عائدة حسنين
الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 14:38
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
المظلوم الظالم
عائدة حسنين
هناك بعض الناس الذين إن قلت لهم مرحباً ردوا عليك لا مرحباً بك و لا سهلاً يقولوها لك هكذا من غير سابق إنذار و لا خطأ أو خطيئة ارتكبتها معهم أو لهم فتستغرب ما الذي أذنبته معهم ؟
أين المشكلة ؟
أين الخلل ؟
فالشريعة الإسلامية السمحة تأمرنا بأن نرد التحية بأحسن منها أو مثلها على الأقل و لكن لربما الذي يلقي التحية ضعيف الحال و ضعيف الجسد أو ربما امرأة كبيرة السن أو حتى صغيرة السن فالمرأة مازالت في الشرق كسيرة الأجنحة ليس فقط كسيرة الجناح الواحد فبكلمة واحدة أو نظرة أو تلميح من السهل أن يتسبب بقتلها
و لكن علم النفس له رأي واضح و معروف فالشخص المظلوم الذي يضطهده قساة القلوب ماذا يفعل ؟؟؟
لا يستطيع أن يرد الضربة بالضربة أو اللعنة باللعنة فماذا أمامه أن يفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أقول لكم ماذا يفعل هذا المظلوم المضطهد :
ينتظر و يصبر و يقول لنفسه اليد التي لا تستطيع قطعها قبلها حتى حين !!!
هذا ما يفعله . و من غير وعي يقوم بالبحث عن ضحية يفرغ عليها بعض العذابات و الاضطهادات التي تمارس ضده و هذا ما يعرف بعلم النفس بالإسقاط
أن تسقط ما بداخلك من أوجاع على ضحايا هم بالطبع أبرياء من كل ما هو حولك من أمور و لا تعلم هذه الضحايا ما يدور في خلدك و ما هي ظروفك و مالذي يجري في بيتك و عملك و حيك و عائلتك ولكن الضحايا المتعلمة تلاحظ و تحلل و تقدر أن تتصور و تقدر الأمر مرحبا تقول لأحدهم يرد لا مرحبا مالذي يجري ؟؟
ما المصيبة هذه !!
الذي يتهجم على الناس الذين لا مصلحة له عندهم و يستصغرهم و يرى أن لا داعي لوجودهم في حياته مكبوت و مضطهد و يعاني من عقد نفسية بالغة الخطورة . هذا الشخص سلوكه آت من اللاوعي و اللاشعور لهذا علينا أن نلتمس لبعض قساة القلوب العذر فهم ضحايا لمن قلوبهم أقسى من قلوبهم و ندعو لهم بالنجاة و الرحمة و الصحبة الطيبة اللطيفة فمعاناتهم تظهر إلى السطح واضحة جلية بات الكل يلمسها بيده أو يراها بعينه .
أخونا بالله أو أختنا بالله صديقنا فلان أو جارتنا فلانة يعاني أو تعاني و ها هو أو هاهي يصرخ أو تصرخ من شدة الألم ارحموني من قساة قلوب ذوي سلطة و جاه و مال و سلطان ساعدوني و لكنه أو لكنها يقولها أو تقولها بالعكس ابتعدوا عني بالصوت المعلن المسموع و سوء المعاملة فعلاً تجعل الناس يهربون فمن منا يحب أن يكون ضحية لضحية
#عائدة_حسنين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟