أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟














المزيد.....

العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 10:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



يشتكي العراقيون من تدخل دول الجوار في شؤونهم الداخليه. وهم محقون، الا ان العراقيين انفسهم يتدخلون، وبقوه مفرطه في شؤون هذا الجوار ايضا، بل قد يكون تاثيرهم خارج الحدود اكبر بكثير من تاثير الجوار فيهم.

واذا كان حضور الجوار الاقليمي سلبيا، يأتي على شكل متفجرات وذباحين، وارهابيين يتحرقون للعشاء مع النبي، برمجوا تحت تأثير حبوب الكبسله للتدمير، فان تأثير العراقيين سلبي ايضا، من وجهة نظر الحكومات المجاوره على الاقل، وهو يتسرب عبر الحدود على شكل براكين هادئه، وقدرات تدميريه مصممه لتهد اركان البناء السياسي، وتطمر تحت الانقاض مراكز القوى التي تمسك بزمام السلطات هناك.

لا تخفي الدول المجاوره للعراق، من جميع جهاته، بل حتى تلك التي لا تحدها، النوايا في التدخل السافر. وليس هنالك ولا دوله واحده تخفي نيتها في حماية امتداداتها في الداخل، وذلك كواجهة مشروعه.
الا ان العراقيين هم الذين يخفون تدخلهم في شؤون الجوار، فهذه الثوره التي بدأت في ساحة الفردوس 10/4/2003 تبدو وكانها قاطرة اصلاحات جذريه تطال شكل الحكم، الاقليات، التنوع المذهبي، ولاتنتهي عند ايقاف عقوبة الاعدام. لا يمكن حصرها داخل حدود العراق، و مهما سورت الحكومات المجاوره نفسها خلف متاريس اعلاميه، اواصلاحات شكليه لاستعباط الشعوب، لاشك ان المد سيطولها قرب الاجل، ام بعد.

بعض الانظمه التي تجيد الالتفات على الجماهير قدمت اصلاحات فوقيه غير جوهريه، وسوقتها على انها ثورات ديموقراطيه في القلب.
في مصر سمح النظام لدخول المنافسين للرئيس في انتخاباتهم الصوريه، وللمره الاولى بتاريخ ارض الفراعنه في ايلول المنصرم.
في الكويت فسح المجال للمرأه رغم معارضة الشق الاكثر فعاليه في مجلس الامه للنساء، ليس في التصويت فحسب، بل وبالترشيح ايضا. ثم تجرأت لمناقشة قضية البدون على الملا.
كذلك خطت السعوديه باتجاه خلق عماله نسائيه وبوتيره متسارعه وغير مدروسه الهدف منها التغطيه على حقيقة معاناة المرأه في المملكه، فبلغت وللمره الاولى في التاريخ نسبة النساء العاملات 0.5% من السعوديات! في وكالات عمل خاسره اساسا، كما سمح في اكتوبر هذا العام للمرأه بقيادة السياره! ليعتبر انجازا ديموقراطيا غير مسبوقا!

اما الحكومات المهووسه بالصداميه فقد اختارت الطريق الذي تعرفه، وهو الاستعداد اللامدروس لام حواسمها.
في ايران عادت السلحفاة الى داخل الدرع، واختبأ النظام الديني الثيوقراطي خلف القوى الحقيقيه التي تقوده وهم تيار المحافظين، والعوده لسينورياهات الحرب مع الشيطان الاكبر بافتعال الازمات كالطاقه النوويه، ثم"تنصيب"، انتخاب المتطرف احمدي نجاد ليؤلف مع المرشد خامنئي قوه لضرب اي نشاط جماهيري، سواء العفوي منه، او المتعاون مع الجهات الدوليه.
في سوريا بلغت الهستيريا وشد الاعصاب بالنخبة البعثيه حد بدأت الاغتيالات يمينا وشمالا، ومنهم من يستقيل، ومنهم ينتحر، وما بدلوا سيناريو المواجهه.
هذا بالاضافه الى دول ستخسر دورها التاريخي كمخبر على المنطقه، مثل تركيا، واخرى تحاول اقناع الغرب بانها واحة الديموقراطيه، كاسرائيل، واخرون يلعبون على فتح اسواقهم للغرب، كما في الخليج.
فاي تاثير لهذا النشوء التدريجي للديمقراطيه في العراق على دول الجوار، وهو بعيد المدى، اذا ما قارناه مع تدخلات مؤقته، مرهونة بضعف الجهاز الامني العراقي، تدخلات هي نفسها تثير انقسامات بين الدول الاقليميه، مثل الخلاف السعودي الايراني حول نسب هذا التدخل، هذه الجفوة التي لم يكن فيها من مستفيد سوى العراقيين.

دس انف دول الجوار في الوضع العراقي هو رد فعل، وصدى للتطاول العراقي، الذي بدى وكانه يستهوي الشعوب المقموعة في الشرق الاوسط، ويؤلبها بالضد من حكوماتها البوليسيه النزعه.

هدف التدخل الاقليمي هو ليس الدفاع عن حقوق الشيعه، فهم يتمتعون اليوم بما لم يحصلوا عليه طوال 1400 عام.
وليس الحفاظ على عروبة العراق، فحتى في حالة استقلال اقليم كوردستان فان ذلك يضمن نسبه عروبه تقرب من الـ 100% وهي غير موجوده في اي بلد عربي اخر.
وليس الحفاظ على السنه، ولا التركمان، فان الديمقراطيه تضمن لهم حريات اكبر بكثير مما كانوا عليه في زمن الديكتاتوريه.
بل ان هدف هذه الحمله المعاديه من دول الجوار هو ايقاف زحف العراقيين نحو بناء بلد عصري كي لا يكون نموذجا للشعوب التواقه للحريه، ويبدو ان العراقيين، الصعبي المراس ماضون في هذا الطريق، والضربه الاقسى التي وجههوها للدول الاقليميه هي المصادقه على الدستور، مما يرفع ضغط الدم والسكري لدى العديد من الرؤساء والملوك في الشرق الاوسط.




#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى اصيب الله بالحول؟
- كفايه تكتسح الانتخابات المصريه
- كوردستان جزء من الوطن العربي؟
- لنعترف بوجود الطائفيه
- للنجف .. مطار ام مزرعة خشخاش
- خبر سيكذبه السيستاني
- دستور فارغ افضل، ام فراغ دستوري
- تورابورا، كهوف في القلب
- دستور يا اسيادنا
- للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
- ما لهم اصابهم الســعار؟
- متى يحتسوا القهوه؟
- الجعفري وكاس البيره
- انتخابات ايران ... حكومه للجنه، وشعب للنار
- هل تريد الام السوريه عيدا للكراهيه؟
- هل المستوطنون هم فعلا من يعيق بناء العراق الجديد؟
- قطه في بيروت واسد في القامشلي
- نصف متعلمة اخطر
- فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه
- منافسه في البرلمان، كم هي طبيعيه؟


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - العراق والجوار، من يتدخل في شؤون من؟