من مقدمة : حول الاسلاميات

علي عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 02:55
المحور: الادب والفن
    

إثبات كل شيء من بعد التشكيك بكل شيء
الدكتور علي عبد الرضا طبله
الزخارف التي نسميها تجنيا بالإسلامية ليس لها أي علاقة بالإسلام إلا من باب واحد كونها أبدعت في الفترة الزمنية من ما بعد مجيء الإسلام واستيلاء المسلمين على البلدان والأمصار ... في قناعتي المطلقة لا يوجد شيء اسمه العمارة الإسلامية بل يوجد عمارة ( الدول التي حكمها المسلمون - بغض النظر عن نظرتنا لهم ) أي الأمصار والبلدان والبلدات تحت حكم الإسلام ... فلا يوجد في كتاب الله ما يشير إلى هذه العمارة والزخارف ولا يوجد في الحديث النبوي ما يشير إلى ذلك ابدا ...
وأول ظهور له كان في زمن دولة بني أمية في الشام وفي الأعوام الأخيرة من حكم معاوية بن أبي سفيان ...
وليس صحيحا تماما ما يشار اليه من بناية وزخرفة منسوبة لعمر بن الخطاب وكل ما عثر عليه اركيولوجيا قد اثبت بساطة الأعمار وشبه انعدام للزخارف والتشكيك بما موجود منها ...
وقد قمت بزيارة القدس في العام 1966 أي عام واحد قبل الاحتلال الصهيوني وشاهدت وتعرفت ووثقت زيف الادعاء عن وجود ما يسمى الزخارف والعمران المسمى ( العمري ) المتميزين وما يمكن إثبات علاقته ( بالإسلام ) من بعيد أو قريب ...
اعتقد جازما إن هناك فهم خاطئ لما يسمى بالزينة ( في إعمار وزخرفة المساجد والجوامع وزخرفة ) أما ما يسمى بالترف الدنيوي لا يوجد تفسيرات دينية ثابتة حوله ... هاتين الموضوعتين الزينة والترف قد استخدمتا من قبل كل المعارضين لحكم الطغاة في عصور الدول التي حكمها طغاة المسلمين ... كإعلان عن رفضهم لبذخ الحكام المسلمين وصرفهم لأموال المسلمين على أمور لا تقي الشعوب من الجوع والبؤس والفقر والحرمان لا بل أوقعت اشد أنواع الظلم والجور والعدوان ...
وان من روج لهذه التعريفات المتجنية والبعيدة عن الصواب تماما هم للأسف بعض من المؤرخين والباحثين والكتاب والاكاديميين في مجالات التراث والعمارة والفنون وغيرهم ... لاحظوا رجاءا أن كل عمارة البلدان الأخرى لا تقرن بديانة تلك البلدان أو شعوبها باستثناء واحد وهذا ما نسميه تجنيا بالزخارف والعمارة ( الإسلامية ) ... أين يكمن أو تكمن إسلاميتها ؟ ...
أن العمارة والفنون والزخارف منها ( الإسلامية ) ما هي إلا نتاج زمانها وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بعمارة تلك البلدان والأمصار والبلدات إذ إنها تشكل تطويرا خلاقا لها وكذلك فان فيها الكثير من مؤثرات الحضارات المجاورة للاماكن التي حكم فيها حكام ينتمون للإسلام ...
توضيح إن ما نشرته مؤخرا عن الزخرفة في العمارة الإسلامية هو ترجمة لمقال علمي ولا يعني بالضرورة اعتمادي على المسميات ( الإسلامية ) التي وردت فيه ...
هل هناك أي شيء يعرف الزخرفة ( الإسلامية ) وكيف نبعت من الإسلام والإسلام مبني على الكتاب والحديث أولا...
وهل هناك أي شيء يعرف العمارة ( الإسلامية ) أو الترف الدنيوي المرفوض في ( الإسلام ) ... اعتمادا على الكتاب والحديث ...
أم هل يصح أن نقول إن الكفاح والنضال والجهاد لأجل تحقيق رغد العيش وهناؤه ( للمسلمين الألف مليون وأربعمائة مليون من البشر ) هو عمل ( حرام ) لأنه مرفوض في الإسلام ؟
وأخيرا كم أتمنى الحرص على التحقق في الأمور والمسائل والمواضيع والأفكار والأعمال من قبل اطلاق النعوت والمسميات أو أن نتبناها كمسلمات علمية ...
أن العلوم تتطلب من مالكيها والسائرين في دروبها الموجعة جدا الرصانة في البحث العلمي وإثبات كل شيء من بعد التشكيك بكل شيء ...
الدكتور علي عبد الرضا طبله
2 أيلول 2015

#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات