اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 00:06
المحور:
الادب والفن
على الرمال المتحركة اشيد قلاع الوهم التي تغمرها سحب السراب
من نار وطين وسامة
وحجارة الظلام القائمة على جماجم ابرياء
تعلوا ابراجا تناشد الربوبية في تطاول صريح على السماء
في يوم مطري كنت ادرك ان عيون اله تذرف عبرات الرحمة
كنت ادرك ان حلم الخالق
يفوق قسوة البشر
يفوق سطوة الشر
في حرائق الزمن ورياح القدر التي تدثر احلام العاشقين
القلب البارد وانشودة الصمت العالقة في اشجار البائسين
هاانذا احتسي الكابة المرة في كؤوس الفجر الذبيح
هاانذا اصلب الف الف مرة في الثانية في جلجلة السيد المسيح
هاانذا شريدا في الوطن اتكا على ارضنا الحبيبة الثكلى التحف الريح
هاانذا احيى من جديد بعدما اسبانيون احرموا جسدي للهلاك
تحولت الى جمالا يسطع في طبيعة اشياء التي يسكنها روح الربيع
صرت فينقا يطلق صرخة الخلود المذوية في ارجاء
كنت دموع حبيبتي الخائنة التي كانت تنتشي وتتالم معا لحظة صلبي على خشبة اخصاء
كنت اعينها حيث يؤرقني الرحيل بعيدا عن شماتة الغرباء
شعرت اني غريبا
فادركت ان اندلس صارت غريبة ايضا
شعرت ان عصر العروبة الذهبي قد ولى
فادركني الخوف ان اموت بين الغرباء حيث لاتدرف عني عبرة واحدة
كنت الروح واللحد
الجثمان والقاتلة التي اعشقها
هكذا اشيد قلاعي تحت ظلال الرعب
وضوء القمر الفضي ينير درب ارواح نحو مبتغى العناق اثير
في ليلة ممطرة
في جزر امل
في مدن محاصرة
هناك على ضفاف الياس اقارع المستحيل
لانتصر للعشق واهزم القدر
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟