|
عائلة حنا سيدهم 4
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 09:13
المحور:
الادب والفن
قيل لى ايضا انه كان هنا فى نفس تلك الغرفة لزمها وقت قصير قبل ان يرحل فى هدوء فى صبيحة احدا الايام منع ابى الحديث او ذكر اسمه حتى ان وجه كان يكفهر عندما يذكر جدى الذى كان من سكان البيت ايضا على غير قصد او دراية منه بما حدث مع حفيده وكانه اراد حتى لابيه عدم ذكر اسمه.. وكان يقول باستمرار انه السبب فى قتل ابنه اخته والتى اعلنت علينا الكره ايضا من يومها حدثت قطيعة داخل قلب الاسرة فاقت تكل التى صنعها عمى الاكبر برحيله المفاجىء يوم العيد الذى حضره بعد غياب سنوات ولا ندرى ما حدث لها حينها اعرف انه رانى يومها مع صديقتها ..صديقة امى كانت جارتنا وكنت لديها وهو قدم الى رؤيتها رحلت انا لم اكن مذعورا مثلها ولست ادرى كيف حملت تلك القوة الان ولكنه لم يفعل اغلب الظن انه مكث معها قليلا فيما بعد عرفت بطريق الصدفة وامى التى كانت تفترش الارض تبعثر فى صورها القديمة وتتطلع الى وجه اخى فيها رايت صورتهما معا كان يرتديان تلك الدبلة خطبة تمتمت بدهشة ربما كرهنى وغادر ولكن كان ذلك فيما مضى .. لم اعد اتطلع الى وجه عندما كان ياتينا فى زياراته القليلة المتقطعة من الساحل كان يبدوا سعيدا بازدهار عمله لم يكن يحدثنى لاشهر حتى اندهشت فى تلك الزيارة عندما اتى الى غرفتى كنت لا ازال اقطع الورق وألقى به بعيدا كنت ابحث حينها عن بداية لجكايتى فلم اجد ما يناسبها بعد كان يتطلع فى حال غرفتى ممتعضا .. كان يتجول فى الغرفة على غير هدى وهو يكرر لقد اخبرتك من قبل اننى اكره من يكذب عليه ولا يفى بوعوده ..كنت صامت عندما جلس وتطلع الى وجهى اسمع انت الان تعلم انك ولدى والوحيد وابوك ليس موظفا بل لديه شركات يحتاج الى ان يطمئن عليها ..كنت اعلم انا ان هذا الحديث قادما لا محال وان الشهور القادمة كانت ستحمل ريح الجامعة فاتى الان ليشرف على تنفيذ خطتة التى فشلت فى السابق ولكنه الان مثلما يقول لا تفشل ثانيا ابدا لاننى اكثر ذكائنا ونفعا من اخى الراحل ..شعرت بمغض فى معدتى ألما حادا لا اعلم من اين اتى عندما لفظ اسم اخى وتلك اللفظة من بعده عندما قال ايضا اكثر نفعا وما نحن ماذا يعتقد ...ربما لهذا رحل عمى الاكبر بعيدا بينما استقل عمى الاخر فى القاهرة ولم يعد ياتى لزيارتنا سوى فيما يخص العمل وشركة محاماته الكبرى اتى اخر زيارة لنا ليطلب الدعم ليطمئن ان هناك قواعد له اذا ما ترشح فى الانتخابات القادمة كنت اسمعهم يقولون انهم اعدوا لنا اصوات قليلة وعلى اسمنا ان يحظى بواحدة كما هى القواعد لم يتوانى ابى فكانت صورة عمى واسمه وبطاقتة الانتخابية فى شوارعنا حتى دخلت فى طقوس يوم الاحد ايضا وذكر اسمه فى الميكرفون مقرونا بالدعاء والطلب لاجله مثلما كان يحدث فى تلك المناسبات والرجال الذى كانوا ياتون للحديث مع ابى وجدى بينما كنا واخى نلعب سويا فى الخيمة كان يقلد اصواتهم هؤلاء الرجال كنا نعلمهم جميعا ولم نصادق من ابنائهم ...كنت اضحك فقد كان يجيد التقليد ومضحك جدا ..كان يتنفس عندما يمرن يومان الجمعة والاحد بسلام !!..
ان كنت اخطئت فى حق احدهم فهى انتى فقط انت ستقرأين تلك الاوراق مثل غيرك عندما اتركها ..ولكن انت تعرفين كانت هناك مهمة وضعتها لافعلها لا تقولى مثلهم اننى كنت اكره صدقينى لم يكن لدى الوقت الكافى لفعل هذا ..لقد اردت شىء اخر ونجحت فى ان افعله ..تلك العائلة لم ينجح فرد فيها بصنع شىء اراده لذاته بمفرده من قبل وعندما اذهب وانتهى سيقرأون ذلك وهناك منهم من هم مثلى سيشعرون بالغيره لا تنخدعنى بمن يخدعك بقناع الرضى الكامل الذى وضعه على وجه انه يكره من يفعل ما يحب يريده ان يكون عبدا لاخر يخبره بما عليه فعله سواء هذا او ذاك ..تعرفينهم ساذكرهم لكى لاحقا ولكن تعرفين لولا هذا الذى تكرهينه بداخلى لما تمكنت من فعل ما فعلت خلال هذا العام ..لم ينجح احدا منهم معى لان ارادتى كانت حره ..كنت حرا حتى وانا اختار الموت الان ساذهب اليه مفتخرا رافعا راسى لن اهرب منه او اختبأ ..لن افعلها لاننى من اختار طريقة واكرر الافتخار..اتعرفين ان اخى هو من علمنى اياها كان حزينا لانه لم يستطيع ان يحصل عليها للنهاية هو من فعل به هذا ..انه الحب ..الحب الذى جعله يشعر بتأنيب الضمير لانه اراد لنفسه شىء اخر غير ما ارادوه هم له احبهم ففعل من اجلهم كل شىء ..انظرى الان واخبرينى من تذكره لقد اذله هذا الحب امامى ..حسنا لست مثله لا ابالى لارائهم نحوى ..واعلم انهم الان لا يبالون ايضا انهم يبحثون عن وريث جديد لهم قد يكون اى منكم لذا استعدوا جميعا امامكم لعبة سيئةمن منكم قادر على تحملها تذكروا سخريتى منكم وانت على هذا الحال ساكون انتهيت تمام وانتم تعبثون ...
ستقولين لى انك قلت ستبقى معى وكنت معها ايضا هكذا عرفت ..هى كانت شىء اخر كانت وعد بعدم الترك كنت معها لانها كانت ملجا لى ذات مرة وانقذتنى عدة مرات لذا وفيت بوعدى وكنت معها طالما كنت حيا ولا اشعر بالندم او بالخيانة تجاه احد لان ما فعلته كان الصدق لم اهرب من وعد او من حب لا اهتم لتفاصليكم اللعينة عن كل شىء لانها من اختارعكم الذى لا نهاية لحدوده ولكنكم تكابرون انكم خائفون اما هى فكانت لا تخاف فعلت ما شعرت به واعتقدت انه صواب وانا اخذت وقتى للفهم قولى لها اننى احببتها ايضا اعلم انه قاسى عليك ولكن ليس مثلك ليس هذا الحب ..لا تعبثى بشفتيك غاضبة منى تفهمين ما اقصد اسف لاننى لم اتمكن من البقاء معك كثيرا وغادرت واثقا بانك ستكونين بخير .... اما انت يا صاحب الحزام وهذا لقبك ستاخذ منى الحزن الان لست اكرهك حقا بل حزين لانك لم تفهمه من قبل وخسرت لانه رحل وانت لم تعرفه حق المعرفة مثلما سيحدث معى غير اسفا عليك ...
لست اكره احدا منكم اردت ان تعرفوا الحقيقة فحسب اردت ان اقولها لكم فحسب هذا كل ما فى الامر لم اصنع كل هذا حقدا على احد ولا انتقام ولكن انا لم احبكم قط حاولت منذ زمن مع نفسى وجاهدتها واشعرتها بالذنب لكنها لم تقبل ان تفعل غير ما تريد ..كلما يمر الوقت اشعر بالوهن اردت ان اكتب كتابى هذا حتى النهاية كان هدفى وسبيلى وفعلت ما فعلت لاجله..لست اقبل مثلكم الخداع من احد ولا اقبل الكذب انتم لم تسالونى قط من قبل ولم اشعر اننى بحاجة للالقى لكم باجابات فى امور تخصنى وقد قررتها بشكل مسبق ..ولكن اعلم اننى تلك هى بداية القصة وليست نهايتها هناك من سيكملها اشعر ببعض الاسف على ذلك انا سمعان سيدهم اردت ان احذو حذوا بروست لم استنشق المخدر لسبب سوى ان اكتب عنكم كل شىء قد رايته وبمنتهى الدقة ..ستحزن امى اعلم ستفقد الان كل ابنائها ولكن باختيارهم وعليها ان تفهم انهم استطاعوا الخيار الحياة عابثة وقاتلة ليست سهلة انها تجثم فوق صدور الجميع وتجبره على التكيف مع خياراتها المحدوده له وليس له ان يسخط من طريقة عيشه تلك والا تعرض للانقراض تلك هى الحقيقة وكل ما يحدث حولنا ليس اكثر من مجرد محاولة للعيش ....وما فائدتها ان لم نتمكن منها بصورة صحيحة ..الان احلم اننى رايت كائنات اخرى لا تسخرى منى ربما هى كائنات فضائية جاءت لاصطحابى معها ربما من منكم يدرى ويستطيع ان يجزم بشىء الا يمكن ان تكون كائنات اخرى جاءت والقت ببذورنا هنا ورحلت منذ ملايين السنين وتركتنا بمفردنا نعانى على هذا الكوكب الغامض فى وحده قاتلة ..وحدة فى هذا البيت لم يكن لى رفيق سوى الحشرات عناكبى الصغيرة التى كنت اجمعها خيمتى التى ارى من خلالها الغابات التى حلمت ان اركض من خلف الطيورفيها واراقبها ..ما الفارق بيننا وبينهم هل لاننا اقوى منهم نحن افضل ربما هم يقتلون لاجل الطعام ولكن لما نحن نقتل ..ان كان عليك ان تعيش فيجب ان تقتل احدهم تقتل حلمه وكبريائه ...تقتل شغفه تفعل كل ما تستطيع حتى تراه مستسلما ..ليست الحياة مجرد فيلم رعب قاسى او هى فييلم كوميدى بل درما مليئة بالاحزان ..يوم السعادة فى حياة البشر قليل فلما الكفاح من اجل كل شىء اليس هذا نضيعة للوقت متى تنفسنا جميعا فى سلام نحن عائلة صغيرة تسكن مساحة ضئيلة من كوكب كبير لم تعرف يوما الفرح الصافى كلا منها ضائع فى عالمه الواسع حتى جدى كنت اراقب شغف عيناه عندما يتذكر طفولته فيجلس ويسعد اننى اصغى له بكل حواس فى بيت لا يصنع له فيه احدا ذلك يخبرنى عن طفولته فى مدينتة الجنوبية سالته مرة هل ندمت يا جدى على القدوم الى هنا ؟كان قد عاند اهله وقاطعهم هوايضا كان مثلى لم يستطع ان يندمج وسط عائلتة قطع جذوره وعاش معلقا فى الهواء ولكن الجاذبية لم تثبته على الارض تلك المرة بل تركته يتراقصوسط السحب والادخنة والطاقة لا يعرف ايهم صديقا له واخر عدوا ...نادم نعم ..يتمنى العودة كرسية المدولب يمنعه يرقده ويجعله مجرد ضيف مشاهد من بعيد شيع اخى بالدموع كانت دموعه الوحيدة الصادقة فيهم احببته اكثر يومها ولم ابالى باحد من يومها سواه ..لا ادرى ان كان عرف بهبوطى المتكرر لصديقة امى وان كان يبالى بهذا ام لا ..هى لم تكن حبا واحيانا لم تكن صفقة لم اكرهها ولم احبها ولم اقل من احترامها يوما لان الكل خيار وهى فعلت وكذلك انا ..هناك شىء مفقود ربما لانها تعترف ان هناك شىء ضائع لم اقارنها بامى ولم ارد ان افعل ..علاقاتى بها لا تحمل الحب ولا العداء بل فرضتها علينا البيلوجيا فقط واجدتنى منها اعلم انها احبت جو اكثر من اى شىء اخر رحيله بعثرها كعل الباقى منها غافل لا يبالى كنت اسمعها تتمت قريبا سالحق بك يا حبيبى ..ربما فعلتها بل ان افعلها انا ولكنى لا اود ان ارى شقيقى ان كنت سافعل لن يكون سعيدا لاننى ساخبره حينها اننى لم انجز كتابى ..هل بعد مئات السنين سيقرأ احدا كتابى هذا وماذا عن مليارات السنين هل ستحفظ الحروف كل هذا ام ان الارض ستلقى بالماضى كله من خلف ظهرها ..وتعطى لسانها ساخره لكل من مات فيها لاجل فكرة ظهرها ساخرة حتى احفاده سيذكرونه بمزيد من السخرية ..لا ابالى احب فقط ان يسرى المخدر سرا صديقى يجلبها يعلم ان ما اريد انجازه لن يحدث من دونها لا اريد العودة الى صمتى الاول ..حسنا ساندس فى فراشى الان لاننى اشعر بالبرد الشديد ...
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امراة ابنة الصدفة
-
لا تضىء مزيدا من الشموع
-
عائلة حنا سيدهم الجزء الاول 3
-
امراة افتراضية
-
اللقيط 8 الجزء الاخير
-
اللقيط 7
-
اللقيط6
-
اللقيط 5
-
اللقيط4
-
اللقيط3
-
عائلة حنا سيدهم الجزء الاول 2
-
عائلة حنا سيدهم الجزء الاول
-
التميز فى حياة المراة ليس له ارض
-
امراة الخوف
-
من مارجريت اليه ..الجحيم فى كل مكان
-
وماذا عن عنف المراة ضد نفسها
-
امراة فى لغز
-
الفلك
-
فى السفر دواء ...مارجريت
-
السفر لنا صدفة وكشف حساب
المزيد.....
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|