حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 11:32
المحور:
الادب والفن
حلوة زحايكة
سوالف حريم
قطتي زمرّدة
قطة جميلة صغيرة على هيئة ملاك صغير،أحضرها ابني عندما وجدها تموء بجانب الباب، لا أعرف كيف وصلت إلينا، فربما ضلت طريق العودة الى والدتها، أو أتى بها أحد الصّبيان ورماها قرب باب بيتي، أدخلناها الى منزلنا ترتعد من شدة الجوع والعطش، وضعت لها صحن الحليب ولكنها لم تعرف كيف تشرب، فاحضرت حقنة فارغة وملأتها بالحليب وبدأت باطعامها الى أن شبعت وارتوت، وبقيت على هذا الحال الى ان استطعت أن أعلمها كيف تلعق الحليب، وبعد ذلك قمت بتحميمها فشعرت بخوف شديد من الماء والاستحمام، لكنني أجبرتها على ذلك لتبقى نظيفة ونحتفظ بها داخل المنزل، وصارت فردا من افراد أسرتي الصغيرة، واطلقت عليها اسم "زمرّدة" لجمال عينيها التي تتلألأ مثل الزّمرّد.
نمت قطتي شيئا فشيئا وكبرت بيننا حتى اصبحنا لا نستطيع أن نجلس من دونها، فحركاتها جميلة وتشعرني بفرح غامر، خاصة عندما تبدأ تداعب وتلعق يدي وتدغدغ وجهي بلسانها الصغير وتهز ذيلها، فأدعوها أن تكف عن فعل ذلك، وأنا أضحك منها، وأربت على ظهرها وألاعبها كما كنت ألاعب أطفالي وهم صغار السن.
هذا الفترة كنت مجبرة على فراقها لأسباب صحيّة لوجودي في المستشفى، رغم اعتناء افراد اسرتي بها جيدا، الا انني كنت قلقلة عليها خوف أن يتم نسيان اطعامها او اهمالها، وعندما عدت الى البيت سارعت تقفز إليّ مرحبة بي وبعودتي، فرحة تحاول التسلق الى حضني، تناولتها وبدأت تلعق وجهي سعيدة بعودتي رغم ان وجهي كان منتفخ ومعالم وجهي مغيبة، والكل من افراد اسرتي يضحك منّي، وبعضهم يشبهني باليابانية أو التايلندية، لشدة انتفاخ عينيّ ووجهي، لكنها لم تته عني لحظة ولم تخف مني، وضعتها على السرير واستلقيت بجوارها ونامت هادئة على كتفي.
كل هذا جعلني اشعر بوفاء الحيوان واخلاصه بعكس الانسان، لقد جعلني أتذكر المثل القائل "كل شي بتزرعه بتقلعه الا الانسان بتزرعه بقلعك"والحيوان لا يفترس الا اذا عضه الجوع، والانسان لا يفترس الا اذا عضه الشبع، فطوبى لقطتي.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟