقد سجل العراقيون أكبر نسبة في التاريخ العربي تذهب الى صناديق الإقتراع رغم الإرهاب ومفخخات الموت ...ذهبوا للصناديق راضين مرضيين,وقد أرادوها رسالة مدوية تصل للديكتاتور ولغيره من العروبيين والمتأسلمين بأن العراق بخير وما ينقصه سوى أن يرفع الحاقدين الحاسدين أياديهم عنه وعن أهله ,واليوم هو يوم الحساب المبين..ليس للدكتاتور وأزلامه فحسب..ولكنه يوم حساب لكل من وقف وساند ودعم الديكتاتور وأفعاله من العروبيين القومجيين والسلفيين الإرهابيين وبقية القوم العنصريين.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الأسد وفلسفة الصبيان
- من قتل غازي كنعان؟
- ليتني كنت عراقيا
- بشار الأسد..اللهم نفسي
- حماس بلا خجل أو حياء
- حمدا لله..لم يلتزموا بالإسلام
- نعم عرب ولانخجل!!
- طارق رمضان وأضعف الإيمان
- هل تغعلها الحكومة العراقية؟
- خالد مشعل والمقاومة العراقية
- وطن أم عقار
- انهم يرقصون على جراحنا
- !!!بيان تهديد رقم 2 الى سيد القمني
- الارهاب...الى متى؟؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ديبان - محاكمة صدام...والعرب