|
وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية
عماد صلاح الدين
الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 10:34
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
وكان هذا التخريب الداخلي لعموم المجتمع الفلسطيني ( وبأيدي الفلسطينيين هذه المرة) على النحو التالي: 1- توريط الفلسطينيين بعمل تهدئات، ومن طرفهم فقط، في مواجهة إسرائيل، كما جرى ذلك في القاهرة عام 2005، وبرعاية المخابرات المصرية، على زمن حكم مبارك.
2- توريط الجميع تقريبا بمستنقع أوسلو من خلال ممارسة ديمقراطية وانتخابية تحت احتلال ذي صبغة احلالية وتطهيرية عرقية خطيرة جدا.
3- تحويل الاختلاف السياسي إلى خلاف وصراع أهلي وحزبي كما في أحداث عام 2007 في قطاع غزة. 4- تحويل مسألة المشاركة الوطنية الشاملة، القائمة على الرؤية الإستراتيجية، والمؤسسة التمثيلية الشاملة، والميثاق الوطني الموحد، من مسالة يمكن التوصل إليها إلى مسألة مستحيلة، رغم كل المحاولات التي تم تجريبها وحتى اليوم.
5- قطع التفاعل والتواصل ما بين المناطق الفلسطينية شعبيا ونضاليا، ولو على مستوى تظاهرات، في سياق مشروع التفكيك الإسرائيلي للقضية الفلسطينية؛ فما يجري في غزة لا علاقة للضفة الغربية به، وما يجري في الضفة الغربية لا علاقة لغزة به، وهكذا. وينطبق هذا على ما يجري من استهداف لمخيمات اللجوء الفلسطيني اليوم سواء في سوريا أو لبنان.
6- العمل من النواحي النفسية والاجتماعية والمعيشية على قتل الروح الوطنية عند الفلسطينيين وسلخ مكونات الهوية عنهم، وإيجاد مشاكل وهموم جديدة لا يستطيعون الافتكاك منها، ومن ثم التفكير بجوانب أخرى أهم واخطر. وهذا ما جرى العمل عليه في الضفة الغربية، من خلال منظومة الاستهلاك، والقروض، وتمييع شخصية الإنسان، وجعلها غير جادة ولا مبدئية، ومحبطة وسريعة التأثر والتغير، وغير قادرة على الصبر والاحتمال.
7- جعل التحرك والمطلب الفلسطيني تحركا ومطلبا جزئيا ضيقا وقبليا وعصبويا ومناطقيا، بأكثر منه وطنيا، وجعل الجميع يتوجهون بعيونهم وأرجلهم إلى الاحتلال الإسرائيلي، وربما إلى اتخاذ خطوات وإجراءات وطنية خطيرة، لا تخدم الصالح العام الوطني، لكي يخرج من مآزق ذاتية وشخصية، وربما بشكل أوسع على مستوى فئوي، كما هو حاصل في الضفة الغربية، وكذلك في قطاع غزة.
فما المطلوب اليوم للخروج من الاستمرار بدفع ثمن خطيئة أوسلو، وخطرها على وحدة الشعب الفلسطيني، وقضيته الوطنية، في التحرر وتقرير المصير؟؟
1- مطلوب اليوم بث الأمل في نفوس الفلسطينيين على صعيدين شخصي ووطني؛ أما الشخصي فصحيح أن للجانب التثقيفي دورا مهما في ذلك، ولكن مطلوب رعاية حاجات الناس وتطلعاتهم خصوصا في الجانب الصحي، فأكثر ما نعانيه غالبية المجتمعات الضعيفة المتخلفة أو الواقعة تحت الاحتلال، هو في هذا الجانب، ويجب أن تكون له الأولوية حتى على التعليم المدرسي أو الجامعي، وهو يقع أساسا في العمود الفقري للتربية، ولكل حركة نهضة حقيقية.
وأما على المستوى الوطني، فهي مسالة تحدث تفاعليا وإبداعيا عند تأهيل الإنسان، وإيجاد حالة من التوازن لديه نفسيا وماديا أولا، ومن ثم يجري الحديث عن الهوية الوطنية والعربية، وجذورها، وعن الوحدة والمواطنة، والأبعاد الأخلاقية الإنسانية والعالمية.
1- في مسالة التأهيل الشخصي والوطني، يجب عدم الانجرار والاغترار بمفاهيم وممارسات منشؤها مادي نفعي لا أخلاقي واستعماري، خصوصا الأمريكي الغربي منه. وبهذا الخصوص يجب العمل على مواجهة قيم الاستهلاكية والنفعية اللذية واللاأخلاقية، التي يجري تنفيذها منذ فترة ليست بالقصيرة في أراضي الضفة الغربية.
2- يجب زرع مفاهيم الجدية والصبر والاحتمال عند الفلسطيني، خصوصا انه يواجه ظروفا غير طبيعية في الاحتلال و في عموم بيئة التخلف والمرض.
3- يجب تربية الأجيال والنشء على أهمية التراكمية الايجابية في الرؤية والنشاط الإنساني سواء على صعد شخصية أو وطنية عامة.
4- يجب أن يكون متزامنا مع ذلك، وباستمرار، مسألة إعادة النظر والتصويب في الرؤية والإستراتيجية الوطنية، وكذلك في مسالة النظر إلى الأدوات النضالية، ومسالة المواءمة والتوازنية، بحسب مراحل النضال الوطني، وان تكون النظرة والرؤيا السياسية منطلقة من واقع أننا شعب تحت الاحتلال، والعمل على تجديد إيصال هذه النظرة إلى الرأي العام العالمي، حتى لا يتم التعاطي مع الفلسطينيين والاستمرار بذلك على أنهم قوة دولة أو جيش مسلح في مواجهة إسرائيل؛ ففي السنوات الخمس عشرة الأخيرة، استشهد ألاف كثيرة من الفلسطينيين ،وجرح عشرات الآلاف – تحديدا- في غزة عن طريق القوة العسكرية والمسلحة الهائلة، التي استخدمتها إسرائيل، في مواجهة الشعب الفلسطيني، الواقع تحت احتلالها. وهذا المسار تريد إسرائيل تكريسه؛ لأنه باختصار يخدم مشروعها الصهيوني، القائم على عقيدة وتوجه التطهير العرقي، في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، خصوصا أنها قوة احلالية واحتلالية استيطانية استعمارية، في آن واحد.
وفي العمق، يجب التركيز على قضايا جوهرية، في التحرر، وتقرير المصير، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم ومساكنهم، التي هجروا عنها قسرا في سنوات 48 و67، وأي فلسطيني قبل وبعد هذا التاريخ منعه الاحتلال من العودة الطبيعية إلى أرضه فلسطين .
وفي موضوع تقرير المصير، سبق لي أن تقدمت بأطروحات منشورة عبر وسائل الإعلام المكتوبة، والذي أشرت فيها إلى تبني مفهوم واسع ومحدد بخصوص تقرير المصير في فلسطين، بحيث يراعى فيه الوقائع المادية على الأرض والبعد الإنساني، بما يشمل ذلك اليهودي الإسرائيلي العادي، في إطار دولة فلسطينية ديمقراطية للجميع، مخصوما منها - وبكل تأكيد- المشروع الصهيوني العنصري.
أخيرا يجب على الصعيد الاستراتيجي الوطني، وبالارتباط العربي، إعادة الاعتبار لطبيعة العلاقة مع إسرائيل، كقوة استعمارية واحتلال كولونيالي، خطره - في النهاية- على الجميع - وبدون استثناء- على الأقل في مواجهة كل هذه التشوهات التاريخية والأخلاقية، على صعيد التعامل مع قوة استعمارية لا أخلاقية.
#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
-
الحتمية التاريخية وممكن الحتمية
-
مخطط تفكيك وحدة القضية الفلسطينية
-
إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني
-
الخوف على الضفة الغربية
-
الدعوات المجردة إلى التدين والتمسك بالهوية
-
حين يقولون عن الثورة مؤامرة وعن المقاومة إرهاب
-
مشكلة النضال النخبوي الفلسطيني
-
البنى التحتية للحب
-
لماذا يفشل الفلسطينيون؟
-
خطورة الانقسام الفلسطيني
-
لماذا نفشل في العالم العربي؟
-
ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة
-
النموذج الإرهابي الأسوأ
-
التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني
-
القيم النسبية والحلولية الشاملة
-
القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة
-
القيم النسبية والحلولية الجزئية
-
القيم المطلقة والعلمانية الجزئية
-
القيم النسبية والعلمانية الجزئية
المزيد.....
-
-يا إلهي-.. رد فعل عائلة بفيديو وثق بالصدفة لحظة تصادم طائرة
...
-
ماذا نعلم عن طياري المروحية العسكرية بحادث الاصطدام بطائرة ا
...
-
إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة س
...
-
العلماء الروس يرصدون 7 توهجات شمسية قوية
-
أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
-
على شفا حرب كبيرة: رواندا والكونغو تتصارعان على الموارد
-
ألمانيا تمدد 4 مهام خارجية لقواتها قبيل الانتخابات
-
مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر (فيديو)
-
-الناتو- يخطط لتقديم اقتراح لترامب بدلا من غرينلاند
-
مشهد -مرعب-.. سماء البرازيل -تمطر- عناكب والعلماء يفسرون الظ
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|