|
إبداعٌ في التحايُل
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 01:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ بدأ الأزمة المالية في أقليم كردستان وإعلان خلو المصارف الحكومية من السيولة ، قبل أكثر من سنة ونصف .. ظهرتْ تجارة عجيبة وغريبة .. وهي تجارة ( الشيكات او الصكوك المصرفية ) . حيث ان الدوائر الحكومية ، قامتْ بتقديم شيكات بمبالِغ للمُقاولين والتجار ، مُقابِل الأعمال المُنفَذَة والسلَع المُجّهَزَة ، وأخبَرَتْهم بأنهُ لاتوجد سيولة نقدية في البنوك .. وعليهم الصبر والإنتظار ، بضعة أسابيع لحين حَل الأزمة . لكن الأسابيع طالتْ وأصبحتْ شهور طويلة ... والعديد من هؤلاء المُقاولين والتُجار ، كانتْ عليهم إلتزامات مالية مُلِحة ... والحكومة تقول : ان البنوك فارغة ! . هُنا .. كانتْ المافيات جاهزة للإبداع ... فرّوجتْ أن بإمكان المُستعجلين [ بيع ] شيكاتهم في سوق البورصة أي سوق تبديل العُملات .. فعلى سبيل المثال ، ان مُقاولاً معهُ شيك ب " مئة مليون دينار " .. فيقوم صاحب مَحل الصرافة ، بشراءه ب " تسعين مليون " ! . أما صاحب الصرافة ، فيكون قَد نّسَقَ مُسبَقاً مع الجهة المُتنفِذة في البنك ، حيث يصرف الشيك ب " خمسة وتسعين مليون " .. فيكون قد ربحَ خلال ساعات ، خمسة ملايين ، وشريكه في البنك ربح خمسة ملايين ! . إستمرَ هذا الوضع لعِدة أشهُر ... ثم إرتفعتْ النسبة تدريجياً ، لتصبح 15% ، ثم 20% لتصل إلى 30% وحتى 40% ... وفوق ذلك .. لم تعُد هنالك حاجة الى ( وسيط ) مثل صاحب مَحل صرافة .. فأصبح الأمر يجري ، بينَ أشخاصٍ في البنوك مُباشرةً وبين صاحب الشيك .. والأنكى ، أنه أصبحتْ الشيكات ذات المبالغ " الصغيرة " مثل مئة وخمسين مليون أو مئتَي مليون ، صعبة الصَرف ، لأنها ( ما تسْوى !! ) .. وباتتْ الشيكات الدسمة ، ذات الثمنمئة مليون أو المليار ، هي المُفّضلة ! . أحد الكُرد المُهاجرين الى الدانيمارك ، من ذوي النيات الطيبة ، جاء الى الأقليم قبل ثلاث سنوات ، وجلب معهُ جزءاً مُهما من رأسمالهِ والعديد من الآليات .. وحصل بالفعل على مُقاولة صغيرة ، قامَ بتنفيذها .. وأعطوهُ شيكاً ب ( 175 مليون دينار ) ... لم يستطع صرفها .. ودّلوهُ على الطريقة التي يتمكن بها من إستحصال قيمة الشيك " بعد إستقطاع المقسوم ! " .. ولكنهُ تفاجأ بأن الشخص الوسيط ، أخبرهُ ، بأن المبلغ صغير ولا يستأهل .. إلا في حالة إستقطاع 33% من قيمته ، لأن الحصص كثيرة !! . إضطرَ صاحبنا لصرفه ، ثم باع آلياته كيفما إتفَق .. وشَد رحاله الى الدانيمارك .. خائباً ، نادماً . أن التجارة بالشيكات المصرفية .. بالطريقةِ أعلاه .. هو حقاً ، إبداعٌ في النهب وإيغالٌ في النصب والتحايُل . .......................... جوهَر الموضوع ، هو ليس الفساد المُستشري في جميع المفاصِل .. فذلك تحصيل حاصل .. ولكن .. صَرف كل هذه الشيكات ، يعني ببساطة ، ان البنوك لم تكُن خالية في يومٍ من الأيام من السيولةِ النقدية . .. فكيف يُمكن الوثوق بكلام مثل هذه الحكومة وكيف يمكن تصديق وعود مثل هذه الإدارة ؟!
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيلادزى
-
العريف بنيامين
-
شطرنج
-
عزيزة
-
ضِد الجميع
-
لِتصْمُت طُبول الحرب الداخلية في الأقليم
-
بينَ الهمسةِ والصَرخةِ
-
الأرنبُ الهِندي
-
هل حضْرتكَ تكريتي ؟
-
ما أجمل عبارة ( وبأثَرٍ رجعي )
-
في بغداد .. ثّمة أمَل
-
صديقي الذي ( طابَتْ لهُ الكَعْدة )
-
التيار الديمقراطي العراقي في نينوى ، يستذكر فاجعة سنجار
-
على هامش الإعتداءات التركية على الأقليم
-
ساعات وساعات
-
مَرّةً اُخرى .. الطائرات التركية تقصف الأقليم
-
الغسّالة اللعينة
-
ملك طاووس ، يرعاك يا ( آشتي بدل جندي )
-
حَقاً ... مَنْ يدري ؟
-
الإتفاق النووي الإيراني .. عراقياً وكردستانياً
المزيد.....
-
لماذا يحذر فائزون بنوبل من تولي ترامب رئاسة أمريكا مجددا؟
-
إسرائيل تعلن مقتل -عنصر في الجهاد-.. و-أطباء بلا حدود-: كان
...
-
بالونات القمامة من كوريا الشمالية تؤخر الرحلات بمطار سيئول
-
إبرام عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
-
نيجيريا تستخدم الذرة المعدلة وراثيا لسد أزمة الغذاء رغم مخاو
...
-
تحذيرات دولية من مجاعة بلغت حدا -حرجا- في غزة
-
مع إعلان الاحتلال قرب انتهاء الهجوم برفح.. احتدام المعارك جن
...
-
لأول مرة منذ عام.. وزير الدفاع الأميركي يتحدث مع نظيره الروس
...
-
توقيف 4 أشخاص في بريطانيا لاقتحامهم حديقة منزل رئيس الوزراء
...
-
باتفاق لإطلاق سراحه.. أسانج يقرّ بالذنب أمام محكمة أميركية
المزيد.....
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
المزيد.....
|