أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام روناسي - لماذا لا يرغب البعض أن يعيش إنساناً، أحياناً !!














المزيد.....


لماذا لا يرغب البعض أن يعيش إنساناً، أحياناً !!


حسام روناسي

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا لا يرغب البعض أن يعيش إنساناً، أحياناً !!
لا أعتقد أن هناك من لا يوافقني أنه بالحب يمكن للبشرية جمعاء أن تحيا وتعيش بسلام، وإلا فستغدوا غابة يفترس فيها القوي الضعيف. ولا أعتقد أن هناك من لا يوافقني أن أي أنسان لو رسم باستمرار على شفته ابتسامة رقيقة بوجه كل من يقابله، أو أهدى وردة جميلة لأعز إنسانة مهما كانت صفتها، كأن تكون زوجة أو أخت أو زميلة عمل، باعتقادي أن ذلك النهار سيمتلئ بالسعادة والزهو والانشراح.
ولا أعتقد أيضاً، أن هناك من لا يوافقني أن كل انسان يمتلك بالفطرة صفات الحب والابتسام والعفوية والابتهاج، فقد فطر عليها مذ صار له اسماً وعنواناً على أرض الخليقة. بالمقابل، لا يمكن أن ننكر وجود صفات أخرى عند بعض الناس توازي الصفات الاولى، لكنها تمتاز بنوع من الحزن والكآبة والبكاء والنواح وغيرها من الصفات التي أكرهها وأمقتها مقتاً.
ولكن ما بالكم أصدقائي، أن هناك ممن يعشق تقمص إن جاز القول حالات البكاء والنواح ولبس السواد، بمناسبة وبدون مناسبة، حين نجده وقد نذر حياته عمداً مع سبق الاصرار لأن يحيا باكياً نادماً خائفاً متوسلاً مهموماً مغموماً. وإن سألته لماذا هذا الخوف ولماذا هذا التوسل ولماذا هذا الغم والهم؟ فلن يجيبك بالمنطق، لأنه لا يدري ولا يريد أن يدري.
واذا كان لا يدري فأنا وممن يوافقني الرأي، سنقول له: إنك يا ساذج، تحب الهم والغم بل وتعشقه لأجل بعض الرموز التي لم تعرف أو نعرف عنها تلك المسماة دلائل أو براهين إلا من خلال كتب أو قصص أو روايات متوارثة متناقلة، يخاف الساذجون أمثالك الغوص في مناقشة مدى صحة المآثر أولا، ومدى الأهلية ثانياً، ومدى الاستحقاق ثالثاً، لمن نبكي لأجله ونحزن.
إن المشكلة باختصار يا أصدقاء، والتي لا ولن نجد لها حل أبداً، أن هناك من الذين يمكن أن نطلق عليهم الضعفاء والمساكين، أنهم يتشبثون وأحياناً كثيرة يستميتون تعبداً وولاء أعمى لرموز دينية لم يفقهوا ولم يدركوا هؤلاء الضعفاء أن الرموز لن تشفع لهم بأسمائها ولا بألقابها بقدر ما يشفع لهم، أي الضعفاء، الاقتداء بأخلاق رموزهم وتصرفاتهم، من باب أنهم بشر وبكل تأكيد أن هناك بشراً رموزاً يستحقون فعلاً أن يكونوا أنموذجاً صالحاً وأنموذجاً خيراً لنا، مثلما الغالبية العظمى تقتدي بأبيها أو بأخيها، تيمناً وحباً بها.
هذا كله ربما يهون، ولكن أن ينقلب التيمن والاقتداء الى أشبه ما يكون بعبادة وتمسك والتماس وخشوع ببشر، فذاك نكران لوجود الله وضرورة توحيده. وما بالكم أصدقائي أن هؤلاء البكاؤون لابسو السواد اللطامون، يدافعون دفاعاً مستميتاً ويرمون من ليس في صفهم موحداً لرموزهم، يرمونه بالسب والشتم وأحياناً بالوعيد والتهديد، وأحياناً يصل الحد الى ارتكاب جرائم القتل. ذلك أن هذا الانسان الضعيف المسكين، يبقى عاشقاً أبدياً للرموز الدينية وقصص الخيال والروايات والاساطير، لأنه كما أسلفنا، انسان ضعيف وكسول، لا يفكر بالمنطق.
كذلك أريد القول، أن هناك دائماً جماعات ضعيفة ساذجة تصدق وتؤمن بالخرافات والغيبيات الملفقة وبطولات الراحلين الخيالية لتلجأ إليها ظناً أنها قادرة على حل مشاكلها أو غيرها من أمور حياتها، لذلك تبتعد عن الواقع وهي في هذه الحالة تعتبر جماعات غير ذكية. بالمقابل، نجد هناك جماعات أيضاً ضعيفة لكنها ليست ساذجة، تستغل حالة الضعف والسذاجة لدى الجماعة الاولى في تعظيم اعتقاداتها في تلك الغيبيات، على أنها عبادات ممنوع تجاوزها ممنوع مناقشتها ممنوع نسيانها وذلك من خلال إقامة المراسم الدورية والسنوية لها، وممنوع الطعن بها وممنوع التشكيك بها وممنوع وممنوع ..، كل هذا من أجل تسيير الجماعة الثانية أمورها وإحكام سيطرتها وتسلطها.
في فيلم "عملية إيكاروس" الذي عرض حسبما أظن أواخر 1979م والذي يحكي قصة اغتيال الرئيس الامريكي جون كندي، يسأل خلال احداث الفلم، بطل الفيلم الممثل القدير إيف مونتان، يسأل رئيس المخابرات حول كيفية سيطرة جهازه الاستخباري على كل أفراد الشعب، وهل يقوم بتجنيد عدد يوازي عدد الافراد؟ حينها أجابه رئيس المخابرات قائلاً: لا يا سيدي، نحن لا نحتاج الى تجنيد أعداد موازية لأعداد الافراد الذين يراد مراقبتهم، فهذه العملية تحتاج الى وقت طويل والى إنفاق كثير. لكننا من خلال وسائلنا الاعلامية وغيرها، يمكننا أن نسلط نصف الشعب على النصف الثاني، من خلال انتخابنا لمتطوعين أغبياء بشكل غير رسمي، لا يفقهون خطورة تنفيذهم لأوامرنا !!
هؤلاء المتطوعين بنظري يا أصدقاء، هم ليسوا ببشر، لأنهم يفتقدون الى التحكم بالمنطق واستغلال العقل وحسن التفكير والتفكر. فهم حيوانات تخدع بسهولة مثلما تخدع القطة أو يخدع الكلب بقطعة لحم صغيرة، حتى وإن كانت قطعة اللحم، متعفنة أو مسمومة !!
حسام روناسى
[email protected]



#حسام_روناسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء التمايز بين المرأة والرجل ؟؟
- العراقيون يتظاهرون من أجل الكهرباء، فقط !! هل هي بداية الشرا ...
- يا نساء العالمين .. أما أزفت الآزفة ؟؟
- لو كنت أنا رئيس العراق !!
- يظل رجلاً ولو زنا بمئة إمرأة .. وتظل عاهرة فقط إن أحبت !!
- واذا الموءودة سئلت لماذا كل يوم تقتل !!
- الكاتب ووحل الغرور ..
- بدوي يتساءل فانصتوا اليه ..
- ليس الله جزاراً ولا جلاداً ..
- أيها الجهلة المساكين .. تثقفوا يرحمكم الله !
- لم يلد ولم يكن له كفواً أحد ..
- الوصايا العشرة لبدوي في المدينة
- الرحمن علم القرآن خلق الانسان .. كيف؟
- كم منكم يخاف نار جهنم؟
- لماذا الله نور وليس ضياء؟
- سورة البرلمان ..
- طفولة HAYA والكتاب
- لماذا تبقى الدول المتخلفة .. دولاً متخلفة؟
- لماذا الصين افضل من باكستان
- في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحيانا ولكن .... مسموح !!


المزيد.....




- ارتدت خاتم -نجمة داود- أثناء مصافحة الرئيس.. مسؤولة أمريكية ...
- نزيه عبد الله: الحرب فُرضت على نتنياهو من أجل إعادة الرهائن ...
- نائبة ستيف ويتكوف من بيروت: -لقد ولى عهد إرهاب حزب الله وممت ...
- عامان على زلزال تركيا: جراحٌ لم تندمل وأمل لم ينطفئ
- مقتل 3 وسقوط عدد من الجرحى من مقاتلي العشائر اللبنانية جراء ...
- الملك الأردني والرئيس العراقي يبحثان هاتفيا جهود تعزيز الأمن ...
- ما الذي نعرفه عن الاستثمار الإماراتي في فرنسا لإنشاء مركز -و ...
- ما أبعاد اتصال شولتس بالشرع؟ وما تفاصيل مؤتمر باريس حول سوري ...
- أبرز المسلسلات المصرية في رمضان 2025
- سيناتور جمهوري أميركي يتوعد قيس سعيّد بمصير بشار الأسد


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام روناسي - لماذا لا يرغب البعض أن يعيش إنساناً، أحياناً !!