|
الغرب بين مطرقة الارهاب وسنديانة الاستيعاب
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 28 - 21:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الوقت الذي انصرفت فيها الدول العربيه الخليجيه عن واجبها الاخلاقي والادبي والانساني والديني امام محن الملاين من مسلمي العالم والوطن العربي تاركينهم يواجهون مصيرهم الاسود المشؤوم نتيجة الحروب والارهاب والفقر والجوع والبطاله لكي تبتلعهم امواج البحار ويلاقون حتفهم او ان يموتوا داخل كميونات وحافلات نقل البضائع ويصبحوا ارقاما في اعاد الموتي تستقبلهم القبور الجماعيه اذ ان لا هويه لهم سوى انتمائهم لخير امة اخرجت للناس . تفتح اوروبا ذراعيها لاستقبال الالاف منهم بحسن النوايا والدافع الانساني واحترام مواثيق ومعاهدات حقوق الانسان تجاه اللاجئين والمشردين وطالبي اللجؤ السياسي والاجتماعي والحريه. حكومات وشعوب الغرب رغم ما تشكله هذه الهجرات من تحديات والتزام بالرعايه وحسن الاستقبال. ان من هو على المحك والامتحان هم الدول العربيه الغنيه والتي كانت احدى اهم اسباب ما يجري بعالمنا العربي من تفتيت ودعم للارهاب وليس الغرب كما يدعي البعض. ولتتوقف ماكنة الاعلام المضلل ان اسباب حروبنا ومأسينا هم من الغرب فليتحملوا ما اقترفته سياساتهم.متناسين الحكام المستبدين والدكتاتورين والعملاء بالاضافه الى شركائهم من شيوخ الدجل والعداء لكل ما هو مختلف والمتأمرين على شعوبهم. ان من نهب بلاد العرب هم حكامها ..مليارات من الدولارات والسبائك الذهبيه موجوده بأسماء هؤلاء الحكام في البنوك السويسريه والغربيه والامريكيه. كم مليار صرفت على اقتناء الاسلحه لكي يقتل المسلم اخيه المسلم او لتعتدي دولة عربيه على اخرى. لنسمي الاشياء بأسمائها هل للغرب دخل في موروثنا الديني الاقصائي الذي يدعوا الى الجهاد والارهاب والقتل لكل ما هو غير مسلم ومختلف. ما دخل الغرب بهستريا اعادة الخلافه . ما هو دخل الغرب باحتساب ان المرأه نص المجتمع ناقصه عقل ودين وعوره واقل درجه من الرجل. هل وضعت اوروبا برامجينا التعليميه المغيبه للعقول والمحجبه للمنطق. هل هم فقط الذين افقروا وجهلوا شعوبنا ام حكامنا وزعمائنا. نعم كان هناك استعمار غربي واستغلال واحتلال وانتداب لكن هذا كان في الماضي .كل شعوب الارض اعتدت على الاخرين واعتدي عليها والاسلام ايضا خاضوا حروبا ضد اوروبا ولم تسلم منهم. هل حروب الغرب تعتبر احتلال وحروب المسلمين حلالا كلها تحت مسمى حروب وقتل ودمار واغتصاب. . بالعوده للحاضر ها هي اوروبا تظهر وجهها الحضاري والانساني للمهجرين المسلمين ودول العالم الاسلامي لا تحرك ساكنا. مللك السعوديه لازال ينعم باجازته في المغرب في الوقت الذي به بلاده تحارب الجاره اليمن وابناء شعبه واليمنين يقتلون وتتدخل في سوريا ولبنان والعراق ومصر وسياساتهم الداخليه. امراء السعوديه يشترون القصور والفلل والجزر ويصرفون الميليارات واخوانهم في الاسلام يموتون غرقا وجوعا واختناقا بحثا عن الامان وهربا من الارهاب والفقر والحروب والجوع والبطاله. قطر تصرف الميليارات لدعم الارهاب واحداث القتل والموت ولا تصرف مليما لدعم الحياه وانهاء الحروب. وتصرف المليارات للكرة القدم عام 2022 ومئات العمال النيبالين والمغاربه وغيرهم يموتون بحوادث العمل والاهمال. ان الاوان لتنتفض الشعوب على حكامها ولتنقلب المعادلات وليتغير المصير لكن مع الاسف هيهات.
الشعوب تجازف بالوت غرقا وامكانية البقاء احياء هي اقل من 50ٌ% ومع ذلك لا تتجراء على الانتفاضه على زعمائها لان امكانية الحياه بكرامه وحريه وعداله اجتماعيه هي صفر بالمئه لذا فالخيار الاول الهروب من الاوطان يبقى افضل باحتمالاته. السورين والعراقين يبحثون عن اوطان بديله بعد ان ضاعت اوطانهم ويتقاسمها الارهابيون الغرباء. لكن اوروبا تفتح اذرعتها لاستقبال المزيد والمزيد من مسلمي العالم والاخص مسلمي بلادنا. ها هي المانيا ترفض اعادة الالاف من اللاجئين السورين وتتجاهل توصية هيئة الاستعاب والهجره الاوروبيه حفاظ على حياتهم. كل هذا واكثر واستعداد الاتحاد الاروبي لتقبل المزيد والبحث والمشاركه والدعم المالي لمحاولة وقف هذه الهجرات الجماعيه من اصولها. الملاين تصرف على الاستيعاب والاستقبال والاحتضان والقبول والاندماج لهؤلاء المهجرين وغالبيتهم مسلمين والدول العربيه دان من طين ودان من عجين. بالمقابل ان ما تصرفه اوروبا لوقف الارهاب والهجمات والمتابعه لكافة الارهابين المتأسلمين الذين يهددون السلم العالمي والغربي بممارساتهم الارهابيه ايضا يصل بالمليارات عدا عن اشاعة الفوضى والخوف والقلق. فبدل من ان تشكر اوروبا على مجهوداتها ومساعيها وتضامنها وانسانيتها على استيعاب الالاف من المهجرين المسلمين على اراضيها تهدد وتتوعد بالانتقام ونشر الارهاب على ايدي المتأسلمين. عودة اكثر من 800 ارهابي شاركوا مع تنظيم داعش الى اوروبا عدا عن وجود الالاف من المتشددين والخلايا النائمه وشيوخ وداعاة التحريض الذين ينعمون بالاستقرار ومواثيق حقوق الانسان ,كل هؤلاء يشغلون الاجهزه الامنيه الغربيه من اجل متابعتهم ومراقبتهم والاحتراس منهم وصرف المليارات على اجهزة مكافخة الارهاب بدل من صرفها على التنميه والابداع والرقي والتنوير. اروبا اليوم تصرف المليارات على استيعاب الاف المسلمن والذين بعضهم بدل الامتنان يشترطون ويفرضون الاملاءات وكذلك تصرف الميليارات لمحاربه الارهاب المتأسلم على اراضيها والتهديدات الخارجيه منهم. ويصلح المثل الذي يقول:لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير . ختاما لنكن محايدين وليضع كل منا نفسه مكان المواطن الغربي الالماني او الفرنسي او البلجيكي او او هل كان ليرضى ان يستقبل هذه المجموعات وهو مهدد من اخوانهم المتأسلمين بالقتل والاغتصاب, وليل نهارا يسمع مواويل انتم الكفار وبئس المصير ويوما ما سنحكمكم ونذلكم ونضطهدكم انتظرونا والايام بيننا. اعطونا دوله مسلمه واحده ترضى بمثل هذا التهديد والجحود والانكار. انما الامم الاخلاق ما بقيت..فهم ان ذهبت اخلاقهم ذهبوا
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغرب:العقل ام الانسانيه لقبول اللاجئين المسلمين
-
المسلمين المعتدلين ودعاوي اللهم رمل نسائهم ويتم اطفالهم
-
بطاقة محبه وتهنئه للمرأه التونسيه في عيدها
-
احسبيها كويس لما تقولي ايو حتجوزك
-
فجوة كراهية الغرب للمسلمين تتسع
-
البعبع والارهاب باق باق وراء الابواب
-
اسلمة وسائل الاتصال الاجتماعي...فيس مسلم
-
الارهاب المتأسلم يعود علينا بصكوك الغفران
-
الغرب وعدم مراعاة احاسيس ومشاعر المسلمين
-
رسالة الى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز
-
لا حجاب ولا مجتمع متدين يمنع التحرش
-
النرجسيه والارهاب تقضي على الوجه الانساني للاسلام
-
مجتمع تهيجه تنوره وتقوده غرائزه
-
خيانة الرجل حلال وخيانة المرأه حر ام
-
المرأه وزمن الكوليرا الداعشي
-
الارهاب وترسيخ مفهوم الاسلاموفوبيا
-
ما نفع الاديان اذا ماتت صفة الانسان
-
تعدد الزوجات يخلف ارقى المجتمعات
-
ماذا لو تولت قيادة اوطننا امرأه
-
انت طالق
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|