رائد محمد نوري
الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 22:02
المحور:
الادب والفن
1
الحَديقَةُ في الصَّباح
صباحُ الحَديقَةِ مُلْتَبِسٌ!
لا السَّماءُ تَصِيرُ رَمادِيَّةً شَبِقَة،
ولا الشَّمْسُ تَحْنو على الكادِحين!.
سِياجُ الحَديقَةِ أَزْرَقُ
يَحْكِي السَّماءَ الّتي لا تُفارِقُها الزُّرْقَةُ...
الغَيْمُ مُرْتَهَنٌ...
رُبَّما لَنْ تَصِيرَ السَّماءُ رَمادِيَّةً،
غَيْرَ أنَّ الثَّلاثَةَ
-أَعْني العَبِيدَ الذينَ وراء السِّياجِ بِلا أَمَلٍ يَشْتِلونَ الشُّجَيْراتِ
ثُمَّ يَعودونَ بَعْدَ انْتِصافِ النَّهار
إلى النُّزُلِ القَلِقَة-
أُولئكَ لا يَمْلِكونَ سِوى أنْ يَجِيئوا الحَديقَةَ صُبحاً؛
لِكَي يَرْجِعُوا آنَ تَرْتَفِعُ الشَّمْسُ فَوْقَ الرُؤوس
إلى النُّزُلِ الضَّيِّقَة!*
2
الحَديقَةُ في الظَّهيرَة
كَذا فَلْ يُغادِرْ سَماءَ الحَديقَةِ أَزْرَقُها، وَلْيَحُلَّ البَياضُ مَحَلَّهْ،
فَشَمْسُ الظَّهيرَةِ مَجنونةٌ!.
اِرْتِباكٌ يَعُمُّ الحَديقَةَ
-كُلَّ الحَديقَةِ-
تَهْجُرُها الكائناتُ
وَيَبْقى السِّياجُ الحَديديُّ؛ هذا الذي لا يُغَيِّرُ لَونَهْ،
وَتَبْقى الشُّجَيْراتُ خَلْفَهْ
تُقاومُ سُلْطانَ شَمْسِ الظَّهيرَة!*
3
الحَديقَةُ في المَساء
مساءُ الحَديقَةِ مُخْتَلِفٌ
صِبْيَةٌ نَزِقون
بِأَرْجُلِهمْ يَعْتَدون
عَلى الأَخْضَرِ الغَضِّ خَلْفَ السِّياج!*
4
الحَديقَةُ في السَّحَر
يَقولُ أبو ساهِرٍ:-
"سَحَراً؛ خَلْفَ هذا السِّياجِ الحَديدِيِّ
كانَ لَظَى نَزْوَةِ الفِتْيَةِ القَلِقين
يَعيثُ بِكُلِّ الكَراسي قُبالةَ داري وَدارِكَ -جاري- سَعيرا".
"لِماذا"؟
"لِماذا؟!
لِأنَّ المَدينَةَ غائبَةٌ وَمُغَيَّبَةٌ في عِراقِكَ يا وَلَدِي"*
الثلاثاء- فجر الرابع من آب 2015
#رائد_محمد_نوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟