زياد عبد الفتاح الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 23:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحتشد اليوم في ساحتي رياض الصلح والشهداء ألاف المتظاهرين اللبنانيين تحت حملات وشعارات مُتعددة منها حملة "طلعت ريحتكم " وحملة " بدنا نحاسب " . ولكن الحملة الاهم من هاتين الحملتين انطلقت تحت شعار " اسقاط النظام السياسي الطائفي " والدعوة لانهاء المحاصصة الطائفية في لبنان التي يحتمي تحت ظلها العديد من المسؤولين والقيادات السياسية في الحكومة اللبنانية ومجلس النواب والذين أوصلوا اللبنانيين دون أدنى خجل في ظل الفراغ السياسي والدستوري القائم , الى حالة من الفساد العلني والتردي الاقتصادي والغلاء المعيشي الفاحش ونهب الاموال العامة المخصصة لتأمين الخدمات المعيشية الاساسية وفي مقدمتها تصريف النفايات وتوفير الكهرباء والماء والمحروقات والخدمات الصحية والتعليمية ...الخ . ورغم أن هذا الحراك لم يصل بعد الى المستوى المطلوب من حيث الحشد الجماهيري والشعبي والنقابي والتنظيمي ولكنه لا يزال ينمو ويتوسع ويتم العمل على احتوائه وتنظيمه من قبل الاحزاب والقوى السياسية الوطنية والتقدمية بالتعاون مع بعض الجهات النقابية الناشطة في لبنان . وهو سيتطور بلا شك في غضون الاسابيع القادمة الى حراك شعبي ساحق لا يمكن تجاهله وسيترك بصماته القوية لتغيير الواقع السياسي والطائفي في لبنان . لذا يُحاول العديد من القيادات السياسية والطائفية في الحكومة اللبنانية ومجلس النواب ولاسيما في تيار المستقبل والقوات اللبنانية وغيرهم من قوى 14 آذار , إفشال هذا الحراك بكل الوسائل الامنية والاعلامية واحتوائه في ظل مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله لاجتماعات الحكومة اللبانية وذلك قبل أن يتحول هذا الحراك الى قوة جماهيرية غاضبة تُهدد مصالح الطبقة الرأسمالية والسياسية والطائفية الحاكمة في لبنان والممسكة بزمام الاقتصاد والميزانية والخدمات والادارات والمؤسسات الامنية والاعلامية اللبنانية , والتي تساهم في إغراق لبنان في مستنقع الفساد والمحاصصة الطائفية وتعطيل الحياة السياسية والدستورية . ومع نجاح هذا الحراك فسوف يتجه لبنان بالتأكيد وبخطى ثابتة نحو تقليص النفوذ الاقليمي والدولي في لبنان ولاسيما النفوذ السعودي والفرنسي والامريكي والذي يسعى الى ابقاء لبنان في دائرة التبعية والفوضى الامنية والسياسية والطائفية والفراغ الدستوري وعرضة للتآمر السعودي والقطري والتركي والتكفيري الذي تتعرض له المنطقة بدعم وتأييد من الغرب والكيان الصهيوني
#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟