رضا محافظي
الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:49
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بنشرها لكتاب في مارس من سنة 2001 م بعنوان "جزائرية" ، و بايداعها دعوى قضائية أمام العدالة الفرنسية ضد الجنرال شميدت ، الضابط السابق بالجيش الفرنسي بالجزائر بعد أن كذب ما تضمنه كتابها ، تكون السيدة لويزات ايغيل أحريز قد دخلت معركة مع رموز البطش العسكري الفرنسي سابقا في الجزائر بعد أن سردت تفاصيل معاناتها من التعذيب الوحشي و الاغتصاب خلال احتجازها في سجن المستعمر و هي – آنذاك – البنت اليافعة الضعيفة .
البنت البريئة اليافعة تجد نفسها فجأة سنة 1957 م بين جدران غرف مظلمة ظلمة قلوب من وضعوها بينها و تخضع لفنون التعذيب النفسي و الجسدي التي أبدعها مجرمو الجيش الفرنسي بالجزائر و ليس لها من ذنب إلا أنها نادت مثلها مثل الملايين غيرها باستقلال بلدها و تحرره من قبضة المستعمر المعتدي .
و تمر الأيام و تحصل الجزائر على استقلالها و تخرج ايغيل أحريز من السجن و تمارس حياتها العادية مع عائلتها و مجتمعها الصغير . لكن ضميرها الحي يستفيق من جديد بعد خمسة و أربعين سنة على ما عانته في تلك السنة المشؤومة و تنفتح جراحها من جديد و تنبعث الرغبة في السيدة المظلومة في الانتقام لنفسها و لمثيلاتها و للشعب الجزائري برمته . انتقامها جاء في صيغة كتاب تنشر فيه تفاصيل معاناتها على يد جلاديها و تنقل الى العالم من خلاله الصورة الحقيقية للوجود الفرنسي بالجزائر لأزيد من قرن من الزمان . كتاب ، و ان كان يتعلق بشخص واحد فاه يعكس حالة المئات أو الآلاف من حرائر الجزائر اللائي حاول أعوان المستعمر تدنيس شرفهن . ايغيل أحريز الآن مرآة لصفعة شريحة من نساء الجزائر أرادت في هذا الوقت أن تعري ماضي فرنسا بالجزائر و تسقط عنه قناعه و تضعه بين يدي قضاته في أروقة عدالته وجها لوجه لمحاسبة النفس و الاعتراف بالذنب .
الأيام القليلة القادمة هي وحدها الكفيلة بأن تجيبنا ان كان لفرنسا ضمير حي تحاسب به ماضيها و تصلح به أخطاءها و ان كان في فرنسا عدالة تنصف البسطاء المظلومين و الشعوب التي سلبت ارداتها و حريتها و استغلت أبشع استغلال . و ان كانت السيدة ايغيل احريز ستستطيع توجيه فرنسا الى احياء ضميرها فانه سيكون لها شرف الانتصار لشرف كل الجزائريات اللائي عانين من جراء الاستعمار و ستكون قد قامت بما تنوء به جهود مؤسسات كاملة و نالت شرفا يحلم بنيله الكثيرون .
#رضا_محافظي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟