أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالإله الياسري - هيلين














المزيد.....

هيلين


عبدالإله الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 13:22
المحور: الادب والفن
    


هيلين
شعر عبدالإله الياسري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيلين طفلة عراقية الأب مغربية الأم.أبوها من مدينة (الشَطْرَة) وأمها من مدينة (وَجْدَة) .
في السنة الخامسة من عمرها.إضطرتها الظروف العربية إلى أن تهاجر بشكل من الأشكال
من (المغرب الأقصى) الى (كندا) بلاد الثلج طالبة اللجوء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيلينُ ياهيلينْ
ياطيبَ نفحةِ زهرةٍ إذ تهمسينَ وتجهرينْ
ورفيفَ جنحِ فراشةٍ إذ تلعبينَ وتركضينْ
وهدوءَ خطوةِ قطـّةٍ إذ تصعدينَ وتنزلينْ
ياطفلةً إنسيةً
وأكاد أحسبُك الملاكَ رزانةً إذ تجلسينْ
قدَّستُ في عينيكِ آلهةَ المحبّةِ والسلامْ
وكفرتُ صوفيّاً بدينِ الحاقدينْ
هيلينُ ياهيلينْ
وكأنَّ لحناً مغربيَّ العزفِ شرقيَّاً بصوتِكِ
فيه يمتزجُ (الموشَّحُ) و(المقامْ)
وكأنَّ سنبلةً بشعرِكِ راح يَخضبُها الغروبْ
من حقل( وجدةَ) في الحصادْ
وكأنَّ (جمَّاراً) بلونِك من بساتينِ الجنوبْ
في( الناصريَّةِ) في العراقْ
يا ملتقى النخلاتِ بالزيتونْ
و(الهيلِ) بـ (النعناعْ)
و(العنبرِالشطريِّ) بالليمونْ
والبحرِ بالنهرينِ:دجلةَ والفراتْ
وندَى ابتسامِ القانعاتْ
بلظى احتجاجِ الثائرينْ
هيلينُ ياهيلينْ
لم تَفزعي يوماً كأختِكِ في العراقْ
لم تسمعي صوتَ الرصاصِ
ولم تَري مجرى سواقٍ من دماءْ
لم تعرفي الأحزانَ في (بغدادَ) أو معنى السوادْ
أبداً ولا سجنَ الرجالْ
أَلحارسينَ القشرَ من ثمرِ النساءْ
أَلمُفترينَ على كلام الأنبياءْ
إذْ تلبسينْ
ماتلبسينْ
فتطوِّلينْ
وتقصِّرينْ
ببراءةِ الأَفراخِ تحلمُ أَنْ تُحلِّقَ في السماءْ
لا تُدركينَ مآسيَ الطيرِ الشريدْ
كلُّ الزمانِ لديكِ عيدْ
جَذلَى بصبحٍ في (الرباطِ). ترفرفينْ.
هيلينُ ياهيلينْ
قد قبَّلتْ شفتايَ خدَّكِ بالدموعْ
عند الوداعْ
إنّي لأبكي فيكِ مأساةَ الطفولةِ والضياعْ
والوردَ في عصفِ الليالي والشموعْ
هيلينُ ياهيلينْ
أَوَ تعلمينَ لأيِّ مرسىً تُبحرينَ بلا شراعْ؟
ولأَيِّ موجٍ سوف يقذفُك القدرْ؟
أَوَتعلمينَ لأيِّ مجهولٍ تشدِّينَ الرحالْ؟
وتصارعينَ بريشةٍ للطيرِ عاصفةَ الخطرْ؟
حلماً بشئٍ كالخيالْ
كي تطلبي(حقَّ اللجوءِ) الى الجليدْ
فلعلَّ في ثلجٍ بآخرِ هذه الدنيا وطنْ
ولمَ اللجوءُ؟لمَ اللجوءُ إلى الجليدْ ؟
أوَتعلمينَ الثلجَ قد هزمَ البطولةَ والحديدْ
ولوَى أُنوفَ الأقوياءِ الغالبينْ
هيلينُ ياهيلينْ
يابنتَ وادي الرافدينْ
بئس الزمانْ
ياليتني قد كنتُ أَمتلك العراقْ
حقَّاً فأُرجعه إليكِ غداً وأُلبسكِ السلامةَ والأمانْ
وأُريكِ رايتَه مرفرفةً وأُسمعك النشيدْ ـ ـ
وأَلمّ بعضَ دمي المراقْ
أَنا عمُّكِ المذبوحُ حزناً
كالحسين من الوريدِ إلى الوريدْ
أَرايتِ كيف يكون ذبحُ الشاة بالسكّينْ؟
هيلينُ ياهيلينْ
لاتكبري
كي لاتحسّي مايحسُّ به العراقيّون من وجعِ الحياهْ
وستكبرينْ
رغم المنافي والطغاهْ
وستُورقينَ وتُزهرينْ
وستَملأينَ سِلالَ عمركِ بالثمرْ
رغم الحجرْ
وستحلمينْ
مثل البناتْ
وستَفرحينَ وتُفرحينْ
هيلينُ ياهيلينْ
ياحلوةَ الغيماتِ يا حلمَ الشجرْ
وكأنّ سنبلةً بشعرِكِ سوف يخضبُها الشروقْ
يوماً وينهزمُ الظلامْ
ليُطلَّ صبحٌ للطفولةِ والسلامْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرباط/ المغرب
صيف 1987م



#عبدالإله_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة النار
- مرثاة
- تساؤلات نَوَار
- ماقصة هذه القصيدة؟
- أحزان الصمت
- وقفة عند مجموعة- أوراق من يوميات حوذي-
- قافلة الاحزان
- إنتصار الشهيد الجزء الثاني
- إنتصار الشهيد الجزء الأول القسم الرابع
- انتصار الشهيد - الجزء الأول - القسم الثالث
- إنتصار الشهيد الجزء الأول القسم الثاني
- إنتصار الشهيد الجزء الأول القسم الأول
- أوراق السكين
- حول-مدارات صوفية-ل هادي العلوي
- ابصق على الرماد
- برازخ النار/ شعر
- مقتل زرياب


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالإله الياسري - هيلين