|
مرجعية الوطن ومرجعية الغريب
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 00:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يفضل الامريكي أن يبقى النفط العراقي بدون شعب ، ، لانه يظن أن وجودنا كعراقيين مع النفط فيه مشاكل كثيرة له ولغلمانه ولادواته ورافعاته ، ويهددوننا مرة بالبعث ومرة أخرى بداعش ، ومطلوب دوليا وإقليميا ومحليا ، تخفيض السقف السكاني للعراق ، وهو مطلب سيشمل المنطقة بكاملها . المشروع في العراق هو مشروع إبادة ، عزلوا النفط جانبا ، وأبعدوا اليد العراقية عنه ، ولم يسمحوا لاي عراقي أن يتدخل في إمور النفط ، ماعدا المرجعية وأتباعها ، تلك المرجعية التي تحرس النفط وتؤمن مصادر الطاقة للغرب ، وكل فتاواها منذ أن دخلت بريطانية العراق مطلع القرن الماضي ، هي لصالح الغرب ، وخصوصا لصد المد اليساري الذي لاتستطيع القوى الغربية التصدي له الا بسلاح الفتوى ، والفتوى افضل حارس لشركة شل . صرح ممثل الامين العام للامم المتحدة لوسائل الاعلام أمام بيت السيستاني : لقد تناقشنا أنا والامام حول قانون النفط والغاز في العراق .... ولو سألنا أنفسنا قبل غيرنا : ماعلاقة الامم المتحدة بهذا القانون وماعلاقة مرجع غير عراقي به ؟. وبعد هذا التصريح كرمت شركة شل ( حسين شهرستاني ) لتحرره من الخوف ... ولم يقف العراقيون أمام هذا التكريم ، وماعلاقة النفط بالتحرر من الخوف ؟. شركة شل تستخرج الغاز العراقي ، وتبيعه على العراقيين بسعر 5 دولار ، يعني غاز العراق يأتي الغريب يستخرجه ويبيعه عليهم بأغلى الاسعار ، وفي المقابل تبيع مصر غازها لاسرائيل ب دولار ونصف . المرجع الشيرازي الذي نقل الحوزة من النجف الى سامراء ، أخبروه بأن التبغ الاسرائيلي يباع في بلده ايران ، فأصدر فتوى بتحريم التبغ ( التنباك ) ، وإمتنع حراس شاه ايران من تقديم الدخان لرأس الدولة ، إلتزاما بالفتوى التي صدرت من حوزة وطن ، لانها تشعر بخطورة التلاعب بالاقتصاد ولعبت الورقة الاقتصادية خدمة لايران . ولان ذلك المرجع حريصا على مصالح الامة ، ويستشعر الخطر ، سواء كان سياسيا أو إقتصاديا أو ثقافيا ، على العكس من المرجع المستورد وحوزة الدخلاء ، التي تبارك نهب ثروات العراق ، وتقف على مسافة واحدة من جميع أبناءها الحرامية . فلو كان المرجع ( الاعلى ) في العراق برئيا مما يحصل من نهب منظم لثروات العراق ، لماسكت وبارك . شركة كبرى تستحوذ على كل شيء في العراق ، ماتحت الارض ومافوقها ، والعراقيون يفرون من بلدهم ، ويغرقون في البحار والمحطيات ، وتستقبلهم ميركل الالمانية ، ويشتمها وزير خارجية لايجيد جملة واحدة في اللغة الانكليزية ، ويعلل ذلك بأن ميركل تريد أن تأخذ منه الكفاءات والطاقات الشبابية . أثناء الحصار الذي فرضته أمريكا وبريطانية لم تكن هناك مشكلة في توفير الغاز في العراق ، كان يكفي لحاجة منازل العراقيين ، وفي زمن ديمقراطية الاسلام السياسي الامريكي الايراني ، يستورد العراق الغاز من ايران ، وفيه شحة كبيرة . لم يملك العراق ماملك في زمن أحزاب ايران من ثروات ، والازمة مستمرة طوال الوقت ، وشركة شل وايران واتباعهما يبيعان الغاز على العراقيين ، وكلما خرج العراقيون بمظاهرة للخلاص من الفساد والنهب المنظم لثرواتهم ، تخرج عمامة من ايران ، وتصرح بأن ولي الفقيه يدعم الحكومة ضد الشعب ، وعمامة أخرى تصف الفقراء بأنهم نفر ضال ، ومنحرفون عقائديا ، وربما يقصدون أن الكهرباء حرام ولايجوز أن يطالب بها العراقيون ، لانها ضد الدين . وعمامة تتحدث من قم ، تصف من يطالب بالكهرباء بأنهم غير مسليمن وممولون من الخارج ، ووراءهم الشيوعية والعلمانية ، والامر دبر بليل لاستهداف التيار الديني . لم يجد الامريكي أفضل من أدوات الدين والمذاهب والعمائم والمراجع الكبار (سنييها وشيعيها ) لتوظيفها خدمة لمشروع امريكا في العراق . لعبت الادوات والرافعات الدينية لعبة من أخطر مايكون على حياة الناس في المنطقة العربية . حركة التضامن في بولندا ضد النظام الشيوعي ، تضامنت الكنيسة مع الحركة ، التي هي حركت العمال ، لان مصلحة الشعب البولندي أن ينتهي من الحكم الديكتاتوري ، فوقفت الكنيسة مع الشعب ، ولم تقف مع النظام الدموي ولا مع أمريكا التي كانت لها مصلحة في تقزيم الروس في بولندا ، وبعد أن حصل التغيير إنسحبت الكنيسة ، وإبتعدت عن السياسة ، ولانها مرجعية وطن وقفت مع الشعب . وكذلك شيخ الازهر عندما تصدى الشعب المصري للاخوان الذين يريدون شطب التأريخ ويحكمون مصر من غزة ، وتقديم الاسماء التي عفى عليها الزمن من امثال ( أبو حصرمة وعكرمة ) ، وبعد التغيير إنسحب شيخ الازهر ، لانه مرجعية وطن لامرجعية غريب . المؤوسسات الوطنية تختلف عن الدخيلة ، كالتي في العراق ، التي شرعت لاستباحة العراق ، وباركت نهب ثرواته ، منذ أن وصل الانكليز الى العراق . المؤوسسات الوطنية تختلف عن تلك التي تشتغل خارج الحدود ، وكذلك الحركات الاصولية مثل ( اخوان مصر وحزب الدعوة وحزب الحكيم وداعش ) وهذه المؤوسسات تأسست خارج الحدود ، ولاتمتلك جغرافيا معينة ، على العكس من المؤوسسات الوطنية التي لها جغرافيا معروفة . الازهر وكنيسة بولندا وغيرهما ، مؤوسسات وطنية لان العقيدة مرتبطة بمكان ، لاتقفز خارج الحدود ، أما في العراق فنجد أحزاب الدين يصلون خلف الخامنائي والشاهرودي ويقبلون يد الغريب ، وهذا دليل على عدم وطنية هؤلاء ، حتى تحسر العراقيون على أن تكون عندهم مؤوسسات وطنية ، من احزاب وحوزة وطن ، فيها إمام يخاطبهم بلغتهم . ويبدو أنه من الصعب في الوقت الحالي أن يتحقق حلم العراقيين بمؤوسسة وطنية ودولة مؤوسسات . المرجعية الوطنية يستعان بها في لحظات المأزق ، أما المرجعية التي تقدم الحرامية على أنهم بناءها ، يستعين بها الغريب لتقزيم العراق ، فهي تلك الاداة التي يحتاجها المحتل الغريب لتقزيم العراق وشعبه ، وهناك فرق واسع بين مرجعيات الوطن ، ومرجعيات مستوردة تفتي لصالح الغريب تجربة الثورة الايرانية وخصوصا الخميني كانت تحترم من قبل الاخرين ، لانها تشتغل وطنيا ، حتى وإن إختلفنا مع نظام ولاية الفقيه ، لانه في النهاية هو خيار وطني ، لامستورد . المرجعية الغريبة مزقت العراق لصالح الغريب المستعمر . ومن يشتغل لامنه القومي يحترم من قبل الاخرين ، أما من يشتغل على تصفير الدولة العراقية ، لصالح خيار مليشياوي ، يشتغل عمالة على طول الخط .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراقي برميل نفط
-
بإسم الدين باكونا الحرامية
-
احذروا النصب والاحتيال بإسم الدين
-
( داعش ) تحطم إصول القرآن في الموصل
-
حكومة أبو إجخيل
-
مآساة الطب في العراق
-
اللعب على المشكوف
-
داعش ... خنزير طروادة الامريكي
-
النفوذ الايراني في العراق
-
دستور الاحتلال الملغوم
-
لاجهاد تحت راية ضلال
-
الاسلام في خدمة الشيطان
-
( الولاية الثالثة ) للمختار
-
ثورات النعال في العراق
-
الجلاد المقدس
-
ايها الوحش ايها الاستعمار
-
المواطن ( ينتصر )
-
أنعاك يا ابن العم : خالد جامل الكرعاوي
-
السعودية وايران والحضن الامريكي
-
القدر مكان
المزيد.....
-
فيديو مراسم ومن استقبل أحمد الشرع عند سلّم الطائرة يثير تفاع
...
-
نانسي عجرم وزوجها يحتفلان بعيد ميلاد ابنتهما..-عائلة واحدة إ
...
-
-غيّرت قراراتنا في الحرب وجه الشرق الأوسط-.. شاهد ما قاله نت
...
-
ماذا نعلم عن الفلسطيني المقتول بالضربة الإسرائيلية في الضفة
...
-
باكستان: مقتل 18 جنديا و23 مسلحا في معركة بإقليم بلوشستان
-
واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة الس
...
-
قتلى وجرحى في غارات جوية إسرائيلية في الضفة الغربية
-
أحمد الشرع إلى السعودية في أول زيارة له خارج البلاد
-
ترامب يشعل حربا تجارية بفرض رسوم تجارية على كندا والمكسيك وا
...
-
-الناتو- يطالب ألمانيا بزيادة الإنفاق على الدفاع
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|