ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 28 - 02:29
المحور:
الادب والفن
أوغل في طين الأرض
كالعراء الطاعن في السن
١-;-
كالوردة يغمرها الماء لتشقى
تتساقط فوق الرمل
وترتب هجاء الصحاري
بأشجار النخيل
تودعني للظل مرة أخرى
رماح شظايا العناد
أسكنها منتظرا ً شمس عثراتي
غباري خيمة عناق
ونجم جدار ٍ
يقف شاهدا ً لتأمل العصافير
أختار من الظلمة ما أشتهي
سرور نجمتين
لهفة طائر
بلاغة قيظ ٍ شهيد
في البحث عن غد الطهارة
يأخذني شتاء التيه رمح وميض
والحصان صهيل دافئ
في الخروج سرج وداع ٍ رخو
أتنفسه كرجفة أطرافي
وعلى غرة التلة الغريبة
مقلة الأعراس جسد الدفوف
تواعد النهايات بشمس الخسوف
أوغل في طين الأرض
كالعراء الطاعن في السن
هذا كتف بيتنا يذوب
وهذه حجارة الدير بقايا الصلوات
وهذا جلد الذئب
يتدلى بين العاشق والقتيل
وهذه مراثي الغزال
رقص الدراويش
موطن كشف أسراري
وعود برج الحمام
ورسائل الرعاة عن آخر المغيب
من يبقيني كالوردة
يغمرني الماء لأشقى
قلبي صدى ما فاتني
والمسك في عظامي
عمر أمي ذؤابة القناديل
يفتش طائعا ً عن زحف الرماد .
٢-;-
تنمو الحياة بأحشائهن
عرين سحابة
للعاريات جسد الآلهة
ولي طهارة العبادة
ترتوي مزروعاتي اﻷ-;-ليفة
من شهد قبلاتهن
كيف تترجل الإبتسامة
عمرا ً كاملا ً
خريف السعادة
هناك على صخرة الوجود
يختبئ العدم
وينسى أن للغياب ألف باب
ترتحل في الصدى
بعد التعب
كل أزهار نبوءاتي
أحبك .. أحبك
قالها في السر والعلن .
٣-;-
عند بابها
يرقص النزلاء
ترك الغائبون سحر الخرز الملون
تعاويذ الحب علامة وداع ،
يغار التراب من وحشة العتبة
تنمو البراعم وتستريح الأغصان
عناقيد ريح تتألم
اجتاحت الأجراس
كل فراشات الأرض .
٤-;-
جادلني الغيب مرة
على شوكة الشوق
عنيدا ً في طهارتي
أجمع صورها الممزقة
هذياني همس الطريق
أحبك منذ كهف الأزل
غريبين دون دليل .
٥-;-
في النيّرين صورتها
لا تنفك في ولاداتها
حزن ليل هادئ
وظهيرة قيظ الملل
أخرجني من عزوة بهائي
كي أعرف تماما ً
هل لخطب الواجد
بين أقراص العسل
بصيص أمل .
٦-;-
هذا الصباح زائل ..
مثل موجة البحر
تخطفني نسمة عابرة
وتراني أبحث طوال اليوم
عن أصدافها التي أضعتها
دون قصد .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟