أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟














المزيد.....

ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 22:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وقفت أمام مكتبه موجهة له نظرة تحد سافر، وسألته بلهجة جافة دون أن تلقي عليه السلام :
- لماذا أنهيتم خدمات حسين البنغالي في هذه الإدارة؟
رد عليها بالقول :
- هذا أمر لا يعنيك، وليس من اختصاصك، بل هو اختصاص أصيل للإدارة، وأن عليك أن تهتمي بعملك وما يعنيك فقط.
أمام هذا الرد الحازم من مدير الإدارة الذي كما يبدوأنه بدد آخر آمالها في إعادة حسين الى جانبها لتكمل معه مشروعها الذي تحلم به، ارتفع صوتها مهددة بأنها ستنتقم له شر انتقام من هذه الإدارة إذا لم يعيدوه (حسين البنغالي) الى عمله في هذه المؤسسة حيث تعمل هي أيضا كموظفة !!
رد عليها مستفسرا وباستهزاء:
- وماذا ستفعلين يا فالحة ؟ هيا أرينا عجائب قدرتك.. يستحسن بك ان تهتمي بنفسك وعملك ولا تتدخلي في اختصاصات غيرك..
ردت بأنها ستنتحر إذا لم يعيدوا حسين إلى وظيفته في هذه المؤسسة، وستضعهم بذلك في ورطة أمام القانون !!
عندها قام هذا المسؤول من مقعده وقد أدرك بما لاشك فيه أن هذه الفتاة غارقة في قصة غرام مع ذلك البنغالي الذي يتلاعب بعقلها الصغير، قصة محكوم عليها بالفشل و لا مجال للوصول بها إلى النتائج التي تحلم بها، وأن واجبه الاجتماعي في هذه اللحظة يفرض عليه التدخل لإنقاذها.. وبادرها بسؤال عما إذا كانت والدة حبيبها و والده موجودان هنا في ليبيا ليكملا مع والدها مشروعها الحلم ؟ وما إذا كانت لدى هذا الحبيب إمكانيات لامتلاك بيت وإدارته في ليبيا؟ وما اذا كان يجيد العربية للتفاهم معه؟ وعن المصير الذي ينتظرها وأطفالها عندما يحزم هذا المهاجر أمتعته ليلتحق بأسرته في بنغلاديش ويتركها تعاني لوحدها تنشئة أطفاله ورعايتهم حتى يكبروا ثم يلتحقوا به وتبقى هي وحيدة فريسة للإهمال والشوق لمن ربتهم وأعطتهم ربيع عمرها وتركوها لأن بلدهم بنغلاديش وليس ليبيا!!
أمرها بمغادرة المكتب ناصحا إياها بعدم التعلق بالأوهام والتفكير مليا وبعقل ناضج في قضايا مصيرية، أي خطأ فيها سيكون باهظ الثمن..
رمقته بنظرة تعكس حالة الارتباك التي وضعها فيها.. فقلبها يموج بزهور ربيع عشق وهمي تتمنى أن يتحول إلى واقع، وعقلها الذي أثار فيه هذا المسؤول عاصفة تساؤلات مخيفة عن مآلات فشلها، يحثها على عدم التعلق بالأوهام والتعامل مع الحياة بواقعية جادة.. لم تجد أمام هذه الوضع إلا الانسحاب وسيلة للهروب من هذه اللحظة الفارقة، لتفادي فقدان وظيفتها وحلمها معا.. غادرت المكتب لتختلي بنفسها وتخوض صراعا مريرا مع أهوائها وتضع مشروعها الحالم على محك واقع الحياة التي تعيشها..
بعد أسبوع من الصراع المرير مع نفسها، عادت لتقف في نفس المكان وأمام نفس المسؤول، ولكن بوجه تعلوه هذه المرة ابتسامة عنوانها طلب الصفح والاعتراف له بالجميل لأنه أنقذها من الوقوع في ورطة اقل تكاليفها البقاء كمطلقة منبوذة اجتماعيا لأنها اقترنت بشخص لا تربطها به أية صلة اجتماعية أو ثقافية، ومعروف مسبقا انه سيستعملها فقط كوسيلة لجمع المال اللازم الذي يمكنه من العودة الى بلاده وبناء أسرة حقيقية قابلة للحياة مع فتاة من بلده يجمعه بها الانتماء والثقافة.
غادرت المكتب بنفس راضية بعد أن وجهت لرئيسها جزيل الشكر والعرفان لأنه أنقذها وأعاد لها وعيها الذي فقدته أمام سحر وعود البنغالي حسين الذي يجيد لغة عربية مفككة يبدو أنه تعلمها في دول الخليج، كما استطاع توظيف ورعه وحرصه على أداء الصلاة على مشهد منها كلما ارتفع الأذان في دغدغة مشاعرها الدينية البسيطة التي لا تزيد فهم طقوسي للدين.. وذهب حسين البنغالي الى مؤسسة أخرى لينصب حبائله لفريسة جديدة قد تصادفه فيها بعد أن نجت الضحية الأولى من براثنه بفعل تدخل رئيسها الذي خاطر بالتدخل في قضية لا تخوله وظيفته الرسمية بالتدخل فيها وحسمها..
ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه وبقوة هنا ، هو يا ترى من ستكون الضحية المقبلة لحسين البنغالي ؟ بل كم من الليبيات وقعن وسيقعن ضحايا لمغامرين من كل جنسيات العالم أصبحوا يتقاطرون على البلاد التي تفككت فيها مؤسسات الضبط والرقابة، بحثا عن فرصة للتسلل الى أوربا هدفهم النهائي، ولا يفكرون أصلا في بناء أُسر وبيوت في بلد مثل ليبيا التي أصبحت على أبواب الاندثار والتفكك بفعل عقلية التخلف والحقد والتشرذم التي باتت تسيطر على غالبية أهلها..
هذه القصة أنقلها تقريبا بالنص كما رواها لي هذا المسؤول الذي أثق في مصداقيته ، و أردت بنشرها أن أضع الفتيات الليبيات والمجتمع الليبي أمام الواقع الذي يعشونه، وما ستؤول له أوضاعنا الاجتماعية في ظل حالة الفوضى التي تعيشها بلادنا في غياب ضوابط مدروسة تراعي كل الانعكاسات السلبية في إدارة الهجرة واستقدام العمالة الأجنبية التي تحولت على أيدي تجار البشر الى ممارسة متوحشة ضحاياها من كل الأجناس بما فيهم أبناء الوطن من ليبيين وليبيات الذين سيدفعون على المدى القريب والبعيد ثمنا باهظا من مواردهم البشرية والاقتصادية ومن استقرارهم الاجتماعي..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (34808) ماذا يعني هذا الرقم؟؟
- دون كيخوتا نائبا في البرلمان الليبي!!
- سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير
- -اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..
- التفكير الجانبي*!!
- العشق من أول نظرة.. قصة عاشق الكتاب
- -الديموكتاتورية- كأسلوب للانتحار الجماعي..
- الديمقراصهيونية المخادعة..
- خواطر عابرة (5) قوة الفوضى..
- خواطر عابرة (4) الواقع يخذل العقل!!
- رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب
- المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.
- خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..
- وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.
- خواطر عابرة.. (1) أشواق على مذبح العقل..
- بني الجبل انتبهوا.. مستقبلكم في خطر!!
- ألم أقل لكم إنها حرب بلا معنى!!


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟