أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - فرصة الأصلاح وأمل التغيير














المزيد.....


فرصة الأصلاح وأمل التغيير


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرصة الأصلاح وأمل التغيير

شكلت الأحداث السياسية والحراك الشعبي في العراق بعد 31-7-2015 فرصة حقيقية لخروج الوعي الجمعي العراقي من أطار الحزبية المنظمة أيديلوجيا بوجهها االشمولي وخاصة الأسلاموي والطائفية تحديدا ومحاولته مصادرة كل نشاط شعبي وتجييره تحت عنوان الولاء المذهبي أو الفئوي , وقد أعطى الأنطباع الأولي عن هذه الظاهرة المستجدة في الشارع العراقي نتيجة واحدة ومميزة وهي أن الشعب أعلن وبكل وضوح أفلاس العملية السياسية الحالية تماما من نتائج طروحاتها الراديكالية وعدم قدرتها على الأتيان بالجديد كحلول , وهذا أيضا يشكل أعلان جماهيري وواقعي أن الإسلام المطروح سياسيا بكل أصنافه لا يصلح أن يكون حلا للمعضلة السياسية والأجتماعية ,وقد تحول هذا النهج بالممارسة الفرضية إلى أشكالية أضافية زادت من حدة التناقضاات البينية والبنوية في المجتمع العراقي , كما أظهرت ميلا حقيقيا للجوء إلى القانون والعدل كملاذ لتحصين حق الإنسان وحماية حقوق المواطنة .
فيما يبدو للقارئ السياسي والمتمعن تماما بالفهم الأجتماعي والنفسي للشعوب أن هذا الحدث الذي يعتبره البعض مجردة محاولة يتيمة كما مرت محاولات من قبلها تمرد الشارع العراقي أو جزء منه على النظام السياسي وخرج مطالبا بمجموعة مطالب خدمية ودستورية , وبالتالي لا يجب أن نبني أمال كبار على أحداث تمر مرور الكرام , الحقيقة القراءة المبسطة قد توحي لهذه النتيجة والقراءة العلمية تقول غير ذلك تماما , صحيح أن العنوان الرئيس كان المطالبة بالخدمات وبالذات الكهرباء لكن الشعار الذي رفع في المظاهرة هذه والجمعات اللاحقة قد مس للمرة الأولى بهذه عمق الأزمة وأطاحت بصراحة بنظرية الإسلام السياسي ,حين عزا المتظاهرون إلى أن الإشكالية المطلبية ليست وليدة قصور سياسي وخدمي فقط ولكنها تتعلق بما أسمته (باسم الدين سرقونا الحرامية ) ,لقد رمى المتظاهرون الكرة في النقطة الصحيحة وسجلوا الهدف الأصح حينما توجوهوا بهذا العنوان ,على أن مكافحة الإسلام السياسي وأخراجه من الساحة شرطا لتوفير الخدمات والمطالب , أي تحولت المعادلة كما الأتي وجود الأحزاب الدينية = سبب الخراب ,وسبب الخراب المالي والاداري والسياسي = سبب إشكالية فقدان الخدمات والحاجات الأساسية للمواطن .
الجرأة التي خرجت مع صوت الجماهير المتظاهرة في تحديد الأسباب والمسببات مع ما يشكل هذا التحدي من صورة ناطقة على قدرة الجماهير في تقرير مصيرها قبال السطوة والبطش والقوة الغاشمة التي يمتلكها الإسلام السياسي كحركات وأشخاص ومعاني , هنا تنبهة المؤسسة الدينية لعمق التحدي وأستجابت للصوت ولكن بدهاء ومحاولة منها لإعادة أنتاج فسها بدل أن تظهر بمظهر المعادي للمد الشعبي وأختارت أن لا تكون علنا في صف الفساد إيمانا منها بإمكانية أصلاح الوضع وسحب البساط من تحت أقدام دعاة الولة المدنية , وبذلك تحمي إرثها وتراثها وتعيد رسم الأصطفافات من جديد , كان التيار والمد المدني أذكى من اللعبة السياسية التي أنطلقت من رأس المؤسسة الدينية وحاول التيار ومناصوره الذين جددوا في كل جمعة خروجهم أن يسخروا هذه الدعوة بالشكل الذي يكشف الأغطية عن التيارات المتصارعة وحقيقة موقفها من الفساد بعد أن تبارت جميعا بتشجيع الأصلاح والتغيير , هنا أتضح أن الدعوة لم تكن بأتجاه التغيير البنيوي واصلاح أساسات الخلل وظهر اللاعبون على حقيقتهم وأنتصر المدنيون عندما أكدوا بعد هذا المشهد الفاضح أن لا حل بالإسلام السياسي بل هو مشكلة المشاكل التأريخية التي دمرت المجتمعات وأحالت دون أنظلاقتها نحو المستقبل والحياة الحرة الكريمة .
التغيير الحقيقي ليس شعارات تطلق ومناشدات كلامية وينتهي الأمر ,الإصلاح منهج واعتقاد وعمل جاد ومجهد ومسئولية اخلاقية ووطنية يتحملها الدعاة والقادة وتترجم واقعا يظهر أثاره في مستويات عدة ,ليثبت للناس بالدليل الواقعي أن هناك تبدلات وتحولات وتحسينات في الأداء يعقبها ترسيخ مفاهيم عملية وعلمية وسلوكيات تجذر من الرغبة في أستمرار الأصلاح ليكون هو المنهج الدائم والقاعدة المستقبلية للعمل المؤسساتي والجمعي سواء السياسي منه او الأقتصادي والأداري, فهو لم يكن نتيجة لردة فعل ولا مطالبة لترميم حالة فاسدة منفردة من ضمن مجموعة مفردات متشعبة ومتعددة اصابها الخلل , الأصلاح قانون رباني وطبيعي ضروري يحافظ على ديمومة الحركة ويساهم في إرساء السلام الجتماعي , ويقوي من منهج الديمقراطية ويعزز من أمال التغيير والتطور والتحديث, وكل ما يخالف هذه المنطلقات بالتأكيد هي محاولات ألتفاف وسرقة لصوت الشارع العراقي وخديعة يراد بها أستحمار الناس والضحك على العقول .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وأنت والقدر
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 2
- مذكرة قانونية ومناشدة , مدحت المحمود غاصب للسلطة ومنتحل صفة
- العراقي ودائرة القدر.
- ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.
- لماذا لم يحسم أمر داعش في العراق.
- ماذا بعد العراق ح2
- ماذا بعد العراق ح1
- شذرات من كتاب الحياة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار
- العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.
- ((مكابدات عاشق مهزوم))
- الحورية التي تعشق الجبال
- الشعب هو صاحب حق تقرير المصير
- الخروج من عباءة البخاري والكافي
- من إشكاليات العقل الديني
- الدين والإنسان والتجربة التأريخية
- الخطوة الأوسع ..
- الكفر والتكفير والجزاء المركب
- الفكر وتحديات الواقع والزمن ح3


المزيد.....




- فيديو جديد يظهر لحظة الكارثة الجوية في واشنطن.. شاهد ما لاحظ ...
- عملية سرقة مجوهرات -متفجّرة- في متحف.. كيف نفّذها لصوص الفن؟ ...
- -قلق من جيش مصر-.. سفير إسرائيل يثير تفاعلا بحديث عن القوة ا ...
- حماس وإسرائيل.. إطلاق سراح الرهينتين عوفر كالديرون وياردين ب ...
- -واشنطن بوست-: ترامب يطهر FBI.. إنذارات بالاستقالة أو الفصل ...
- الرئيس الصومالي يعارض اعتراف واشنطن بأرض الصومال
- رسوم جمركية جديدة يفرضها ترامب على الصين، فما تأثيرها؟
- جدل في ألمانيا - هل سقط -جدار الحماية- من اليمين الشعبوي؟
- تقرير: أكثر من 50 ألف مهاجر قاصر مفقود في أوروبا
- مظاهرة في ساحة الأمويين بدمشق تطالب بإنهاء سيطرة -قسد- على ش ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - فرصة الأصلاح وأمل التغيير