أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلقاسم بن علي - لأنها للجميع, فهي ليست لأحد !!














المزيد.....


لأنها للجميع, فهي ليست لأحد !!


بلقاسم بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 16:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في جامعة ابن زهر, تعرفت على فتاة اسمها: ( ح. ث. أ). كانت فتاة من النوع المزيّف (تدير الزيف)، في انصياع لملائمة ذاتها مع الدين الاسلامي كمكون ثقافي, كانت تلبس سراويل لاصقة تُبرز كل شيء من نوع HD، في تماهي مع مفاهيم الحداثة والتنوير. وكانت تلطخ وجهها بكل أنواع الصباغة المتواجدة في السوق، لعلها تجسد ثقافة الاخر مخافة الاصطدام معه. وفي وقت قياسي, استطاعت ان تربي صدرا بارزا كجبل فودجي رغم حداثة عمرها، تغري به عواطف المكبوتين جنسيا من عشاقها, وأرداف مستديرة مكورة كبطيختين شهيتين تجذب اليها الاخر وتبعد عنها جحيم الاعداء بسيلان لعابهم .. فعيناها واسعتان كمحيط بلا قاع، وكلما نظرت إليهما ..أسبح ..أغرق .. يبتلعانني كقشة بلا وزن.. ولست الوحيد الذي يستفيق حينها باكرا قبل الجميع, لأبرز مفاتنها للأخر والعدو والجحيم.
مع مرور الوقت اتضح لي بالملموس, انها واقعة بشكل غير عقلاني في دوامة حب لا تكاد تتوقف ولو لبرهة, حتى اصابني الغثيان من كثرة اللف والدوران. فقد حصلت على معلومات تفيد بانها تخونني مع الـذ اعدائي, المخزن تارة, والمخزن تارة اخرى..
جاءت الايام, فتأكدت من الحقيقة المرعبة. فالفتاة متزوجة بشكل قسري غير معلن من أخي العجوز, وما كان عليها الزواج, فهي فتاتنا جميعا, والجنس الذي تمارسه مع ذاك العجوز كان له ان يكون تجريديا وفقط, وليس لائقا بها ان تبرز عن عورتها للجميع, في دهاليز التعري التي لم استطع الوصول اليها للأسف. فقبل ان تقدم لذاتها النقد التأزمي, ها هي اليوم حرقت المراحل واصبحت تقدمه للأخرين بدون مقابل. انها تتجاوز ازمة الذات وتحاول تصديرها, لتنتقل الى محاولة ايقاع الاخر في بضع مآزق منهجية او ايديولوجية او ... فبعدما كانت معنا في ما مضى بكرا, وشريفة بالمفهوم الاخلاقي, ها هي اليوم تتجرع مرارة الزواج اللا مبارك من قبل الجميع. ومباشرة بعد الزواج اراد اخي العجوز ان يسرع الانجاب كي يقوم بإعادة انتاج عجزة شبان مثله في التفكير والممارسة, لكنه والحمد لله انها عاقر لا تنجب داخل مؤسسة الاسرة, بل انها تنتج قطعا خارج الزواج.
انها بذلك, تكرس لنموذج فتاة تقليدية مستلبة مما يجعلها في نمطية تامة مع باقي الفتيات, فهي فتاة واقعة بين حب اعمى, لأسياد النزعة الفردية_ البرغماتية, الذين يعدون على رؤوس الاصابع, فكثيرا ما قيل على انهم يتبنون خطابا اكثر عنفا ويعانون من فراغ فكري ومن انعدام استراتيجية عمل واضحة, اللهم الشرعية التاريخية التي امتلكوها ليس في الحب, بل في البغض. وبين حب عقلاني لأسياد المواقف الجريئة والنقد الموجه دون لف ودوران, وهذا افضى الى انهم اليوم يعيشون في الهامش ويراد منهم بشكل مقيت التعاطي مع مفهوم الشوفينية في ممارساتهم اليومية والنضالية كي تعطى لهم الاحقية في الممارسة الملموسة للحب. ومن يدري انني على حق؟
ان احقيتي الوحيدة تكمن في ان الفتاة لوحدها هي من تدفع ثمن صراع العجزة مع إخوتهم الشبان, لن ندفع الثمن ولا انتم ولا هم, بل الفتاة وحدها من تدفع الثمن. لكن الاشكال ان الفتاة نفسها لا تريد من الاخوة ان يتصارعوا من اجل الضفر بها لأنفسهم, بل الضفر بها من اجل خدمة قضية تحررية ووجودية. فالأزمة اذا اعترت التنظيم او الاطار لا ينبغي فهمها كنتاج لخلل في الخطاب, والمحلل لهذه الاشكالية من هذه الزاوية, انما هو غير مستوعب لخطاب الفتاة اصلا, او هو نتاج لقصد معلن او مبهم من قبله. فالخطاب عند المستوعب ممارسة وسلوك قبل ان يكون موجها نظريا, ومن يدري عكس ذلك, فالأحرى بتنظيم الفتاة ارساله الى الأروقة كي يمحي الامية في اساسيات خطابها اولا, تم ليأتي دورها الثاني في ان تجبر عشاقها المصنفين من مريدي العجزة, على محاربة الامية في الحضارة لأنهم وبكل جرئة: اوقفوا دينامية الحياة العادية للفتاة بنتانة تفكيرهم وممارساتهم.
ان الفتاة تحبنا من كل قلبها, لأننا منها وهي منا, واجلا ام عاجلا ستهجر زوجها القسري العجوز الهرم, وحتى ان لم تسطع الهجرة, فقريبا سيموت الزوج القسري لأنه ببساطة عجوز, وسيكون تأبين الزوج القسري, احاطة مفصلة ودقيقة بتفاصيل حياته. لكن لا تنسوا اننا ايضا نحب فتاتنا من صميم اعماقنا, ونحن مستعدون للتضحية على حبنا لها بالقيام بكل ما يلزم لتكون من نصيبنا ونكون من نصيبها, دون انتظار وفاة العجوز. بل وان اقتضت الضرورة قتل العجوز كي تكون الفتاة من نصيب الجميع. فكما يقول اوشو: لا تخشى ما سيقوله الناس .. لا تخشى أراءهم على الأطلاق فذلك أعظم عبودية في العالم, وعندما لا تخشى أراء الناس ستكون حينها حرًا ..“



#بلقاسم_بن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زفاف أمباني وسيلين ديون صنعت الحدث في باريس والرياض.. أحداث ...
- وزير خارجية طالبان يجري أول اتصال بنظيره السوري.. ماذا بحثا؟ ...
- بلينكن يبحث مع نظيره الأوكراني مسألة الدعم الأمريكي لكييف
- بعد ضجة واسعة.. محافظ دمشق يصدر توضيحا بعد تصريحاته حول السل ...
- هل تتحول سوريا لساحة صراع تركي إسرائيلي؟
- ناسا تسجلاً إنجازاً جديداً بوصول مسبار باركر إلى أقرب نقطة م ...
- روما تندد باحتجاز صحفية إيطالية في إيران منذ أسبوع
- أردوغان يعلق على نهاية -ظلم البعث- في سوريا وانتصار السوريين ...
- الولايات المتحدة تزعم تورط روسيا في تحطم طائرة أكتاو
- لبنان.. توقيف سائق شاحنة على متنها 67 شخصا تسللوا من سوريا


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلقاسم بن علي - لأنها للجميع, فهي ليست لأحد !!