مهند طالب الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 20:35
المحور:
الادب والفن
يا أخضر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, العينين
شفتايَ جامدتانِ صاديتانِ
من حُرُق السأمِ
يا أخضرَ العينينِ
يا غفرانَ ذنبي
وحدي هنا أستوحش اللهَبَ المبرعِمَ
في دمايا
وأعانقُ القَلَقَ المعرِّشَ
لم أجدُ إلاّ خُطايا في دربي المقرور
من يستلُّ فأسي
ويهشّمُ الأحلامَ في محراب نحسي
لا خصبَ في الأعماق
جفَّ الملحُ في بئر التاسّي
من أيّ مَحْل أنتِ يا صحراءَ قلبي ؟!!
عافتكِ أمطارُ الربيع
وعرّشت شمسُ الهجيرةْ
من أيّ خصبٍ أنتَ يا وجدانَ حبي ؟!
يجتّرك الإعصار
لا تعيا ولا تخشى زئيرَهْ
وتظلُّ تنبشُ في توابيت المحبّة
والرممْ
عن ظلّك المشنوق في نعش الظهيرَةْ
ويكادُ يوقظك العَطَشْ
للقُبلة العذراء
هاتِ النورَ يا رعشَ الغَبَشْ
ذّوبت بالآهات نفسي
وقذفت للنسيان حسّي
إني أعيش نئيمَك المبحوحَ
عصيانَ النَدَمْ
ينسلُّ ملءَ الأجرف الجوفاء
موسيقى الألمْ
يمتصُّ من قلبي الحياةَ
يمور في روحي صداه
عبر المدى المجهول
لا سُدُمٌ تظلُّ ولا عَدمْ
ماذا تبقّى من تسابيح الوداعْ ؟!
غير الحكايات الحيارى والصدى ...
واحسرتاه
في عمق وجداني المغمَّسِ بالضياعْ
أوّاهُ يا حبّي . . .
أكادُ أشمُّ أنفاسَ الإله في شَعرك القمحي
في شفتيك . . . آه
أوّاهُ ما أشقى نهاياتي
وما أحلى البدايةَ يا حبيبي
في كل مطرّحٍ رمايا منك تسحقني
وأشياءٌ صغيرة
الفجرُ والخطرات والمرآة . . . .
يا ظلّي اليتيمَ بلا شفاه
أهوى على القَسمَات يعرقُها غراماً من صقيعْ
ما زلت أشربُها
وتشقاها على السلوى معي
وأشمُّ ذكراها
وفوحُ عبيرها التّياهِ
. . . تاه
صورٌ
وضحكاتٌ مجنحةٌ
ونهرٌ من دموع
والطيبُ ؟
. .آهِ هنا ينزُّ العطرُ من شوق الضلوعْ
مترّنحاً كالسرّ
لا نعيا لُغَاهُ ولا رؤاهْ
حتى اللقاءات الأخيرة !
من أين أهربُ يا رياحَ الشرق
هل عادَ الشراعْ ؟
والزورقُ المنسيُّ أغفى
لا فنارٌ في شواطئنا الضريرةْ
ويدايَ فارغتانِ
إلاّ من أساطيري الأسيرةْ
إني أشمّك في المغيبِ
في لفتة الفجر
المشَّمس بالطيوبِ
ما زال يبكي الهمس يستجدي لقانا
والصمتُ يحكي
عن هوانا
في ملعب الأحلبام
في المرعى
وفي مَلْقى خُطانا
في كل محتدمٍ أحسُّ صلاةَ أشواقٍ تغنّي
عبر الوساوس والتجنّي
يا أخضر العينين
يا زاد الغريبِ
حبّي
يحبُّك
يا حبيبي .
#مهند_طالب_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟