ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 09:25
المحور:
الادب والفن
مرحى .. ولعنات
شعر: هزرفان
ترجمها عن الكردية: ماجد الحيدر
في ضباب الذكريات،
ذكريات الوحشة.
مفعماً كنتُ بعصافير حبِّ الاشتياق.
أنتِ يا سيدةً
مخلوقةً من أمواج غمامٍ وردي
ادني منّي
أكثر فأكثر.
اقتربي بكل ما تقدرين
حتى فناء الأكوان.
مرحى للسكينة التي
تحل على مستعر الأحاسيس
مرحى للمعجزة التي
تذيب النأي، تحيله وصالا.
تنقّلي أنى شئتِ
في حجرات دمي.
الف مرحى للأعصاب التي
انصهرت وتداخلت.
أ فهل أنسى ذاك الحذاء المتهرئ
الذي لم يستر ظاهر أقدامي
متهالكاً كان
لا يدفع برداً أو صقيعاً
بائساً خلاّني.
لعنات عليه
إذ فرَّ من قدمي
أرغمني أن أسير حافياً
فوق ذاك الثلج.
لعنات عليه،
ذاك القميص الممزق الخفيف
الذي ما ستر جسدي
شتت الحول مني
وعافني.. منكمشاً وحيداً.
لعنات على الأغنية الحزينة
تلك التي اخضرّت بحلقي.
لعنات على الرغيف الذي ما كان
ولا سكّن جوعي
وأطارَ مع الريح قوّتي.
لعنات على الوجع الذي
أسأمني في محبسي
وأطلق من فمي صرخةً كسيرة.
لعنات على الظالمين الهازئين بصرخات الألم
على ذاك الجرح الذي ظل فاغراً
على ذلك الخوف من الأنفالات
الذي ما بارحني.
ألف مرحى لرأفة الرغبات.
ادني منّي
أكثر فأكثر.
تقدمي صوبي ما استطعت
بحبائلك الرؤومة.
وعمِّدي ي كفيك ملياً
فوق صدري
كي نتطهر من هذي النكبات
بعد أن نغتسل من الذنوب.
مرحى لكل لحظات السكينة
مرحى للدقائق التي
تفرغني بجوف القصيدة.
لعنات على الريح التي تأتي بالقيود.
كل اللعنات على الصمت الذي يصنع القهر،
ذاك الذي –تعلمين- يشد أزر الطغيان
حين يتوقف طلاب الحرية المقاومون
عن انتظار الوقت.
قد اجتزت الصعاب
وتذوقتُ الارتحال
وبمحض الكلمات
خلصتُ من الآلام.
لكنني أبداً ما نسيت
تلك البندقية التي
التي تعطّبَتْ في يدي
في جبهة الحرب.
لم يكن لي بدٌ من الوقوف
على جثمان رفيقي
وحمل بندقيته التي
لمّا تجف من دم.
بَلى فلتنزلِ اللعنات
في تلكم اللحظات
على كل الضغائن والأحقاد
لكنني ما أردتُ غير الثبات،
غير حفظ الحياة!
كل اللعنات على أوجاع الاكتظاظ بالموت
تلك التي احتلت دمي الهائج
وصوبَت شُعيرةَ التسديد في بندقيتي
لجبهة الأعداء.
لعنات على الغيض الذي
ما فتئ يغلي
ويسيل المزيد من الدم.
لعنات على الجَور الذي
سدَّ درب انعتاقي.
ومرحى لكِ، مرحى
يا أنتِ القادمة من وردي الغيوم.
كم مرة تشظيتُ فيها
وفززتُ من نومي
برؤاه المخيفة
كم مرة في رحب الآفاق
تخبّطتُ ولفّتني
نهارات التغرب والارتحال!
اقتربي اذن يا جميلتي
بكل ما تملكين
حتى نبلغ التماهي.
مرحى للعناق.
عبئيني بالعشق
بلليني بأمطار المحبة الناعمات
ألف مرحى لاندحار الجفاف.
لا، لا أريد الوحدة.
أريدك مثل شجرة تثمر الحب
أزرعها مَثنىً في روضة العشق
لنلتف على بعضنا
مثل "ميشي وميشانة" الخليقة (1)
لعنات على هراوات الإرغام
على علل الافتقار
على من يصنع الوحشة
ويقيم السدود!
2010
عن مجلة (به يف) الصادرة عن اتحاد الأدباء الكورد-دهوك-العدد 69-2014
(1) ميشا وميشانه: في قصة الخليقة المندائية. هما الرجل الأول والمرأة الأولى (آدم وحواء) وقد خلقا من فرعين لعشبة الراوند.
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟