أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - المجرمون و النظام الإجرامي وراء موت اللاجئين فى النمسا















المزيد.....


المجرمون و النظام الإجرامي وراء موت اللاجئين فى النمسا


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 22:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المجرمون و النظام الإجرامي وراء موت اللاجئين فى النمسا
جريدة " الثورة " عدد402 ،31 أوت 2015
Revolution Newspaper | revcom.us
http://revcom.us/a/402/criminal-system-behind-deaths-of-refugees-in-austria-en.html

" جوهر ما يوجد فى الولايات المتحدة ليس ديمقراطية و إنّما رأسمالية - إمبريالية و هياكل سياسية تعزّز الرأسمالية - الإمبريالية . و ما تنشره الولايات المتحدة عبر العالم ليس الديمقراطية و إنّما الإمبريالية و الهياكل السياسية لتعزيز تلك الإمبريالية ."
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 43 ، 16 أفريل 2006 ؛ " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 1:3 ، ترجمة شادي الشماوي ، مكتبة الحوار المتمدّن )

العالم أو بالأحرى الجزء منه القادرعلى الشعور الإنساني متعب و مصاب بالفزع من هول الصورالقادمة من النمسا أين وقع جمع جثث 71 لاجئا من شاحنة تُركت على الطريق السيارة . و من الموتى 4 أطفال عمرهم بين 8 و 10 سنوات و طفل عمره زهاء 18 شهرا . و تذكّرنا هذه الصور الفظيعة بضلال فظاعات أخرى قديمة و حديثة إقترفت فى حقّ المهمّشين و الضحايا الذين تركوا ليموتوا فى قارات أو شاحنات حول العالم بما فى ذلك فى الولايات المتحدة الأمريكية .
فرك المسؤولون الأوروبيّون أيديهم وأبعدوا أنفسهم عن اللوم . و هم يدينون المجرمين لوقت قصير الذين ضلّلوا هؤلاء اللاجئين اليائسين و تركوهم يموتون ميتة شنيعة . لكن هؤلاء المهرّبين ليسوا سوى الحلقة الأخيرة و الأصغر فى سلسلة الأحداث أمّا المصدر فهو النظام العالمي للإستغلال والإضطهاد .
الدليل الأول للأطراف المدانة فى حادث موت هؤلاء 71 إنسانا هو وثائق السفر السوريّة التى تم ّ العثور عليها لدى الضحايا . و إعتمادا على ذلك و على أدلّة أخرى ، إستنتجت السلط أنّ الضحايا قدموا من سوريا . لكن هنا أوقفوا القطار .
و السؤال الذى يفرض نفسه هو : لماذا يفرّ الناس من سوريا إلى أوروبا ؟ وكما ورد فى تقرير لنا فى الأسبوع الفارط ، عند تغطية هجمات الشرطة على المهاجرين على حدود اليونان و ماسيدونيا ، شنّت الولايات المتحدة و حلفاؤها الأوروبيّون الغربيّون أساسا حربا فى سوريا ليدفعوا إلى الوراء منافسيهم وخاصة روسيا و إيران الذين يتمتّعان بعلاقات وثيقة مع النظام الرجعي للأسد . و للقيام بذلك ، موّلت الولايات المتحدة و حلفاؤها أو أطلقوا أيدى قوى مسلّحة رجعية كثيرة - أغلبها من الأصوليين الإسلاميين الذين ترى الولايات المتحدة راهنا أنّ من مصلحتها تشجيعهم . وقد إستطاعت الدولة الإسلامية / داعش نفسها أن تستفيد من الفوضى التى نجمت عن تحرّكات الولايات المتّحدة ضد الأسد فإفتكّت السلطة فى مناطق شاسعة من سوريا بما أجبر الملايين على الفرار . و قد تحوّلت سوريا إلى جهنّم على الأرض جرّاء الحرب الأهليّة المستمرّة و المتعدّدة الجوانب – ومع نهاية 2014 ، غادر 11.5 مليون شخص منازلهم .
وفق منظّمات حقوق الإنسان ، كلا الجانبان المتنازعان بمن فيهم القوى التى تدعمها الولايات المتحدة ، يبحثان عن تشكيل نظام جديد متماسك و قد مارسا الإختطاف و التعذيب و الإبادة الجماعية لمعارضيهما و للمدنيين . مات عشرات الآلاف فى سوريا و نزح مئات الآلاف و يعيش الكثير منهم فى ظروف بؤس فى مخيّمات لاجئين أو أسوأ ( أنظروا مقال " ما الذى يدفع ملايين المهاجرين إلى جهنّم على الأرض" ).
حمام دم صنعته الولايات المتحدة :
كأمر واقع ، هناك العديد من الإشارات على أنّ حكّام الولايات المتحدة ليسوا يسلكون سياسة الحثّ على الحرب فى سوريا فقط بل أيضا يعملون على إطالة الوضع الجهنّمي فى سوريا . كتب إدوارد ن . اوتواك وهو مستشار بارز للطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة فى شؤون السياسة الخارجيّة ، فى النيويورك تايمز ( 24 أوت 2013 ) : " سيكون إنتصار أي من الجانبين على حدّ سواء غير مرغوب فيه من قبل الولايات المتحدة " و انّ إنتصار نظام الأسد " سيكون كارثيّا " و سيمثل تهديدا مباشرا لكلّ من الدول العربيّة السُنّة و لإسرائيل ... و سيمثّل إنتصار المتمرّدين أيضا منتهى الخطر على الولايات المتحدة و عديد حلفائها فى أوروبا و الشرق الأوسط ."
بكلمات أخرى ، حكّام الولايات المتّحدة فى وضع جيّد بينما الآلاف يموتون و الملايين يهجّرون فى ظلّ هيمنة عامة للإرهاب طالما أنّ هذا الوضع يخدم مصالحهم . لا يعدّ هؤلاء بشرا و لا قيمة لهم أصلا فى المنطق الرأسمالي – الإمبريالي .
بحثا عن البقاء على قيد الحياة ، سعى ملايين السوريين إلى الهجرة فرارا من الجنون و الموت . و قد نجحت نسبة مائوية ضئيلة منهم فى العبور إلى أوروبا . و ذات النظام الذى دفع هؤلاء الناس إلى مغادرة منازلهم ، و يتركون ليختنقوا فى خلفية شاحنة ، يدينهم على أنهم " غير قانونيين " و " المستغلّين" و " مجرمين " .
تحرّكات الولايات المتحدة تزيد الطين بلّة :
تجعل مؤامرات و تحرّكات السلط الأخيرة لإمبراطوريّة الولايات المتّحدة و منافسيها الوضع السوري أسوأ . ففى أواخر جويلية ، أمضت الولات المتحدة و تركيا إتفاقا بموجبه تلتحق تركيا ، القوّة الرجعيّة فى المنطقة ، بحرب الولايات المتحدة ضد داعش تقريبا مقابل موافقة الولايات المتحدة على أن تقذف تركيا القوات الكرديّة فى سوريا و تركيا .
الأكراد شعب مضطهد قُسّمت أمّتهم إلى أجزاء بين سوريا و تركيا و العراق و إيران . و مباشرة إثر الإتّفاق ، شنّت تركيا بضعة هجمات ضد أهداف داعش فى سوريا ثمّ بسرعة أطلقت حملة قصف بالقنابل أوسع ( أكثر من مائة غارة حسب التقارير ) و كذلك هجمات عسكريّة و حملات سياسيّة موجّهة لهدف آخر هو قوى المعارضة الكرديّة ( لا سيما حزب العمّال الكردستاني ) .
و كانت القوى الكرديّة قد قاتلت داعش فى سوريا أساسا فى تحالف مع الولايات المتحدة لكن حكّام الولايات المتحدة ، فى هذه اللحظة على الأقلّ ، يرون أنّهم يكسبون أكثر بضمّ تركيا بصفة أقرب إلى حروبها فى المنطقة . و قد نشر مسؤول فى إدارة الدولة الأمريكية تغريدة على تويتر قال فيها :
" لقد قمنا بإدانة الهجمات الإرهابيّة لحزب العمّال الكردستاني فى تركيا إدانة شديدة و نحن نحترم تمام الإحترام حقّ حليفنا التركي فى الدفاع عن نفسه " بما يدعم فى الأساس الهجمات ضد حزب العمّال الكردستاني الموجود على لائحة الولايات المتحدة " للإرهابين " .
لذلك سيطلق هذا الإتّفاق الذى عقدته الولايات المتحدة مع تركيا يد المزيد من الإرهاب ضد الناس فى المنطقة بما فى ذلك فى سوريا وهو ينزع نحو دفع حتّى المزيد من الناس لمحاولة يائسة و خطيرة للسفر من سوريا إلى أوروبا .
أي نوع من النظام :
و مثلما كتبنا فى الأسبوع الفارط : " بفعل سير الإمبريالية التى جعلت حياتهم غير ممكنة ، غالبا ما لا يتمكّن المهاجرون من المناطق غير الصحّية من العبور إلى أوروبا . و بدلا من ذلك ، ينتهون إلى محاولة البقاء على قيد الحياة فى بلدان فقيرة أخرى – كتركيا و إيران و الباكستان . و بالنسبة لكلّ الديماغوجيا المعادية للمهاجرين التى ينشرها الفاشيّون الأوروبيّون الذين يشتكون من لماذا عليهم أن يضحّوا من أجل المهاجرين ، فكّروا فى التالي : أثيوبيا و كينيا وهما بلدان فقيران فى أفريقيا يحتضنان عددا من المهاجرين أكبر من الموجودين فى فرنسا و المملكة المتحدة [ أنجلترا ] ."
فى 2014 ، لجأ 60 مليون إنسان إلى الهجرة بسبب الحرب و الفقر و الإضطهاد المرتبطين بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة بالسير الجنوني للرأسمالية . و المجموعة الأكبر مطلقا مهاجرون من سوريا . و 71 شخصا الذين ماتوا ميتة شنيعة فى شاحنة فى النمسا و ملايين الآخرين الذين هم جزء من الموجة الجماهيريّة الأكبر من النازحين فى تاريخ الإنسانيّة ، ضحايا لسير الرأسمالية – الإمبريالية العالمية و حروبها . و يقف حكّام الولايات المتّحدة على قمّة الكلاب المسعورة فى عالم يسوده قانون الغاب .
----------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين / ...
- أحاديث هامة للرئيس ماو تسى تونغ مع شخصيّات آسيوية و أفريقية ...
- تونس السنة الخامسة : عالقة بين فكّي كمّاشة تشتدّ قبضتها
- سياستان للتعايش السلمي متعارضتان تعارضا تاما - صحيفة - جينمي ...
- اليونان : - الخلاصة الجديدة ترتئى إمكانيّة : القطيعةُ مع الق ...
- الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة و إيران : - الولايات الم ...
- الإتفاق النووي بين الولايات المتّحدة و إيران : حركة كبرى لقو ...
- مدافعون عن الحكم الإستعماري الجديد - صحيفة - جينمينجباو - و ...
- تقرير الأمم المتّحدة يكشف جرائم حرب الهجوم الإسرائيلي على غز ...
- الحرب الأهليّة فى اليمن و مستقبل الخليج
- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية - الحزب الشي ...
- عاشت اللينينيّة ! – بيكين 1960
- الفائز فى الإنتخابات البرلمانية التركيّة : الأوهام الديمقراط ...
- لتغادر الولايات المتحدة العراق ! الإنسانيّة تحتاج إلى طريق آ ...
- نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد خروتشوف : 1956 - 1963 - الفصل ا ...
- مقدّمة كتاب - نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة السوفي ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني – الماوي ) : عن ...
- دون عمل نظري ، لا طليعة شيوعية يمكن أن تظلّ طليعة - الحزب ال ...
- قتل فركهوندا جريمة فظيعة ( أفغانستان )
- مقالات تحليلية لأحداث مصر و ليبيا و سوريا من جريدة - الثورة ...


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - المجرمون و النظام الإجرامي وراء موت اللاجئين فى النمسا