عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 00:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحنين الى زمن القذافي...!!!!!
بقلم/ عبد السلام الزغيبي
السنوات الاربع التي أعقبت رحيل حكم معمر القذافي الذي استمر طوال اربع عقود من الزمن ، لم تكن سنوات وردية مثلما حلم بها الليبيون الذين لطالما كانوا يحلمون بنهاية حكمه. في هذه السنوات انتشر السلاح واريقت الدماء، وعمت الفوضى والفساد، وانعدم الأمن والخدمات، وبدأت ترتفع اصوات الليبيين الذين كانوا يعارضون حكمه اكثر من اصوات الشامتين فيهم من انصاره، وبدت بعض الاصوات ترتفع تترحم عليه وهي كانت في السنتين الاوليتين لا تستطيع البوح حتى بأسمه ، واصبح البعض الان يحنون الى سنوات حكمه ، بحسرة لأنهم كانوا يشعرون بقدر ولو قليل من الامن والامان،رغم ما سببه للكثيرمن طبقات المجتمع من مآسي وفواجع.
ويتمنى البعض الان ان يعود نظام القذافي ، ليمسك بدفة قيادة سفينة البلاد التي تتلاطمها الامواج ويعود بها الى إلى شاطئ الأمان، وينهي مسلسل القتل المجاني، ومليشيات وكتائب ما يسمى بالثوار ومن ورائهم الساسة الذين تسلطوا على رقاب الناس ومقدراتهم وارزاقهم وقادوا اقتصاد البلاد نحو الهاويه وسمسروا في كل شيء واحتلوا مؤانئ النفط وسيطروا على المطارات والمنافذ البحرية والبرية، وساهموا في افقار الشعب وتمزيق النسيج الاجتماعي بين الليبيين، وفي تهجير العائلات وفي نزوحها عن مساكنها وديارها، وكل ذلك بحجة حماية مكتسبات وثوابث ثورة 17 فبراير، وهي الثورة التي استشهد من اجلها شباب بريئون من افعال هؤلاء الانذال.
شباب خرجوا بصدور عارية في مواجهة النار، لينعموا بالحرية والكرامة وللتخلص من ديكتاتور واحد اسمه معمر القذافي، ليجدوا انفسهم امام عدد متزايد من الديكتاتوريين،الذين تفوقوا على القذافي و نشروا الفساد والتدمير والدم، وفتحوا أبواب البلاد امام التدخلات الاجنبية ابتدأ من حلف الناتو، ونهاية من خلفاء بني عثمان، واقزام قطر،.. ليجعلوا من نجا من الموت او الفقد يرددون قول الشاعر:( رب يوم بكيت منه فلما....صرت في غيره بكيت عليه)... في تعبير صادق عن خيبة امل واحباط من نتائج ثورة كانوا يتوقعون ان تغير حالهم من حال سئ الى حال افضل، والمحصلة كانت انتقالهم الى حال اسوأ..
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟