أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب














المزيد.....

المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كاظم حبيب



قرر الصدريون، وبدعوة من السيد مقتدى الصدر، المشاركة في المظاهرات الشعبية التي ستنطلق يوم الجمعة المصادف 28/8/2015 لتطالب من جديد بالإصلاح والتغيير وتحسين القدرات على مواجهة الإرهاب وتحرير المناطق المحتلة من أوباش داعش وحماية المواطنين من إرهابهم في المحافظات الأخرى ولتصدي للفساد ومحاكمة الفاسدين وإصلاح القضاء وتحسين الخدمات الغائبة. ومع إن مسؤول الصدريين قد أيد منذ البدء هذه المظاهرات وتبنى الكثير من مطالبها، إلا إن هذه الدعوة المهمة والمباشرة جاءت على إثر بدء محاولات الفاسدين والمناهضين لهذه المظاهرات بالدعوة إلى منعها والادعاء بأنها ضد المرجعية الدينية الشيعية، في حين وقفت مرجعية السيد السيستاني إلى جانب مطالب المتظاهرين وأكدت عليها أكثر من مرة خلال هذا الشهر.

السؤال المهم الذي يتبادر إلى الذهن: ما هو المغزى السياسي والاجتماعي لدعوة الصدريين إلى المشاركة في هذه المظاهرات وجنباً إلى جنب مع الديمقراطيين والشيوعيين والمستقلين والعلمانيين والكثير من أبناء وبنات الشعب العراقي؟

يبدو لي بأن الصدريين قد أدركوا بحس جديد وسليم بأن المظاهرات الشعبية الشبابية قد لعبت دوراً مهماً في تحريك المرجعية الدينية الشيعية باتجاه تأييد مطالب الشعب الأساسية، كما إن استمرارها هذه المظاهرات وتزايد عدد المشاركين فيها قد فرض على رئيس السلطة السياسية اتخاذ الإجراءات التي في مقدورها البدء بعملية إصلاحية تطيح بالمحاصصة الطائفية والفساد السائد بالبلاد ومواجهة الفقر العام الذي يعاني منه المجتمع، وخاصة نسبة عالية من السكان والتذمر الذي لم يعد يحتمل. كما إن تطهير القضاء من الفساد المسيء لسمعة ومهمة القضاء وإصلاحه والتخلص من هيمنة السلطة التنفيذية في فترة حكم بول بريمر والمالكي ونشر مسودات القوانين التي أعدت من قبل قضاة مستقلين لإصلاح القضاء والتي صودرت من قبل رئيس القضاء الأعلى تعتبر من المطالب الأساسية التي أكدها المتظاهرون والصدريون.

إلا إن هذه المظاهرات تواجه اليوم حملة ظالمة من أتباع المالكي وأتباع أسامة النجيفي ومن أياد علاوي شخصياً، أي من تلك الجماعات والشخصيات الطائفية المتشددة، سواء أكانت شيعية أم سنية، المتضررة من عملية الإصلاح والتغيير التي تسعى إلى إحباط العملية الإصلاحية التي بدأ بها السيد العبادي، إضافة إلى حملة مماثلة تتسع تدريجاً من جانب شيوخ الدين والمسؤولين بإيران عبر التشكيك بطبيعة المظاهرات والقوى التي تشارك فيها والدفاع عمن تتهمهم المظاهرات بالفساد والإساءة لإرادة الشعب ومطالبه العادلة ورفض إخضاع البلاد لإرادة أجنبية.

نحن أمام واقع جديد ومهم يشير إلى إن الصدريين حققوا اقتراباً ملموساً من مطالب الفئات والعائلات الاجتماعية الفقيرة والكثير من الشباب العاطل عن العمل ومعاناتهم من نقص الخدمات الصحية والكهرباء والماء وبؤس مناطق سكناهم، بعد أن تركت صفوفهم مجموعة من الإسلاميين السياسيين المتطرفين الذين مارسوا مختلف أنواع العنف في الصراعات الدائرة بالبلاد والقتل على الهوية، أو أبعدوا عن كتلة الأحرار. كما أدركوا بأن أعداء هذه المظاهرات يمارسون نفس الأساليب التي مارسها الطائفي المتطرف نوري المالكي في اتهام مظاهرات 2011 و2013 بشتى التهم المسيئة لحقيقة المتظاهرين وأهدافهم. وعلينا أن نشير إلى أن الصدريين لعبوا دوراً مهماً في إزاحة المالكي من رئاسة السلطة التنفيذية بسبب سيادة الفساد والاستبداد في حكم البلاد وتفاقم المعضلات التي يعاني منها الشعب وتفريطه بالمال العام وتضخيمه للجهاز الإداري، إضافة إلى سياساته الاستبدادية وإجراءاته القمعية ومواقفه المنافية لما تضمنه الدستور من حريات وحقوق أساسية للفرد ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع وهيمنته الكاملة على سلطة القضاء والإعلام الرسمي والهيئات المستقلة وتشكيله وحدات عسكرية خارج إطار الشرعية الدستورية.

إن موقف الصدريين الإيجابي التقى بمواقف المتظاهرين من نساء ورجال، من عمال وكسبة وحرفيين ومثقفين وطلبة، من كادحين يعانون العوز والإهمال في سائر أنحاء العراق، من فلاحين سيلتحق المزيد منهم بها لأنهم يعيشون حالة البؤس والفاقة والحرمان وتخلف أوضاعهم المعيشية والزراعية، متظاهرين من فئات المجتمع كافة. التقى أتباع الصدر بالمتظاهرين في أبرز وأكثر المهمات أهمية وإلحاحاً والتي تواجه المجتمع العراقي في المرحلة الراهنة، وأعني بها الخلاص من المشكلة المركزية التي تسببت في تفشي الفساد وتحوله إلى نظام سائد تمارسه الدولة وسلطاتها الثلاث والمجتمع، إنه نظام المحاصصة الطائفي والأثني المريع الذي كرسته قوى الاحتلال والأحزاب الإسلامية السياسية والقوى القومية العربية منها والكردية.

إن مظاهرات أيام الجمعة ستساهم في تعبئة المزيد من الناس المتضررين من النظام السياسي الطائفي والفساد والإرهاب ومن البؤس والحرمان ونقص الخدمات، وستساهم في تعزيز معنويات العبادي في السير قدماً صوب الإصلاح والتغيير الجذري في أوضاع البلاد.





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل أدرك رئيس الحكومة الأبعاد الحقيقية لمطالب الشعب المتظاهر؟ ...
- هل من مصلحة إقليم كردستان العراق تعطيل الإجراءات الإصلاحية؟
- نحو تنفيذ وتكريس الإصلاحات بقوانين و آليات للتنفيذ - الوجوه ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- ما الذي يحتاجه العراق للانتصار على الفساد والإرهاب؟ الفساد ن ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل الدولة العراقية فاسدة بمسؤوليها الكبار؟ من أينَ لكَ هذا؟ ...


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب