أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين عوض - الوضع الفلسطيني بين مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو















المزيد.....

الوضع الفلسطيني بين مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 02:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


عقد مؤتمر مدريد للسلام في اعقاب حرب الخليج برعاية الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي, بمبادرة من الرئيس الأمريكي جورج بوش الاب في شهر نوفمبرعام 1991 من اجل مفاوضات سلام ثنائية بين اسرائيل وكل من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين, ويتم عقد المؤتمر على مبدأ الأرض مقابل السلام, وقرارات مجلس الأمن الدولي 242 و 338 و 425 , وفي مؤتمر مدريد قام كل طرف عربي بحل مشاكله ثنائيا مع اسرائيل وبقي الوضع الفلسطيني دون حلول, وكان الاتفاق في مدريد أن تمر التسوية على المسار الفلسطيني بمرحلتين انتقالية ونهائية.
ينص اتفاق اوسلو الذي تم توقيعه في 13 سبتمبر 1993 بأن تبدأ مفاوضات قضايا الحل الدائم مع بداية السنة الثالثة من المرحلة الانتقالية, وقد خرقت اسرائيل الاتفاق, ولم تقم بانهاء احتلالها حسب الاتفاق في ايار 1999
يقول صائب عريقات إن اتفاق واي ريفرليس فيه نص حول الأسرى بل وعود عامة غير محددة, ويبدو أن المفاوضين الاسرائيليين خبراء في غالبيتهم يأخذوا تعليماتهم من السياسين, ولم يتم العمل باطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الخمسة آلاف سجين سياسي, ورفضت اسرائيل فتح الممر الشمالي بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة, وبالرغم من ذلك استمرت المنظمة بالتعاون الأمني مع اسرائيل, ولم تقم اسرائيل بالتعاون مع الأمن الفلسطيني, وتم بناء جدار الفصل العنصري عام 2002 وفي نهاية 2006 بلغ طوله ما يزيد عن 402 كم وسيبلغ طوله في المرحلة النهائية 730 كم, وشكل جدار الفصل العنصري عائقا في التواصل بين العائلات الفلسطينية وهناك مليون نسمة من ابناء الضفة الفلسطينية انتهك الجدار حقوقهم, بالإضافة إلى سرقة المياه الفلسطينية, وقتل الاطفال في نابلس والخليل وكل مدن وقرى الضفة, وفي اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في ايلول عام 1991 اخذ قرار بالاغلبية حول المشاركة في أي مؤتمر دولي يتم فيه بحث القضية الفلسطينية, وكان يعتقد أن الراعي الأمريكي لعملية السلام سيتخذ موقفا متوازنا في المؤتمر.
اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بقرارمجلس الأمن 242 في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد بالجزائر في شهر نوفمبر 1988, واكتشفت منظمة التحرير الفلسطينية أن الوفد الاسرائيلي لم ينصاع لمرجعية السلام حول قرار مجلس الأمن الدولي 242/338 ورفض الوفد الاسرائيلي وقف الاستيطان نهائيا, ومن الخطأ الفادح الاستمرار في عملية السلام دون وقف الاستيطان, وكان من الاجدر تعليق المشاركة في مفاوضات واشنطن.
وقعت اتفاقية واي ريفر عام 1998 من اجل الانسحاب الاسرائيلي من مناطق في الضفة الفلسطينية, واعادة الانتشار الثاني للقوات الاسرائيلية في الضفة وقسمت الاتفاقية إلى عدة بنود.
1- الأمن:- وافق الجانب الفلسطيني على اتخاذ جميع الاجراءات الأمنية الضرورية لمنع اي عمليات ارهابية او جرائم أو اعمال عدوانية ضد الفريق الاسرائيلي, ووافق الجانب الاسرائيلي على اتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية الجانب الفلسطيني.
2- اللجان الانتقالية والشؤون الاقتصادية:- توطيد العلاقات الاقتصادية بين الفلسطينيين والاسرائيليين ( افتتاح المنطقة الصناعية والمرفأ الفلسطيني في غزة) والاتفاق على تكوين بعض اللجان الانتقالية ومنها اللجنة القانونية.
3- مفاوضات الوضع النهائي:- نصت على أن يتم الاتفاق حول الوضع النهائي في الرابع من ايار 1999 .
4- نصت الاتفاقية:- على عدم القيام بأي خطوة تغيير في وضع الضفة الفلسطينية وغزة وفقا للاتفاق الانتقالي.
تعتقد اسرائيل أن اتفاق اوسلو يشكل خطرا عليها لأنه يتضمن الحل على مرحلتين انتقالية ونهائية, حيث يحصل الفلسطينيون في المرحلة الانتقالية على الكثيرمن الأرضي مما يجعلهم اقوياء في المساومة حول القضايا النهائية التي ستكون فيها المفاوضات شاقة حول القدس واللاجئين والمياه والحدود والمستوطنات.
لقد ازداد عدد المستوطنين في القدس إلى 200 الف, وقد وصل عددهم في الضفة الفلسطينية اوائل 2015 إلى 500 الف, ويقيم في القدس الشرقية ما يزيد عن نصف مليون منهم 37% فلسطينيين 63% يهود, وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين ووصل عدد المهاجرين إلى 800 الف مهاجر, وقد تبنى مجلس الأمن في الأمم المتحدة قرار 448 في مارس 1979 اعتبر المستوطنات في الضفة الفلسطينية غير قانونية, ومع ذلك لم تتوقف اسرائيل في بناء المستوطنات.
كانت محاولات الرئيس الأمريكي كلينتون التوصل إلى الحل النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين, ولكن فشلت المفاوضات حول مدينة القدس وعودة اللاجئين والمستوطنات وبعض القضايا العالقة, واصرت اسرائيل للحصول على اقرار فلسطيني بانهاء الصراع بينهما, ولكن تعثرت عملية السلام وانطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية يوم 28 سبتمبر عام 2000 وقد استغل شارون تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية ليجعل من حرب امريكا على الأرهاب حربا على اتفاقيات السلام المعقودة في الانتخابات الاسرائيلية في 7 شباط عام 2001 وقد وعد شارون بسحق الانتفاضة خلال مائة يوم.
يقول المفاوض الاسرائيلي يوري سافير في كتابه عن مفاوضات اوسلو (إن الطرف الاسرائيلي ا كتشف رغبة المفاوضين الفلسطينيين في الاستعجال للتوصل لاتفاق, لكنهم لم يكتشفوا رغبتنا المماثلة في التوصل لاتفاق في ظل حكومة حزب العمل التي كانت مستعجلة أن يتم الاتفاق الأول مع الفلسطينيين في عهدنا...)
وفي مفاوضات واشنطن طرح الاسرائيليون نقل الصلاحيات المدنية للمنظمة بموجب السلطة الفلسطينية المشكلة, وكان اتفاق اوسلو انتهاك مباشرللحقوق الفلسطينية وللبعد القومي واضعاف المطالب الفلسطينية حول حق العودة, ويبدو أن القيادة الفلسطينية التي فاوضت العدو الاسرائيلي على ما تبقى من ارض الوطن,ما زالت متمسكة باتفاق اوسلو وهي تتحمل المسؤولية التاريخية في تفريط ما تبقى من الضفة الفلسطينية, وهذا لا يعفي الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاق اوسلو, وعليهم أن يدركوا أنه لا فرق بين حزب العمل والليكود بالقضايا الكبرى والمصيرية (القدس واللاجئين والاستيطان والحدود).
لقد مضى 22 عاما على اتفاقيات اوسلو, والسلطة الفلسطينية متمسكة بالتنسيق الأمني مع اسرائيل, والوضع في الوطن المحتل على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني من سيء إلى الأسوء, ومن مساحة الضفة الفلسطينية التي تبلغ 21 % من مساحة فلسطين التاريخية لم يتبق سوى 45 % منها وهناك المستوطنات وجدارالفصل العنصري وفي عام 2008 كان في الضفة 144 مستوطنة ونصف مليون مستوطن و296 بؤرة استيطانية ومواقع عسكرية, وتم اقتلاع العديد من اشجار الزيتون وسرقة المياه, وهدم بعض البيوت ومصادرتها في مدينة القدس والاعتداءات المتكرة على المسجد الاقصى, وتعمل اسرائيل على ضم اراضي وقرى في النقب وهناك لجنة وزارية تعمل على ضم الاغوار, بالإضافة إلى حروب العدوان الصهيوني على غزة عام 2008-2009 وعام 2012 وعام 2014 .
إن السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة ضعيفة ومكبلة وغير قادرة على مواصلة مهماتها النضالية من اجل بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس, ونتيجة للوضع المأساوي التي وصلت اليه القيادة من التدهوروالفشل وانهاء الانقسام والتصدي لسياسة الاحتلال الهادفة إلى تهويد مدينة القدس واقتلاع الفلسطينيين, وقد تم مؤخرا تقديم استقالات بعض اعضاء اللجنة التنفيذية, وفي مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعشرة اعضاء من التنفيذية, ودعوة لاجتماع استثنائي للمجلس الوطني الفلسطيني, وآخر اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني كان عام 1996 في غزة وبحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون حيث جرى تعديل على الميثاق الوطني الفلسطيني بعد التوقيع على اتفاقية اوسلو مع اسرائيل, وفي قطاع غزة هناك بداية مشروع تدميري مهندسه طوني بليرالمبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط عمل كوسيط لمحادثات مع حماس من اجل الوصول لاتفاق سلام مع اسرائيل للتوقيع على هدنة عشرة سنوات مع العدو الاسرائيلي مقابل رفع الحصارالمفروض على غزة واعادة بناء ميناء ومطارغزة وفتح الممرات ... وهذه خطوة فيما إذا نفذت تشل استعادة الوحدة الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة.
المطلوب وقف التنسيق الأمني والسياسي مع العدو الاسرائيلي, والعمل الجاد لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام, والدعوة لانعقاد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني, ورفع دعاوي بأسم دولة فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة اسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها في غزة والضفة, ووضع استراتيجية موحدة لمواجهة اسرائيل وغطرستها, وتجاوز الاخطاء القاتلة في المواقف السياسية التي استبعدت فلسطينيي الشتات وتركتهم يواجهون الموت والتدمير والتهجير في مخيم اليرموك وكل المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان, وضرورة اجراء انتخابات عامة للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات من اجل اعادة بناء كل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على اسس بعيدة عن الهيمنة والتفرد والمحسوبية.



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعية العامة للأمم المتحدة وحل النزاعات الدولية
- السلطة والحرية في سياسة الدول
- الثقافة والمجتمع
- النظام السياسي العربي وحقوق الانسان
- هل القانون الدولي قانون
- البترول العربي والتخلف
- القيادة والهوية السياسية في ادارة النظام السياسي
- القضية الفلسطينية إلى أين
- حقوق الدول في ظل سيادة القطب الواحد
- الليبرالية الجديدة وتغيير الواقع الثقافي للمجتمعات
- التغيرات في النظام الدولي
- إرهاب الدولة وإرهاب المنظمات
- القيم في المجتمعات الغربية والشرقية
- حروب العدوان الصهيوني على غزة
- علم الاجتماع في العالم المعاصر
- العلاقة بين الفكر السائد والسلطة في إثارة ودعم الإرهاب
- الاستراتيجية
- السلام وتوحيد الأمم
- الاشتراكية القومية واثارها على مستقبل الأمة العربية
- العلمانية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين عوض - الوضع الفلسطيني بين مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو