أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سري القدوة - الموت بدون رائحة














المزيد.....


الموت بدون رائحة


سري القدوة
اعلامي فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموت بدون رائحة
بقلم : سري القدوة

رائحة الموت في وطني تخنق من تبقى على قيد الحياة.. !!
رائحة الموت هنا بالجملة ما في ابشع من هيك موت .. يهربون من الموت للموت البشع ..
ما اصعب ان تلقي مصيرك وتكتب طريقة موتك .. ما اصعب ان تفترش رصيف الغربة وتبحث عن لحظة موتك في ظل عالم صامت يتباهى في موتك .. لا يحرك ساكنا .. لا من قريب او بعيد ..
هذه هي حكاية الموت في اوطاننا نهرب من الموت للموت وننتظر تقرير المصير وكيفية دفن الجثث وقطع الخبز اليابس من فتات مؤائدهم لطعام اطفالنا ..

هذه الصورة الاكثر الما ولوعة للموت .. موت الضمير .. وموت الانسانية معا .. لا يستطيع من كان ان يعلق علي بشاعة الموت ..

هذه الجرائم التي يرتكبها تجار البشر تضعنا امام حقائق لا بد من مواجهتها اذا كنا نحن بشر وامتداد طبيعي للبشرية ..

هل يعتبر العرب والرؤساء ويدركون حجم المأساة الممتدة من اليمن الي سوريا الي غزة الي العراق الي ليبيا .. الي السودان .. هل يدرك القادة العرب حقيقة ما يجري لشعوبهم المنتحرة والتي باتت تلاحق الموت بدلا من البحث عن حياة ..

للأسف الموت يعني ان تكون رقما في سجلات الموتى ولا تعرف اين وكيف تموت .. الموت اصبح بالجملة وبدون اي مقدمات .. للأسف هذا هو واقعنا العربي الذي يعتصرنا الما ولوعة لتلك الاحداث التي تلاحق الانسان ليموت في اليوم خمس مرات .. وليكون الموت نهايته الحتمية ..

السادة اعضاء الاتحاد الاوروبي والممثلين الرسميين للاتحاد نرفع لهم هذه الصورة الحقيقة المؤلمة بصفتهم يتحملون المسؤولية عن دعمهم لمشاريع الهجرة الي بلدان الاتحاد الاوروبي ..

هذه الصورة عن المقبرة المعدنية ل 71 لآجئ غالبيتهم من السوريين بينهم 4 أطفال ..

عندما فتحت الشرطة النمساوية باب الشاحنة التي تقف معطلة على جانب الطريق السريع .. وسائقها هارب وجدوا أكوام من الجثث التي ماتت اختناقا..

رجل يعانق طفلته عند الباب.. نهاية فظيعة.. انه الموت الاجباري وبشاعة الموت بهذه الطريقة ..

وتتواصل الصورة لتكتمل ويكون الموت غرقا لأطفال ونساء وشبان وشيوخ في البحر ويقتل البحر هؤلاء ويكون مصيرهم الموت غرقا ..

نحن نقف امام اشكال جديدة للموت في عالمنا اما ان تموت في رصاص الفتنة والاقتتال الطاحن في بلادنا او تموت غرقا او حرقا او اختناقا او جوعا او بردا او تموت في كل اشكال الموت معا ..
هذه هي طريقة الموت الجديدة علي في ظل عالم جديد وصناعة الموت باتت علامة مسجلة وماركة دولية ..

الصورة متروكة لنا لنعبر ونصرخ بغضب لعل يصل صوتنا ونكون صوتا لهؤلاء البشر الذين يبحثون عن حياة ويموتون في ساعة الظهيرة دون شفقة او رحمة من احد ..

انه القدر الاحمق الذي يلحق بهم والموت العنيد الذي يرعبهم بصمت ..

هل نخجل من انفسنا ونحن نواجه هذا المصير .. ماذا يمكن ان نقول لتلك الاجيال عن معاني الموت وهذا الاجرام الذي تواجهه البشرية .. هل يبقي الانسان خارج نطاق تحمل المسؤولية وهؤلاء الذين يمتلكون القرارات الحاسمة ويمتلكون التوقيع علي مصير البشر بأقلامهم ذات الالوان الحمراء والسوداء والزرقاء .. هل لهم ان يدركون حجم هذه المأساة التي باتت تلاحق البشر هنا وهناك وتلك الحروب الطاحنة التي يكون مصيرها الموت الحتمي للإنسان ومزيدا من المعاناة التي تلحق بالعرب الموتى الاحياء وهؤلاء تجار البشر الذين يعيشون فوق جثث القلي ..

هل يصمت العالم امام هذه المأساة التي تلاحق هزائم البشرية والتي لا تجد لها الا ممرا للتحكم بالبشر ومزيدا من التسلط والعبودية الشمولية لمصير عرف بالانهيار لعالم لا يعرف القيم ويسابق الزمن من اجل مزيدا من الموتى ..

منطق غير معقول ومنطق سخيف ان يموت البعض من اجل ان يعيش الاخرون باي منطق يفهم البشر معني الحياة التي اصبحت القيم فيها ليس لها أي معني .. واصبح هؤلاء تجار البشر هم يرقصون علي جثث القتلى في ظل عالم صامت متفرج علي مشهد غريب وعجيب لم تشهد له البشرية مثالا من قبل ..

لم تعد الاوطان تسعنا ولا الطروقات ولا حتى قلوب الاصدقاء ..
لاتخبرهم أي حزن نبكيك يا وطني ..
وإن سألوك !!
قل : الله عليم بذات الصدور ..
الله النور لكل ظلمة حزن ..
يا الله ما النا غيرك يا الله ..

سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net
infoalsbah@gmail.com



#سري_القدوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ثورة ابو عاصي في قطاع غزة ضد الظلم .. )
- الهدنة الحمساوية
- ثورة النيل البشرية
- ( اليرموك الفلسطيني )
- هدنة حماس مع اسرائيل ..
- علامات فارقة .. الاسري في القلب ..
- مصر ( البيعة الكبري )
- مناشدة لسيادة الرئيس محمود عباس بالتدخل لإطلاق سراح المناضل ...
- سقوط مرسي
- القرضاوي .. شيخ الفتن
- التاريخ يصنعه الابطال ..
- صدور العدد 87 من ملحق صوت الأسير في جريدة الشعب الجزائرية
- الي الجنرال عاموس جلعاد
- المسؤولية الاعلامية وحرية التعبير
- في دائرة الاحداث
- قتلي الكهرباء من المسئول !!؟؟
- حضارة فتح
- 1 نوفمبر 1954 يوم عظيم في حياة الشعب الجزائري
- ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك يا غزة لمحزونو ...
- الزيارة التاريخية بين ( حمد وهنية )


المزيد.....




- شاهد.. مغامر يكشف عن وجود -حديقة سرّية- داخل كهف في سلطنة عُ ...
- وسائل إعلام إيرانية: استقالة محمد جواد ظريف من منصب نائب الر ...
- فيدير يظهر لحظة اشتعال محرك طائرة في الجو بعد اصطدامها بطائر ...
- تُعادل مساحتها 4 أوراق فقط..هذه أصغر حديقة في العالم باليابا ...
- هل وصلت المفاوضات بين إسرائيل وحماس الى طريق مسدود؟ إليكم ما ...
- لافروف: الرئيس ترامب شخص براغماتي وشعاره المنطق السليم
- الصين.. العثور على أقدم دليل مادي لتقنية إشعال النار
- جنبلاط يدعو السوريين للحذر من -المؤامرات الإسرائيلية- ويؤكد ...
- ألمانيا تدرس إنشاء صندوقين بمئات المليارات لتمويل ميزانية ال ...
- إيران تضخ المزيد من الأموال للدعاية - محاولة لاستعادة ثقة ال ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سري القدوة - الموت بدون رائحة